الثعلب العجوز
والكلب
قصة للأطفال
بقلم: طلال حسن
تسلل الثعلب العجوز إلى القن ،
لعله يغافل الكلب ، أو يضلله ، ويحظى بدجاجة ، يسكت بها جوعه المزمن ، وفوجىء
بالكلب ، خارج سياج المزرعة ، يسد عليه الطريق ، فجمد في مكانه ، وأخذ يتباكى
قائلاً : أسرع ، يا صديقي ، الغزالة في خطر .
وفغر الكلب فاه ، ثم تساءل مستغرباً : الغزالة ! أية غزالة ؟
فقال الثعلب العجوز : ستعرفها حين تراها ، المسكينة ، لقد نقلت وليدها
الصغير ، ليلة البارحة ، إلى أجمة قرب شجرة التفاح ، والذئب يحاصرها الآن .
وحك الكلب رأسه ، ثم قال : الغزالة ، إنني لا أعرف ..
وقاطعه الثعلب العجوز متحمساً : هيا يا صديقي ، سيفتك الذئب بهما ، أسرع ،
وسأسرع وراءك .
وانطلق الكلب مسرعاً ، حتى غاب في العتمة ، ولبث الثعلب العجوز برهة في
مكانه ، ثم تسلل عبر السياج ، إلى القن ، وقد غمره الفرح ، والاطمئنان ، فالكلب
ذهب في مهمة ، لن يعود منها ، قبل أن ينجز هو مهمته ، وعالج الثعلب العجوز باب
القن ، وفتحه بسهولة لم يتوقعها ، ومدّ يده ليمسك بإحدى الدجاجات ، وإذا بأسنان
حادة تمسك بيده ، وتنغرز فيها ، وقبل أن يفتح فمه ، ويصرخ ، أطل عليه الكلب من
داخل القن ، وقال من بين أسنانه : أيها الخرف ، إن الغزلان لا تلد في هذا الفصل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق