فصل الرّبيع في تونس الجميلة
بقلم: وسيم بن خليفة
إشراف: فاطمة حامدي
نظّمت مدرستنا رحلة إلى الرّيف ،فجئنا في الموعد الُمتًّفًق عليه أمام باب المدرسة ،ووجدنا الحافلة في انتظارنا. ومع السّاعة السّابعة انطلقت رحلتنا تجوب شوارع المدينة الغاصّة بالجدران وما هي إلاّ دقائق حتّى لاح لنا الأفق الرّحب الواسع يمدّ أمامنا أطرافه ,كانت أنا وأصدقائي نتابع المنظر الواسع المنبسط من وراء نوافذ الحافلة بانشراح وبنا رغبة أن تتوقّف الحافلة فنجري وننطلق لنتسابق في تلك الحقول الممتدّة الخضراء .
كانت المنازل قليلة موزّعة في الحقول والأغنام كثيرة ترعى العشب الأخضر الطريّ، يحرسها راع تراه في قشّابيّة صوفيّة وكلب يجري يحوم حول القطيع يهزّه زهو الحارس الأمين البارع . وقطعان من البقرات الحلوب بلونها المرقّط بالأبيض والأسود يزيد المكان أنسا ومحبّة وجمالا .في ذلك المكان توقّفت بنا الحافلة فنزلنا نستنشق هواء نقيّا تبعثه سنابل القمح والشّعير المتموجة ويفوح بعطر النّوار الّذي يغطّــّــي الأرض التّي بدت كأنّها زربيّة مخضبة بألوان زاهية . فانتشرنا في تلك المساحات الملوّنة بالأخضر والأصفر والأحمر والبنفسجي وألوان أخرى تبعث في النّفس الرّاحة والبهجة والفرح .، نلهو ونتسابق ونلتقط صورا تذكاريّة مع مشاهد طبيعيّة بديعة التّصوير .ولم تغب الطيّور عنّا فتراها تحلّق في الفضاء تعلن ترحيبها بنا وأخرى سكنت الأشجار تسمعنا جوقة بشدوها وتغريدها مهلّلة بقدومنا لنشاركها بهجة الرّبيع في الأرياف .وبينما كنّا نلهو ونستمتع إذ بشابّة في مقتبل العمر تحمل سلّة تتقدّم نحونا ولمّا صارت على بعد خطوات من الحافلة توقّفت وأخرجت من سلّتها "خبز طابونة وبيضا مسلوقا وقوارير بها حليب وعلبة كبيرة بها زبدة وأخرى بها عسل .تقدّم منّا المرافقون وأخبرونا بأنّنا سنتناول لمجة طبيعيّة أعدّتها لنا السيّدة فاطمة هذه الفلاّحة الشّابة ، بعد أن تمّ الاتّفاق معها .لقد دلّنا عليها سائق الحافلة فلقد تعوّد منظّمو الرّحلات الّتعامل معها بغية تشجيعها ." فرحّبنا بالفكرة وافترشنا الأرض ننتظر بشهية وشراهة لمجة متكوّنة من أغذية طبيعيّة . مرّت ساعات ذلك اليوم سريعة استمتعنا فيها بألوان الطّبيعة الزّاهية ، وهوائها النّقيّ وأجوائها الرّائعة البديعة واكتشفنا خيرات الرّيف التّي لا تحصى ولا تعدّ .وقبل أن أصعد إلى الحافلة تراني أفتح ذراعيّ أريد بذلك أن أحتضن تلك الرّبوع الخضراء الواسعة لأعبّر عن حبّي الكبير لها .كم استمتعت ذلك اليوم إنّه يوم مشهودا ينسى ، فيه استمتعت بالطبيعة الجميلة فضّيت بين أحضانها ساعات ممتعة و اكتشفت سرّها وسحرها وجمالها واكتشفت في نفسي حبّي الكبير لوطني تونس الخضراء الجميلة البهيّة تلك اللّوحة البديعة التّي صوّرها الخالق وأبدع في تصويرها وستظلّ تفاصيل هذه الرّحلة أجمل صورة أحتفظ بها في ذاكرتي .
المؤلّف صاحب الفكرة –وسيم بن خليفة – السّادسة –أ- مارس 2017
نظّمت مدرستنا رحلة إلى الرّيف ،فجئنا في الموعد الُمتًّفًق عليه أمام باب المدرسة ،ووجدنا الحافلة في انتظارنا. ومع السّاعة السّابعة انطلقت رحلتنا تجوب شوارع المدينة الغاصّة بالجدران وما هي إلاّ دقائق حتّى لاح لنا الأفق الرّحب الواسع يمدّ أمامنا أطرافه ,كانت أنا وأصدقائي نتابع المنظر الواسع المنبسط من وراء نوافذ الحافلة بانشراح وبنا رغبة أن تتوقّف الحافلة فنجري وننطلق لنتسابق في تلك الحقول الممتدّة الخضراء .
كانت المنازل قليلة موزّعة في الحقول والأغنام كثيرة ترعى العشب الأخضر الطريّ، يحرسها راع تراه في قشّابيّة صوفيّة وكلب يجري يحوم حول القطيع يهزّه زهو الحارس الأمين البارع . وقطعان من البقرات الحلوب بلونها المرقّط بالأبيض والأسود يزيد المكان أنسا ومحبّة وجمالا .في ذلك المكان توقّفت بنا الحافلة فنزلنا نستنشق هواء نقيّا تبعثه سنابل القمح والشّعير المتموجة ويفوح بعطر النّوار الّذي يغطّــّــي الأرض التّي بدت كأنّها زربيّة مخضبة بألوان زاهية . فانتشرنا في تلك المساحات الملوّنة بالأخضر والأصفر والأحمر والبنفسجي وألوان أخرى تبعث في النّفس الرّاحة والبهجة والفرح .، نلهو ونتسابق ونلتقط صورا تذكاريّة مع مشاهد طبيعيّة بديعة التّصوير .ولم تغب الطيّور عنّا فتراها تحلّق في الفضاء تعلن ترحيبها بنا وأخرى سكنت الأشجار تسمعنا جوقة بشدوها وتغريدها مهلّلة بقدومنا لنشاركها بهجة الرّبيع في الأرياف .وبينما كنّا نلهو ونستمتع إذ بشابّة في مقتبل العمر تحمل سلّة تتقدّم نحونا ولمّا صارت على بعد خطوات من الحافلة توقّفت وأخرجت من سلّتها "خبز طابونة وبيضا مسلوقا وقوارير بها حليب وعلبة كبيرة بها زبدة وأخرى بها عسل .تقدّم منّا المرافقون وأخبرونا بأنّنا سنتناول لمجة طبيعيّة أعدّتها لنا السيّدة فاطمة هذه الفلاّحة الشّابة ، بعد أن تمّ الاتّفاق معها .لقد دلّنا عليها سائق الحافلة فلقد تعوّد منظّمو الرّحلات الّتعامل معها بغية تشجيعها ." فرحّبنا بالفكرة وافترشنا الأرض ننتظر بشهية وشراهة لمجة متكوّنة من أغذية طبيعيّة . مرّت ساعات ذلك اليوم سريعة استمتعنا فيها بألوان الطّبيعة الزّاهية ، وهوائها النّقيّ وأجوائها الرّائعة البديعة واكتشفنا خيرات الرّيف التّي لا تحصى ولا تعدّ .وقبل أن أصعد إلى الحافلة تراني أفتح ذراعيّ أريد بذلك أن أحتضن تلك الرّبوع الخضراء الواسعة لأعبّر عن حبّي الكبير لها .كم استمتعت ذلك اليوم إنّه يوم مشهودا ينسى ، فيه استمتعت بالطبيعة الجميلة فضّيت بين أحضانها ساعات ممتعة و اكتشفت سرّها وسحرها وجمالها واكتشفت في نفسي حبّي الكبير لوطني تونس الخضراء الجميلة البهيّة تلك اللّوحة البديعة التّي صوّرها الخالق وأبدع في تصويرها وستظلّ تفاصيل هذه الرّحلة أجمل صورة أحتفظ بها في ذاكرتي .
المؤلّف صاحب الفكرة –وسيم بن خليفة – السّادسة –أ- مارس 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق