لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



السبت، 25 أغسطس 2018

"سلمى والبستان" قصة للأطفال بقلم: اسراء العبيدي

سلمى والبستان
بقلم: اسراء العبيدي
ﻓﻲ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺟﻤﻴﻞ .. ﻣﻦ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ .. ﺣﻴﺚ ﺍﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﺒﺎﺳﻘﺔ .. ﻭﺣﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .. ﻳﺤﻜﻰ ﺇﻥ ﻓﺘﺎﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﺪﻋﻰ ﺳﻠﻤﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ﺣﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺗﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﺭﺟﺎﺋﻪ . ﻭﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ، ﻓﻜﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﺑﻨﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻟﻬﺎ ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺃﺻﺒﺤﺘﺎ ﺻﺪﻳﻘﺘﺎﻥ ﻣﻘﺮﺑﺘﻴﻦ ﺟﺪﺍ . ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ : ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻀﻴﻦ ﻳﻮﻣﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ : ﺃﻗﻀﻴﻪ ﺑﺘﻌﺎﺳﺔ ﻭﺷﻘﺎﺀ . ﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ !! ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﻭﺃﺭﺍﺿﻲ ﻭﺃﺷﺠﺎﺭ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﻠﺔ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ ، ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻴﻨﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻻ ﺗﻘﺪﺭﻳﻨﻬﺎ . ﻏﻀﺒﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻣﺎﺫﺍ ﺩﻫﺎﻙ ؟ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻥ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻭﺃﻧﺘﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﺑﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﺳﺂﺗﻲ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺃﺭﻯ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻬﺎ : ﻧﻌﻢ ﻭﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺣﻘﻘﺖ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺳﺮﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺃﻻ ﻭﻫﻲ " ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ " ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻤﺮﻳﻢ ﻛﺼﺪﻳﻘﺔ ﺑﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻫﺪﻑ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ . ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﻊ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮﺣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻌﺘﻤﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﻏﺎﺑﺔ ﺗﺸﺎﺑﻜﺖ ﺃﻏﺼﺎﻧﻬﺎ ﻭﺗﻜﺎﺛﻔﺖ ﻓﺮﻭﻋﻬﺎ ﻭﺍﺯﺩﺣﻤﺖ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ . ﻭﻗﻔﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﺼﻤﺖ ﻭﻫﺪﻭﺀ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻻﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺛﻢ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﻫﻲ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﺑﺄﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﺘﻮﻫﺠﺔ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﺣﻒ ﻧﺤﻮ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﺭﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺳﺠﻴﺔ ﻃﻴﻨﻴﺔ . ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺳﻠﻤﻰ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﺎﻟﻤﺠﻲﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺗﻤﻠﺊ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻧﺸﻐﺎﻝ ﻭﺍﻟﺪ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﺑﻨﺘﻪ , ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺨﻼﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻻﻧﻔﺎﺱ . ﺍﺳﺘﺄﺫﻧﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﻭﺍﻟﺪ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﺮﺣﻴﻞ ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﺸﺪﺓ . ﻗﻠﻘﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﻜﻴﻦ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺳﻠﻤﻰ : ﺗﻮﻗﻔﻲ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻧﺘﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺗﺆﻟﻤﻴﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺭﺍﺋﻌﺔ . ﻫﺪﺃﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﻭﻋﻬﺎ ﻭﻣﺴﺤﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ : ﺍﻻﻥ ﺗﻜﻠﻤﻲ ﻣﺎ ﺑﻚ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ : ﺃﻧﺎ ﻓﺘﺎﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﺍﺳﺘﻐﻠﻴﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﻟﻢ ﺍﻋﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮﻧﻲ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﻛﻤﺎ ﺍﻧﻲ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻜﺲ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﻟﻚ ﻻﻧﻲ ﺃﻣﻠﻚ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﺤﺒﻨﻲ ﻭﺗﻬﺘﻢ ﺑﻲ . ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻜﻴﺖ ﺍﻫﺘﻤﻤﺖ ﻷﻣﺮﻱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻻ ﻳﻜﺘﺮﺙ ﻷﻣﺮﻫﺎ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ . ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻌﻼ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ ؟ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺳﻠﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ : ﺃﻧﺘﻲ ﻟﺴﺖ ﺳﻴﺌﺔ ﺑﻞ ﺍﻧﻚ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻷﻧﻚ ﺷﻌﺮﺗﻲ ﺑﺨﻄﺄﻙ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻻﻭﺍﻥ . ﻓﻼ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ ﺑﻞ ﻛﻮﻧﻲ ﻓﺨﻮﺭﺓ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﺗﻌﻠﻤﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﺮﺭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭﻛﻮﻧﻲ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻻﻥ ﻟﺪﻳﻚ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﻣﺮﻳﻢ . ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻈﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭﻻ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺩﺓ . ﻭﺗﺬﻛﺮﻱ ﺟﻴﺪﺍ ﺇﻥ ﺣﺒﻚ ﻟﻠﺒﺴﺘﺎﻥ ﺟﻌﻠﻚ ﺗﺘﻌﺮﻓﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻏﻠﻰ ﺻﺪﻳﻘﺔ . ﻭﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﻳﻮﻡ ﻣﺸﺮﻕ ﺟﻤﻴﻞ ﺫﻫﺒﺖ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺳﻠﻤﻰ ﻭﺗﻜﻠﻤﺖ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺍﺑﻨﺘﻚ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺣﺒﻚ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻚ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻛﺮﺳﺖ ﻭﻗﺘﻚ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﻻﺑﻨﺘﻚ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ . ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﻠﻚ ﻛﻨﻮﺯ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ، ﻓﺄﻱ ﺍﺏ ﺗﻜﻮﻥ ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ؟ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﺪ ﻣﺮﻳﻢ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻣﺘﺄﻣﻼ ﻭﻣﺘﺄﺛﺮﺍ ﺑﻜﻼﻡ ﺍﻡ ﺳﻠﻤﻰ ﻓﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﻧﺎﺩﻯ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻣﺮﻳﻢ ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﺕ ﺣﺘﻰ ﻣﺴﻚ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻗﺒﻠﻬﻤﺎ ﻭﻗﺎﻝ : ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﺓ ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻓﺄﻧﺘﻲ ﺃﻋﺰ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻭﺃﻧﺘﻲ ﺃﻏﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺮﺳﺖ ﻭﻗﺘﻲ ﻟﻪ ﺍﻧﺘﻲ ﻛﻨﺰ ﻻ ﻳﻔﻨﻰ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺮﻳﻢ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺣﻴﺚ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺗﻤﻠﻚ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﻭﺁﺧﺮ ﺗﺄﺗﻲ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺳﻠﻤﻰ ﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺑﺮﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺳﻠﻤﻰ

ليست هناك تعليقات: