الخيالُ المُبهـِرُ
بقلم: محمّد التّونسي
إشراف: فاطمة حامدي
غالبا ما كنت أتسلّى خلال أوقات الفراغ بلعب كرة القدم مع صديق لي يسكن قريبا من منزلنا وفي عشيّة ذات سبت انتظرت ياسين فلم يأت ،بقيت وحدي واستحوذ عليّ القلق والملل وتقدّمت نحو غرفتي بخطوات بطيئة واستلقيت على فراشي فسرح بي خيالي بعيدا وسكنت رأسي صور وشخصيّات تجوب أمكنه فسيحة في غاية الرّوعة والجمال وأذا بي أغوص في عالم غريب واسع لا تحدّله رحاب : بدا لي في ركن من أركان الغرفة بريق من ضوء يتلألأ فاتّجهت نحوه وأمسكت به فإذ بصوت ملائكيّ يناديني بنبرات صوت هادئ-"مرحبا .أنا صفاء أهلا بك في عالم الخيال " وانطلق صوت آخر يقول"-وأنا نور، نحن ملائكة هذا العالم الخياليّ" أجبت وأما موزّع بين الهوف والذّهول "-" وأنا ...أنا....أنا محمّد "
ردّت صفاء مطمئنة "-لاتخف لاتخش أن يحلّ بك مكروه وأنت معنا ، نحن ملائكة صغار لا نؤذي أحد نلعب ونتسلّى ونستمتع بجمال الطّبيعة " عندها شعرت بالطّمأنينة وأسلمت نفسي لجناحين يحلّقان بي حتّى نزلنا بأرض تكسوها ورود تحوم حولها فراشات زاهية بشتّى الألوان ، تحيط بها أشجار باسقة أغصانها متفرّعة ، مورقة خضراء ،انطلقت منها موسيقى عذبة تصدح بها الأطيارالسّاكنه في أعشاش آمنة ومن تحتها نهر ممتدّ على حافّتيه تجمّعت حيوانات تطفئ عطشها وظمأها . وغير بعيد من النّهر واحة نخيل قد تعانق جريدها لتظلّل من يمشي تحته ، سرت بين السّواقي يطربني حفيف الجريد الّذي بدا لي كأنّه يحدّثني عمّن مرّوا من ذلك الطّريق قبلي فتراءت لي صورة أبي القاسم الشّابي تقاسمني المكان وهو يحدّثني عن أشعاره وفجأة تناهى إلى سمعي صوت يغّني للحياة قصيدة تطرب لسماعها اللآذان: "
"خُلِـــــــقْتَ طَلِـــــيقًا كَـــــطَيْفِ الـــــنَّــسِيمِ .....
وَحُـرّا كَــــــنُورِ الضُّحَى فِــــي سَـمـَاهْ
تُـــــغَــــــــــرِّدُ كَــــــــــالطَّـيْـــرِ أنَّــــى انْـــــدَفَعْــتَ .....
وَتَشْــــــدُو كَـــمَــا شَاءَ وَحْــيُ الإِلَــهْ
وَتَـــمْــــــــــــــــــرَحُ بَيْــــــــــنَ وُرُودِ الــــــصَّـــــــبَاحِ .....
وَتَـــنْـــــــعَـمُ بِـالـــــــنُّــــــــــــــــــــورِ أنَّـــــى تَــــــــــــرَاهْ
وَتَــمْشِي، كَما شِئْتَ، بَيْــنَ الْمُــرُوجِ .....
وَتَقْـــــطِـفُ وَرْدَ الــــــــرُّبَــــا فِـي رُبَــــــــــــاهْ
إلَـى النُّورِ، فَالنُّــــورُ عَــذْبٌ جَـمِــــيلٌ .....
إلَـى النُّــــــورِ، فَالنُّــــورُ ظِــــلُّ الإلَـــــــهْ.
شعرت بيد تربّت عليّ وتمسح على رأسي بلطف وحنان وكنت أستجمع قواي لأعرف أين أنا وحين فتحت عينيّ وجدتني فوق سريري وأمّي تجلس إلى جانبي وهي تقول"- كأنّك كنت في حلم وردي كنت أرقبك وأنت نائم والإبتسامة لم تفارق شفتيك " فرويت لها مارأيته في غفوتي ذلك المساء فقالت لي " الأفكار صيد والكتابة قيدها أسرع بكتابة حلمك الجميل " فنهضت وأسرعت إلى مكتبي ومسكت قلما وفتحت كرّاسا وكتبت قصّتي مع ملك الخيال والأحلام .فهكذا اكتشفت عالم الكتابة وصرت أدوّن كلّ الأفكار التّي تجول بخاطري لتصير قصصا أكتبها وأحكيها .
محمّد التّونسي 2017
ردّت صفاء مطمئنة "-لاتخف لاتخش أن يحلّ بك مكروه وأنت معنا ، نحن ملائكة صغار لا نؤذي أحد نلعب ونتسلّى ونستمتع بجمال الطّبيعة " عندها شعرت بالطّمأنينة وأسلمت نفسي لجناحين يحلّقان بي حتّى نزلنا بأرض تكسوها ورود تحوم حولها فراشات زاهية بشتّى الألوان ، تحيط بها أشجار باسقة أغصانها متفرّعة ، مورقة خضراء ،انطلقت منها موسيقى عذبة تصدح بها الأطيارالسّاكنه في أعشاش آمنة ومن تحتها نهر ممتدّ على حافّتيه تجمّعت حيوانات تطفئ عطشها وظمأها . وغير بعيد من النّهر واحة نخيل قد تعانق جريدها لتظلّل من يمشي تحته ، سرت بين السّواقي يطربني حفيف الجريد الّذي بدا لي كأنّه يحدّثني عمّن مرّوا من ذلك الطّريق قبلي فتراءت لي صورة أبي القاسم الشّابي تقاسمني المكان وهو يحدّثني عن أشعاره وفجأة تناهى إلى سمعي صوت يغّني للحياة قصيدة تطرب لسماعها اللآذان: "
"خُلِـــــــقْتَ طَلِـــــيقًا كَـــــطَيْفِ الـــــنَّــسِيمِ .....
وَحُـرّا كَــــــنُورِ الضُّحَى فِــــي سَـمـَاهْ
تُـــــغَــــــــــرِّدُ كَــــــــــالطَّـيْـــرِ أنَّــــى انْـــــدَفَعْــتَ .....
وَتَشْــــــدُو كَـــمَــا شَاءَ وَحْــيُ الإِلَــهْ
وَتَـــمْــــــــــــــــــرَحُ بَيْــــــــــنَ وُرُودِ الــــــصَّـــــــبَاحِ .....
وَتَـــنْـــــــعَـمُ بِـالـــــــنُّــــــــــــــــــــورِ أنَّـــــى تَــــــــــــرَاهْ
وَتَــمْشِي، كَما شِئْتَ، بَيْــنَ الْمُــرُوجِ .....
وَتَقْـــــطِـفُ وَرْدَ الــــــــرُّبَــــا فِـي رُبَــــــــــــاهْ
إلَـى النُّورِ، فَالنُّــــورُ عَــذْبٌ جَـمِــــيلٌ .....
إلَـى النُّــــــورِ، فَالنُّــــورُ ظِــــلُّ الإلَـــــــهْ.
شعرت بيد تربّت عليّ وتمسح على رأسي بلطف وحنان وكنت أستجمع قواي لأعرف أين أنا وحين فتحت عينيّ وجدتني فوق سريري وأمّي تجلس إلى جانبي وهي تقول"- كأنّك كنت في حلم وردي كنت أرقبك وأنت نائم والإبتسامة لم تفارق شفتيك " فرويت لها مارأيته في غفوتي ذلك المساء فقالت لي " الأفكار صيد والكتابة قيدها أسرع بكتابة حلمك الجميل " فنهضت وأسرعت إلى مكتبي ومسكت قلما وفتحت كرّاسا وكتبت قصّتي مع ملك الخيال والأحلام .فهكذا اكتشفت عالم الكتابة وصرت أدوّن كلّ الأفكار التّي تجول بخاطري لتصير قصصا أكتبها وأحكيها .
محمّد التّونسي 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق