"ناكر الجميل" قصة للأطفال بقلم: شادي رشيد بن جميع إشراف: فاطمة حامدي

ناكر الجميل

بقلم: شادي رشيد بن جميع

 إشراف: فاطمة حامدي

  يحكى أنّه في قديم الزّمان  كان رجلا يدعى "أمين " مارّا من وسط الغابة فسمع صراخا ينبعث من  حوله فجال ببصره هنا وهناك   ونظر في كلّ الإتجاهات لكنّه لم يهتد إلى مكان انطلاق الصوت ....تقدّمت به خطواته الحذرة نحو مصدر الصوّت فتيقّن  أنّ الصوت منبعث من أعماق الأرض  وفجأة استقرت به قدماه أمام حفرة عميقة بدت كأنّها بئر مهجورة فجثا على ركبتيه فرآى  رجلا وقطّة وأفعى وقردا ... وتعالت أصوات حيوانات الغابة تحذّره من انقاذ ذلك  الرّجل الّذي اعتبرته  شرّيرا  غير أنّ  ذلك الرّجل عابر السّبيل  لم يسمع كلام الحيوانات و سارع بإنقاذ الرّجل والقرد والقطّة والأفعى و واصل طريقه .  تمرّ الأيّام والأسابيع ويعود  عابر السّبيل إلى غابة الحيوانات وما أن رأته القطّه انطلقت  تقفز وتنطّ  نحوه مرحّبة بقدومه واستقبلته  تلك الحيوانات التّي أنقذها من موت محقّق بحفاوة  وقدّموا له هدايا ثمينة وكان من بين تلك الهدايا مسوغا  كانت القطّه قد سرقته من قصر  ملك البلاد . فرح الرّجل عابر السّبيل بالهدايا وبذلك المسوغ الّذي سيحوّل حياته من رجل  بائس إلى رجل ثريّ ذي مال  وثروة طائلة .  ولمّا عاد عابر السّبيل إلى بيته  جالت بذهنه أحلام ملوّنة  سوف ترى  تتحقّق  عندما يبيع ذلك المسوغ  ولكنّه فبل أن يذهب إلى سّوق الصّياغة فكّر أن يمرّ بذلك الرّجل الّي أنفذه من الموت  والّذي  أخبره بأنّه صائغيّ   ليخبره عن المبلغ الجدير بذلك المسوغ. ولمّا رآى الرّجل ذلك المسوغ   تفاجأ ولكنّه حاول إخفاء ارتباكه  ولمّا همّ ضيفه بالمغادرة  ودّعه وهو يستحثّه على بيع ذلك المسوغ بعد أن أخبره بالمبلغ الجدير به وما كاد  عابر السّبيل يبتعد عن أنظاره حتّى أسرع متّجها نحو قصر الملك ليخبره أنّه وجد اللّصّ الّذي سرق الذّهب من قصره  . فأمر الملك رجال الأمن بالانتشار في السّوق والقبض على من اتّهم بالسّرقة في حين بدت الفرحة والطّمأنينة تعلو وجه اللّصّ الحقيقيّ .وانطلت الحيلة على الملك ،وجيء بالرّجل عابر السّبيل منقذ  ذلك الرّجل  وتلك الحيوانات من خطر تلك الحفرة العميقة ومن موت حتميّ كان يهدّدها وزجّ به في السّجن . ولمّا  سمعت الحيوانات الخبر تفاجأت  وسعت إلى  إظهار الحقيقة  ، وتجمّعت القطّة والقرد والأفعى  تتدبّر الأمر ثمّ قرّرت تلك الحيوانات الذّهاب إلى قصر الملك والإدلاء بشهادتها .   تقدّم القرد   ولحقت به القطّة  ولمّا  وصلت الأفعى  ارتعد الجميع لرؤيتها  والخوف  يروّعهم و بادرت القطّة تعترف : أنا من سرقت مصوغ الأميرة لقد طلب منّي صائغيّ الملك ذلك . ولمّا تفطّنت الحيوانات لفعلتي الشّنيعة  رمت بي  و بالسّائغي في جوف حفرة عميقة تسكنها أفعى كبيرة  زمن الخوف والفزع لم نكفّ عن الصّراخ وطلب المّجدة ولمّا مرّ بنا هذا المحبوس عندكم  رأفة بحالنا وأخرجنا من الحفرة  وقدّمنا له ذلك المسوغ المسروق الّذي افتكته حيوانات  الغابة ن صائغيّ الملك ، هديّة لنشكره على معروفه .فالسّارق الحقيقيّ هو  ذالك الصّائغي الّذي استأمنتموه على أموالكم وليس الرّجل عابر السّبيل "
 لم يكد الملك ومن حضر معه أن يصدّق ما قالته تلك القطّة وضربا كفّا بكفّ وهو يقول "- اتّق شرّ من أحسنت إليه " ثمّ أمر بإطلاق سبيل المتّهم والإسراع  بالقبض عن السّارق المتحيّل "
شادي رشيد بن جميع
21 -12-2016