خطوة نحو المستقبل
بقلم: ريهان عبدالكبير
إشراف: فاطمة حامدي
إشراف: فاطمة حامدي
كنت منذ الصّغر مولعة
بالموسيقى وكنت أطرب
لسماع أصوات الآلات
الموسيقيّة ، ولمّا بلغت
سنّ العاشرة تعلّقت كثيرا
بآلة البيانو تلك الآلة
التّي كانت صورها تملأ جدران غرفتي لقد كانت ظروفنا الماديّة لا تسمح لي بشراء آلة البيانو
أو أن أدخل إلى مدرسة خاصّة لتعليم الموسيقى لأتعلّم العزف وأنمّي موهبتي الّتي تسكن أناملي الصّغيرة .كبرت ولم يهدأ حبّي لآلة البيانو فعشرات
الأقراص اللّيزريّة مكوّمة فوق مكتبي بها تسجيلات لأشهر المعزوفات الّتي عزفها
أشهر عازفي البيانو. ولمّا صرت تلميذة بالمعهد كانت لنا حصّة أسبوعيّة لمادّة الموسيقى
.وذات يوم دخلنا قاعة الدّرس وفوجئت بآلة البيانو
قد سبقتنا فاهتزّ شيء ما بداخلي ودون ان أشعر قادتني قدماي نحو الآلة و بي رغبة أن
الامس أزرارها وأتحسّسها لأسمع رجع الصّدى .وكم كانت سعادتي عارمة عندما جلس
الأستاذ وبدأ بالعزف فشعرت بتلك الأصوات تناغي أحاسيسي وتحادثها ولاحظ الأستاذ
شدّة اهتمامي بحركة يديه وبتنقّل أنامله
على سطح البيانو وفي آخر حصّة الدّرس وقبل أن أغادر القاعة اقتربت من البيانو
وداعبت أناملي أزراره وفي رأسي تتزاحم أحلام كبيرة وسرحت بي بعيدا وشعرت بيد
الأستاذ تربّت على كتفي وهو يقول"-أراك متعلّقة بآلة البيانو" أجبت :-"جدّا"
قال :_"حسنا يمكنني أن أقدّم لك
دروسا في العزف في نادي الموسيقى بالمعهد وذلك مساء كلّ يوم جمعة " وانطلقت
على لساني عبارات الشّكر والإمتنان
والشّكر والعرفان -" :شكرا أكون ممنونة
لك أستاذي وإنّي أشكر فضلك وجميلك ومعروفك " وغمرتني سعادة لا توصف . وصرت
أتردّد على نادي الموسيقى كلّ مساء يوم جمعة وبمرور الأيّام تعلّمت العزف وقدّمت عرضا في حفل توزيع الجوائز يومها صفّق لي جمهور الحاضرين طويلا .وقبل
توديعه في آخر السّنة الدّراسيّة قال لي
الأستاذ بأنّ له نشاط أسبوعيّ بدار الثّقافة يمكنني الحضور لتطوير هوايتي فقبلت
الدّعوة بفرح كبير وشكرت أستاذي الّذي آمن بنجاحي ولم يفرّط في قدراتي بل رعاها ودعّمها
وكنت خلال السّهرات الصّيفيّة وبعد عدّة
حصص من التدريبات المتتالية صرت أرافق استاذي ومجموعة من العازفين
والعازفات للمشاركة بعروضنا في تظاهرات
ثقافيّة وأمسيات شعريّة وكانت لي الفرصه لأتعرّف على العديد من الموسيقيّين الّذين
احترفوا العزف على آلة البيانو تلك الآلة التّي أحبّوها فحوّلوا أصواتها إلى مشاعر
وأحاسيس ترتاح عند سماعها النّفوس وبها تهدأ ،أمّا عنّي أنا فأرى نفسي عازفة البيانو العالميّة الّتي ذاع صيتها
واشتهرت شهرة فائقة ولتحقيق المنى والأمل المنشود عليّ أن أنجح في امتحان الباكالوريا بمعدّل يؤهّلني إلى الدّخول إلى معهد العالي للموسيقى وأحقّق أحلامي الّتي تسكنني وأحلّق معها
في مهرجانات دوليّة ومسارح عالميّة عليّ أن أجتهد وأثابر وأحلم فبالتّشجيع
وبالإرادة العزيمة تتحقّق الآمال و
الأمنيات .
ريهان عبد الكبير 14 ديسمبر 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق