[ الساعات الخمس]
مسرحية للأطفال
بقلم: عبد الله جدعان
الشخصيات:
1/الصياد
2/ الزوجة
3/تاجر الذهب
4/الملك
5/الخازن دار
المشهد الأول
المنظر((غرفة معيشة تحتوي على فراش
بسيط مصنوع من الحصير))
الصياد[نائم على الحصير]
الزوجة/ انهضْ يا حماد؟.. كفاك كسلاً
ونوماً،عندما يمشي الكسلُ في طريقِكَ فلا بُّدَ
أنْ يلحقَكَ الفُقر[تصرخ بأعلى صوتها ]
هيَّا انهض ْ؟
الصياد[ينهض دون مبالاة] ماذا حدثَ يا
ميمونة؟ ولما كُلُّ هذا الصراخ َ؟
الزوجة[تضيق منه ذرعاً] يا رجل ُ،أولادُك
يتضورونَ جوعاً وأنتَ لا تبالي لهم،
هيّا احملْ شِبَاك الصيّدِ واذهبْ
صوبَ النهر ِ؟
الصياد[يتأفف] أوه،البارحةُ جلستُ خمسَ
ساعات ٍعلى شاطئِ النهرِ ولم اصطدْ
ولو حتى سمكةً صغيرة ً.
الزوجة/ عليكَ بتقوى الله إنْ كنتَ
غافلاً،يأتيكَ بالأرزاقِ من حيثُ لا تدري.
الصياد/ دعيني أنَمْ قليلاً كَي استعيدَ
نشاطي،وأعدَكِ في الغد، فجراً سأذهبُ
إلى النهر ِ.
الزوجة[تضيق منه ذرعاً] اللُّهم أعطنِي
الصبرَ! ماذا أفعلُ له؟ هذهِ قسمتي
من الحياة زوجٌ غير مبالٍ لأهلِ بيتهِ،
فمنْ دامَ كسلُهُ خابَ عملُهُ،
هيَّا أنهضْ وإلاّ؟
الصياد/ وإلاّ ماذا؟
الزوجة / أخذتُ أولادي وتركنا لك البيتَ
الصياد/ سأذهبُ،لكن إنْ اصطدت شيئاً
سأبعْهُ في السوق وأشترِ بثمنه طعاماً لنا.
الزوجة/ إذا رزقَنا اللهُ بسمكة ٍنشويها
ونأكُلها مع الخبزِ الحار ِ.
الصياد[يشم] أينَ هو الخبزُ الحار أعطني
رغيفاً ؟
الزوجة/ هيّا احملْ شِباكَ الصيدِ
وتوكلْ على اللهِ .
الصياد[يحمل شباك الصيد ويخرج على مهل
وضجر وكسل]
المشهد الثاني
المنظر (( فضاء خال ))
الصياد[ممسك بيده قطعة من قماش ووضع بداخلها
جوهرة،يتحدث مع نفسه]
حمداً لله أخيراً اصطدتُ سمكة ً كبيرةً! ولولا
زوجتي ميمونة ُلبعْتُها،
لكن اللهَ رزقَنا بهذهِ اللؤلؤة ِالكبيرة ِالحجم
ِ!
[يصطدم الصياد بتاجر الذهب دون قصد]
تاجر الذهب/ ما بكَ أيُّها الصيادُ
حماد؟.. على ما يبدو إنَّ عقلك مازال عندَ شاطئِ
النهرِ؟
الصياد[باعتذار] عفواً أيُّها التاجرُ
غسان،صحيح ٌإنَّ عقلي قد ذهبَ مِنْ رأسي.
تاجر الذهب [باستغراب] خيراً ،ما بِك َ؟
الصياد/ رزقَني اللهُ بصيد سمكةٍ كبيرةِ
الحجم،وأردتُ بيعَها في سوقِ السمك ِ.
تاجر الذهب [قلقاً ينظر إلى خارج
المسرح]اختَصرْ يا حمادُ، الناسُ في سوق
الذهب ينتظرونني .
الصياد[يكمل حديثه ببطء دون مبالاة]
كما قلتُ لكَ اصطدتُ سمكة ًكبيرةً
تاجر الذهب[بانزعاج] نعم،كبيرةُ وأردتَ
بَيعها في سوقِ السمكِ،وماذا حدث َ؟
الصياد/ لكنَ زوجتي ميمونة رفضَتْ بيعَها
وقالتْ لِم لا نشويها على نارِ الحطبِ
ونأكلُها؟
تاجر الذهب/ هذهِ هي الحكاية ُ كُلهَا؟!
الصياد/ كلا . في بدايةِ الأمرِ رفضتُ
،لكن أولادي أخذوا يبكونَ لأنهم جائعون.
تاجر الذهب [بانزعاج شديد] وأكلتُم
السمكة َ،وأنا ما علاقتي بكَ وبأولادكَ
وبالسمكةِ التي اصطدتَها يا حماد.
الصياد/ كيفَ تقولُ لي هذا الكلامَ
،أنني لم أُكملْ حديثي بعد.
تاجر الذهب[يفقد صبره] آوه!! يا صبرَ أيوبَ،يا
رجلُ لقد تأخرتُ عن عملي كثيراً،
[يهم لترك المكان].
الصياد [يعترض طريق تاجر الذهب] إلى
أينْ؟ باللهِ عليكَ أنْ تقفَ قليلاً وتنظرَ ما
أحملهُ بيدي؟
تاجر الذهب[ باستهزاء] ماذا تحملُ بيدكَ.
ربَّما سمكةٌ صغيرهُ تريدُ بَيعها لي؟
الصياد[ يفتح قطعة القماش لتظهر
اللؤلؤة الكبيرة ثم يعطيها للتاجر] هذه ما
أردت بيعها لك؟
تاجر الذهب [مذهولاً ممسك باللؤلؤة
يحدق بها جيداً ثم يرفعها نحو قرص الشمس
وهو يزدرء ريقه غير مصدقاً ما
تراه عيناه] الله! يا الهي!! إنها
لؤلؤةُ غريبة ُالشكلِ والألوان
ِ!! لا تُقدَّر بثمن.
الصياد/ أفهمُ من كلامِكَ انَّكَ لا
تستطيع شراءَها؟
تاجر الذهب/ أجلْ يا حَمادُ لا أستطيع
شراءَها.
الصياد/ لماذا؟
تاجر الذهب / لأنها لا تُقدرُ بثمن ٍ!؟
الصياد / إلى هذا الحد!؟
تاجر الذهب / بلْ إلى أكثرِ من ذلكَ
الصياد/ أرجوكَ أنْ تعرضَها على الصّاغة
ِفي السوق ِ؟
تاجر الذهب [ لحظات صمت للتفكير] اسمعْ
عندي لك حل ٌ!
الصياد[بلهفه] صحيحٌ وما هو؟
تاجر الذهب / إنَّ مولانَا المَلكَ له
ولع ٌخاصٌ بالألماس ِوالجواهرِ واللألىءِ لِمَ
لا تذهبُ إليه وتعطيه ِاللؤلؤة
َ؟
الصياد/ دونَ دنانير ٍأو مقابل َ!؟
تاجر الذهب / يا غبيُّ ،هو الملكُ
وباستطاعتهِ أَنْ يأخذَها منك دونَ مقابل ٍ،لكنْ
عندما تقفُ في حضرتهِ وتقولُ له
جئتُ أُهديها لمولانا الملكِ
عندها سيفرحُ كثيرا وسيعطيكَ كيسا
ًمملوءاً بالدنانيرِ أو الذهب ِ!
الصياد/ إنها لَفكرة ٌصائبة ٌ،بعدَها
سأصِبحُ غنياً وأتركُ مهنة َالصيدِ،أنني أشكُركَ
من كلِّ قلبي.
تاجر/ هيّا اذهبْ لمولانا الملكِ في
الحالِ
الصياد[كلام ممزوج بالبكاء] أنني جائعُ
،زوجتي وأولادي سيأكلون السمكةَ
المشويّةَ ولن يتركوا لي منها سوى
قطعةٍ صغيرةٍ
تاجر الذهب [موبخاً يضربه على كتفه] يا
رب أعطِني الصبرَ، يا أحمقُ ما ستأخذهُ
من مولانا الملكِ سيجعلُكَ كلَّ
صباح ٍومساء ٍتأكلُ خروفاً مشوياً
لا سمكة ًمشوية ً[يخرج مسرعاً
هازاً رأسه منزعجاً]
الصياد[ يتحدث مع نفسه] أجل،خروف ٌمشويٌ!
ما ألذَ طعمَه ساخناً مع
البصلِ ورغيفينِ من الخبزِ الحارِ
المدهونِ بسمنِ الضّانِ ! وسأطلب من
ميمونة َأن تحتفظ َبكبدِ وطحالِ الخروفِ
وقلبهِ ورئتيهِ إلى طعامِ العشاء ِ؟
[يلتفت في الأرجاء] أينُ التاجرُ غسانُ!؟
لا يُّهم. سأذهبُ في الحالِ إلى
مولانا الملك ِ. ((إظلام))
المشهد الثالث
المنظر((جانب من غرفة الملك))
الملك[مشيراً بيده للخادم] ليدخلْ .
الصياد[يدخل خائفاً مرتبك وهو يقدم
التحية للملك] طابَ صباحُ مولانا الملكُ النبيل ُ.
الملك/ أهلاً..أهلاً. ما أسمُك َ؟
الصياد/ حمّادُ يا مولاي.
الملك/ وما هي صنعتُك يا حمادُ ؟
الصياد / صيّادُ سمك ٍ.
الملك/ وما هي حاجتُك؟
الصياد[يداه ترتجفان وهو يفتح قطعة
القماش ليعطيه اللؤلؤة، ويتكلم بتلعثم]
إنَّ مولانا الملكَ له ولعٌ خاصٌ بالألماس
ِوالجواهرِ واللألىء ِ،لذا جئتُك َبهذه
الهديةِ يا مولاي، تفضلْ؟
الملك[يأخذ اللؤلؤة من يد الصياد،ينظر إليها
وهو في غاية الفرح]الله! ما أجملَها!
أنني أشكُركَ على هذهِ الهديةِ أيُّها
الصيادُ حمادُ، كَمْ ثمنُها؟
الصياد[ يكلم نفسه] دنانيرُ فضية ٍأم
ذهبيه ٍ.
الملك/ماذا قلت َ؟
الصياد [يفز من غفلته] لاشَيء،فالهدية
لا تُباعُ بثمن ٍ لمولاي الملك ِ.
الملك/ أحسنتَ قولاً أيُّها الصيادُ
الذكيُّ،إنَّ مثلَ هذهِ اللؤلؤةِ ما أبحثُ عنها ،
لا
أعرف كيفَ أقدرُ أنْ أردَّ لكَ هديةً تساوي قيمتَها[يفكر للحظات]
سأكافئُكَ
أكثرَ مما تتصور.
الصياد/ لكَ ذلكَ يا مولاي.
الملك/ سأسمحُ لكَ بدخولِ الخزانةِ
الخاصةِ بي،وتبقى فيها خمسَ ساعات ٍ،
هل تكفيك تلكَ الساعاتِ الخمسِ يا حمادُ؟
الصياد/ هل أقومُ بتنظيفِها يا مولاي؟
الملك[يضحك] لا تمزحْ يا حماد، ما قصدتَهُ
هو أنْ تأخذَ منها ما تشاءُ.
الصياد[مرتبكاً يكلم نفسه].
الملك/ ما بالكَ أيَّها الصيادُ؟ هل
هذا الوقتَ قليل ٌ،حسناً سنجعلُها ستَ ساعات ٍ.
الصياد/ بل اجعلْها ساعتين ،لأنَّ ستَ
ساعات ٍكثيرة ٌجداً[يكلم نفسه] عندها
لن يبقى لي من السمكةِ إلاَّ عظامَها!
الملك/ لا تقلق ،خذْ منها ما تشاءُ،فالخزانةُ
مليئة ٌبالذهبِ والدنانيرِ والثيابِ
والقواريرِ والطعامِ والشرابِ [ينادي] أيُّها
الخازنُ دار؟
الخازن دار [ يقدم التحية] أمرُك مولاي؟
الملك/ أفتحْ خزانتي ودعْ الصيادَ حمادَ
يدخُلُ فيها لمدة خمسَ ساعات ٍويأخُذُ
منها ما يشاءُ.
الخازن دار/ أمرُك مولاي.
[ يذهب حماد برفقة الخازن دار إلى الخزانة ليفتح بابها] هيّا أدخل ْ.
{ تتغير الإضاءة}
المشهد الرابع
المنظر(( الخزانة))
الصياد[يدخل بلهفة وذهول لا يعرف ماذا
يفعل وما يأخذ من الأشياء التي بداخلها،
يقترب من كيس مملوء بالدنانير الذهبية
ثم يضحك] أفرحي يا ميمونةَ
سأحملُ لك ِهذا الكيسَ على ظهري،حتماً ستتوقعُ
أنني أحمل ُكيساً
مملوءاً
بالدقيق[ يترك كيس الدنانير،يقف بين أواني وقوارير ذهبية وفضية
يمسك
بيده بعضاً منه،ثم ينظر إلى قطع الأقمشة الحريرية الزاهية الألوان]
هذا ثوبُ لي وتلكَ لميمونةَ و هذه للأولادِ ،شكراً لك يا ربُّ على كلِّ
هذه الخيراتِ !؟ لا أصدقُ ما تراه عيناي!
[تقع عيناه على آنية مملوءة
بأنواع الفاكهة ] سآكل حتى أملأ ُبطني حتى
اتزوّد بالطاقة التي تُمكنّي من حمل ِأكبرَ قدر ٍمن الذهب ِوالدنانيرِ
والحاجيات ِ،
[يأخذ الآنية ويجلس على الأرض
ويضعها في حضنه[ موز!؟تفاح!؟ برتقال!؟
لايزال أمامي متسعٌ من الوقت
،فخمس ساعات أجلسُ قُرْبَ شاطئ النهر
تُوصلُني
إلى شاطئِ المدينةِ الأخرى[ يبدأ بالأكل على عجلة غير مصدق،
يقضم التفاحة تقع عيناه على كرسي
للمك] لِمَ لا أجلسُ على الكرسي!
[يحمل الآنية المملوءة بالفاكهة ويجلس على الكرسي،يضحك ثم يغفو]
المشهد الخامس
{ تتغير الإضاءة والانتقال إلى الحلم }
المنظر(( نفس المكان))
الصياد[ينادي] يا غلامُ أنني عطشان، أعطنِي
كأساً مملوءاً بنقيع التمر؟
وأريدُ أيضاً خروفاً مشويّاً ؟ أنا الملكُ لا يكتملُ فرحي إلا مع
سهرة ٍفيها المِلاحُ والغناءُ حتى
الصباح ، يا غلامُ هيّا افعلْ ما
طلبتهُ منك؟
الخازن دار/ بل أنا الخازنُ دار، وليس الغلام؟
الصياد/ أنا الملكُ ! ليس عندي فرق بين الخازنِ دار
اوالخادمِ أو الغلامِ
[بصوت عال] هيّا احضِرْ ما طلبتُه منكَ في الحال ؟
الخازن دار/ في الحال يا مولاي[ينادي ]
مولانا الملكُ يريدُ سهرة َملاح ٍوغناءٍ
حتى الصباح غناءُ بعد الطعام؟؟
[تدخل الجارية وهي تضع وشاحاً على وجهها للتخفي كما تقوم بأداء
حركات غريبة على أنغام الموسيقى وبين الحين والآخر ثم تركل الصياد أو تقرصه من أذنه مما تثير
اشمئزازه]
الصياد/ ما هذا !؟ هل أنا في حلمٍ أم
في يقظة ٍ!؟ على ما يبدو إنها تتوددُ لي
لإعطائِها الهدايا والنقودِ
الزوجة[تزداد المطربة بحركاتها المزعجة
للصياد]
الصياد [ينهض ويدفعها جانباً]
الزوجة[ تسقط على الأرض]
الزوجة[ يقع اللثام عن وجهها لتظهر
أنها زوجته]
الصياد[ يصرخ غير مصدق] يا ألهي!!
ميمونة! زوجتي؟! تلاحقُنني حتى في
هذا المكانِ؟
آخ.
الزوجة/ أجل وإياكَ، إياكَ أن تنظرَ يميناً
أو شمالاً
الصياد/ إلى أين أنظر؟
الزوجة/ فقط أمامكَ وغضَّ بصرَكَ[
تركله بقوة ثم تخرج]
الصياد[يسقط على الأرض] أتعبَتني ميمونةَ، هيّا اخرجي في الحال قبل أنْ
أضعكِ داخلَ السِجْن
الزوجة[ تركض مهرولة إلى خارج المسرح]
الخازن دار/ مولاي
الصياد/ ما بكَ.. يا وجهَ النّحس؟
الخازن دار/ الملكُ المخلوع ُفي البابِ
ينتظرُ.
الصياد/ دعْهُ يدخلْ في الحال.
الخازن دار/ أمرُكَ مولاي[ينادي] ليدخل
الملكُ المخلوعُ في حضرة ملِكنا الجديد ِ!!
الملك[ يدخل مذهولاً يجثو على ركبتيه أمام
الصياد الذي يجلس على الكرسي]
عفوك مولاي، ماذا تريدُ مني؟
الصياد/ أصمتْ .لا تتفوه بأيِّ كلمة ٍ،خزانُتكَ
مليئة ٌبالنقودِ والجواهرِ والذهبِ
والعامةَ من الناس يعيشونَ في فقر ٍوجوع ٍ!؟
الملك/ هل من المعقول أنْ أوزعَها على
الفقراء! ومن أين َأُعطي رواتبَ الجندِ؟ .
الصياد/ لا تبررْ هذهِ أَعذارُ.
الملك/ أمرُك مطاع ٌمولاي الملك ُ.
الصياد/ أنتَ وحاشيتُك ووزراؤكَ تلبسون
أغلى وأجملَ الثيابِ والعامةُ من الناس
لا يملكون سوى ثوب ٍواحد ٍلفصليِّ الصيف ِوالشتاء
ِ؟
الملك[ يهم للإجابة]
الصياد/ قلتُ لكَ أصمتْ،كل ُّهذهِ الأموالِ
تُصرَفُ على الثيابِ والطعامِ والشرابِ
والحفلاتِ، كان الأجدرُ بكَ أنْ تكسيَ
بها اليتامى والأرامل َ.
الملك/ لماذا تعامُلني بهذه ِالقسوةِ ،
هل نسيتَ أنّني جعلتك تَدخل ُخزانتي
وتأخذُ منها ما تشاءُ؟ والذي يقفُ إلى جانِبك هو
الخازنُ دار.
الصياد / بَلْ هو خادمي، لم يَعُدْ
الخازنَ دار، تُعطيني خمسَ ساعاتٍ فقط؟
الملك/ أعطيتُك أكثرَ مِنْ هذا الوقت ِلكنكَ رفضت َ، هل
نسيتَ، بأنكَ طلبت
مني
ساعتين بدلاً من خمس ساعات.
الصياد / هيّا قلْ لي، لماذا تستخدمُ العملياتِ
الحسابيةَ مع الناسِ في مدينِتكَ؟
الملك[باستغراب]أنا!؟ كَيفْ؟ لا افهمُ
شيئاً مما تقول ُيا مولاي.
الصياد/ تستخُدم معهم :الجمعَ والطرحَ
والضربَ والقسمةَ؟
الملك/ أنا!
الصياد/ أجلْ أنت َ؟
الملك/ كيف؟
الصياد/ في الجمعِ ــ تجمعُ ما تستطيعُ
من حولكَ وتمنحهم المناصبَ
والأموال َ؟
الملك/ لم يحصلْ هذا في حكمي أبدا!
الصياد/ كفى، أما الطرح ــ فهي تلكَ
الفئة ُالتي تظل ُّعلى موقِفها تجاهُك َوهم قلةٌ
فتلجأ َلطرحهِم أرضاً !
الملك/ أنت َمخطئ ، ما لجأت ُأبداً إلى
هذهِ الطريقة ِالبشعة ِ.
الصياد/ تنكر، ما تبقَى منهم وهم قلة ُالقلة
ُ، فإذا خرجوا يهتفونَ وينددونَ
فتلجأ إلى العلامة ِالثالثة ِ!
الملك/ العلامة الثالثة!؟
الصياد/ أجلْ، الضرب ُ، ما تبقى منهم لن يكونَ أمامَهم سوى أنْ يخضعوا
عجزَهم ولا حولَ لهم سوى أنْ
يقولوا:هذه قسمتُنا بالحياة ِ،
ربنَّا على الظالم ِ.
الملك[ يبكي ] واللهِ لم يحدثْ ما تقولُه
ُ.
الصياد/ هل تعجُبكَ هذه ِالسياسة ُ؟
الملك/ مَعَاذ اللهُ أنْ أفعل َمع ناسي
وشعبي هكذا .
الصياد/ صحيحُ ما تقول ُ؟
الملك / أجلْ، لو عدتَ إلى الوراءِ،
عندما أهديتَني اللؤلؤة َهل أخذتُها منك َبالغصب ِ؟
ألمْ أُكافئْك َبأكثر ِمما أهديتَني إيّاه؟
الصياد[ مرتبكا] أجلْ ، صحيحُ أيُّها
الملك ُ.
الملك/ فالملكُ خادمُ لشعبه ِ،أمين ٌعلى
خيراته ِ،لأنَّ غِنى النفس ِخير ُمن غِنى المالِ
أيُّها الصيادُ ؟
الصياد [ بانزعاج] لا تقلْ صيادا ً فأنا
الملك ُ؟
الملك/ بل أنا
الملكُ
الصياد[ يهم لرفع يده ليضرب الملك ،لكن
الملك يمسك بالصياد من ياقة ثوبه
ويهزه بقوة عدة هزات] كفاك تجني عليّ وأصح من
نومك أيها الصياد؟
{ تتغير الإضاءة ، نهاية
الحلم }
المشهد السادس
المنظر(( داخل الخزانة))
الخازن دار [ممسك بالصياد من ياقة ثوبه
ويهزها وهو يصيح] هيّا أنهض ْأيُّها
الصيادُ ألا يكفيك َ نوماً؟
لقد أنقضتِ الساعاتُ الخمسَ التي
وهبَها لك مولانا الملكُ
الصياد[ يفز من نومه] ماذا قلتَ ؟أنا
الملكُ يا مغفل ُ؟
الخازن دار / بل أنتَ المغفل ُ[ يلكزه
بعصاه] قلت ُهيّا أنهض ْلأغلق َبابَ
خزانة ِمولانا الملكِ
الصياد[يبكي و يولول] يا ويلتي ، لم
آخذِ الفرصة َالكافية َ، لم آخذْ أيَّ شيءٍ
من الخزانة ِ.
الخازن دار /خمسُ ساعات ٍوأنت َداخل ُالخزانة
ِ،لكنك َقضيتَها بالنوم ِ، أفقْ هيّا؟
الصياد[يصرخ بأعلى صوته] أين َمولاي
الملك ُالكريم ُالنبيل َ؟ خذنْي أليه ِأرجوك. َ
{ تتغير الإضاءة }
المشهد الأخير
المنظر((غرفة الملك))
الملك/ ما بكَ أيُّها الصياد ُ؟
الصياد/ عفوكَ مولاي أنقضت الساعاتُ
الخمس ُ،ولم آخذْ أيَّ شيء ٍ؟
الملك[مع الخازن دار] صحيحُ ما يقولُه
الصياد َ؟
الخازن دار/ عفواً مولاي تركتُه في
خزانتكَ الخاصة ِلساعات ِخمس ٍ
كما
أمرتَني يا مولاي
الملك[مع الصياد] ماذا كنتَ تفعلُ بهذه
ِالساعاتِ الخمس؟
الصياد/ أكلتُ حتى شَبِعت ُوَسمِعت ُغناءً
أطربَني حتى غفوتُ
الملك[بأسى] على ما يبدو انكَ أحمق ٌومغفل ٌ، كان َباستطاعتِك
َ أخْذ َما يحلو لكَ
من النقودِ والذهب ِوالحاجيات
ِ، هيّا اخرجْ في الحال ِ؟
الصياد[ يجهش بالبكاء ثم يجثو على
ركبتيه ] مِنْ يُطارِد عَصْفوريْن يَفْقِدُهُمَا
جَميْعَاً! وَكُلُ خَسَارَة ٍتُعَوَض ُ إلا ّالوَقَت
َ! وَمِن ضَيّعَ وَقْتَه ُفَلا يَقْدِرُ
أنْ يَسْتَرِدهُ! فَكَيْف لِي وَقَد أضعْتُ
خَمْس َساعات ٍلَم أستَفِدْ مِنْهَم شيْئاً؟
((( تســــــــــدل الستارة )))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق