لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الجمعة، 21 سبتمبر 2018

"صديقي العصفور" تويتي" قصة للأطفال بقلم: محمّد أمين كحلي و رسلان نرّابي إشراف: فاطمة حامدي

صديقي العصفور" تويتي
بقلم: محمّد أمين كحلي و رسلان نرّابي
 إشراف: فاطمة حامدي 
 هوايتي تربية العصافير ، تعجبني ألوان ريشها  الّتي تبدو لي  كأّنها حديقة تجوب الفضاء بألوانها وبمناسبة ذكرى ميلادي العاشرة أهدتني أمّي زوج عصافير . فكم فرحت بالهديّة  .علّقت قفص العصفورين الشّاديين  في بهو المنزل و صرت أعتني بهما اعتناء كبيرا ، أقدّم لهما الماء والغذاء،  وأحيانا أقلّد أصواتهما  فيأنسان بي  وبمرور الأيّام  تعلّقت بهما تعلّق الأخ بإخوته  فتراني أقضّي أوقات الفراغ معهما  وأحيانا أهرج القفص معي إلى الحديقة ليتمتّعا بالضّوء والهواء   ولا نتفارق إلاّ في ساعات النّوم .  وذات يوم ربيعيّ جميل  كنت على موعد مع أصدقاء لنخرج في نزهة  في البراري  ،وكنت على عجل من أمري  غادرت البيت  والتحقت برفاقي ومعهم قضيب أمتع الأوقات ... وبينما كنت  ألعب وأمرح  سرى شعور بداخلي     بدّد فرحة شعورى  فتجمّع حولي الرّفاق متسائلين  مستفسرين أمري فقلت بحزن "- أظنّ أنّي نسيت القفص مفتوحا ولم أحكم إغلاقه سأعود إلى المنزل  توّا "   وأسرعت في خطايا وكانت دقّات قلبي أسرع خوفا  من أن تطير عصافيري .... دخلت المنزل وأمّي لم تعد بعد من عملها ولا أبي فازدادت مخاوفي   ولمّا صرت أمام القفص وجدته مكتئبا حزينا   وبابه منفتح : لقد طار العصفوران وغابا عنّي بعيدا فيا للأسف  فبكيت حزنا وانتابني شعور بالنّدم إذ كان عليّ أن أحكم إغلاق القفص قبل أن أخرج  ....  فتراني كالمعتوه أجوب غرف المنزل  وأنا أصفّر لهما تصفيرة كان قد تعوّدا على سماعها كلّما  التقيت بهما ... وخرجت إلى أرجاء حديقة منزلنا الواسعة أذرعها  جيئة وذهابا  وانا أصغي إلى الأصوات لعلّي أسمع شدوهما  .....وطال بي البحث ساعات وساعات وشعور بالحزن  يسكنني ... جلست قيلا تحت شجرة البرتقال  وجلت بنظري بين أغصانها المتعانقة المثقّلة بالثّمار  وفجأة رمقت ريش عصفور بلون برتقاليّ فعاودني الأمل بأنّه صديقي " تويتي " فبقيت أتبعه بالبصر حذرا ولمّا تبيّن لي جسمه كلّه فرحت كثيرا إنّه هو  ذلك الحسّون الجميل     وبقربه صديقته و قد بدا عليهما الخوف  ولكي يطمئنّا إليّ بدأت أصفّر لهما   ومددت إليها يدي بكلّ حذر كي  أمسك بهما  ، بعدها تنفّست الصّعداء  و أطلقت صوت زفير طويل  يخلّصني من كوابيس خوف عشتها.  وعدت بهما إلى القفص  وأنا أعتذر عن إهمالي وقلت لهما أنّي لا أتصوّر حياتي بدونهما  .
فالطيور والحيوانات الأليفة التّي تتعايش معنا تربطنا بها علاقة متينة  فنتعوّد عليها ونتعلّق بها ولا نتصوّر ان نعيش بدون  رفقتها  فهي أيضا صديقة لنا تؤنسنا  وتعلّمنا الألفة وتمتّعنا بجمالها ....
محمّد أمين كحلي  :كتابة النصّ والرّسومات :رسلان نرّابي
21 -12-2016

ليست هناك تعليقات: