متعة الخيال
بقلم: عائشة اسكندر
إشراف: فاطمة حامدي
يعلم أمّي أنّي أحبّ الرّسم كثيرا فأهداني علبة ألوان للرّسم على الحرير ففرحت كثيرا واتّجهت إلى غرفتي وبدأت أرسم مشهدا طبيعيّا ودامت مدّة رسم اللّوحة أسبوعين وعندما اكتملت جلست أتأمّلها جلست أتأمّلها بكلّ فخر.ٍتحسّست اللّوحة وكأنّني أبعث فيها أنفاس الحياة وكم كمنت أتمنّى أن أكون داخل تلك اللّوحة الّتي فأجري ...أمرح ...ألهو ...وفجأة انغمست يدي وتبعها جسمي كلّه فإذا بي في عالم واسع فسيح شمسه مشرقة تملأ الفضاء نورا و المياه فيه تتلألأ تنساب تداعبها نسمات عليلة . و أزهاره تتفتّح فتملأ الجوّ عبيرا وأشجاره الكثيفة قد ارتدت حلّة من الأوراق الفتيّة والطّيور ملأت الأجواء بشدوها ورقصت الفراشات فرحا فانطلقت ألهو وأجري وأغنّي ،أحسست بالحرّيّة كأنّ الدّنيا من حولي نغم حلو ساحر .كنت أركض بسرعة وسرور كعصفور غادر قفصه . وبعد ساعات من اللّهو والمرح تعبت وخارت قواي فارتميت على العشب الأخضر النّاعم وأخذني النّوم ، ولمّا استيقظت كانت الشّمس قد غابت وأرخى اللّيل أجنحته وطوّق المكان بظلام شديد فدبّت الحيرة إلى نفسي وسرعان ما تحوّلت إلى خوف فبكيت في صمت وأسلمت نفسي إلى ذلك السّواد الحالك الّذي يحيط بي وفجأة سمعت صوت خطوات حثيثة تتقدّم نحوي فكتمت أنفاسي وساورتني وساوس كثيرة ارتعش بها جسدي كلّه :"- أ يكون وحش من وحوش الغابة لقد قرأت في القصص أنّ الوحوش والدّيناصورات والغول والتّنينين كائنات تسكن الغابات ..." إذ بحصان يقترب منّي يصهل صهيلا فيه طمأنة وأنس كانّه يستحثّني أن أركبه فلم أتردّد وانطلق بي يعدو ... واستفقت من غفوتي لأجد لساني يردّد " عد بي إلى غرفتي إنّي أخاف الظّلام ... فركت عينيّ لأجد نفسي أمام تلك اللّوحة الجميلة التّي رسمتها قد أخذتني ألوانها في رحلة خيال واستمتاع . وصدق من قال "إنّ الرّسم هو تصوّر لعالم رسمه الخيال و الخيال يأخذك إلى كلّ مكان تريده أو ترغب في أن تراه "
عائشة اسكندر 21-12-2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق