جزيرة السلاحف
طلال حسن
غافل أرنوب أمه ، وغادر البيت خلسة ، حتى
يلهو في مياه النهر .
ومن بعيد ، رأى سلحفاة تسير
ببطء على الشاطىء ، فانطلق نحوها كالسهم ، وراح يتقافز حولها ، ويقول ضاحكاً :
تمهلي ، لا داعي لكلّ هذه السرعة .
ابتسمت السلحفاة ، وقالت دون أن
تتوقف : هيا نتسابق ، فقد تسبقني هذه المرة .
ابتسم أرنوب بدوره ، وصاح :
قالت لي أمي ، أن لا أتسابق إلا مع من هو في مثل عمري .
قالت السلحفاة : لعلي في مثل
عمرك .
قال أرنوب : أنا عمري "
150 " يوماً ,
قالت السلحفاة : وأنا أيضاً
عمري " 150 " ..
تساءل أرنوب : يوماً !
ردت السلحفاة : لا ، سنة .
شهق أرنوب ، وصاح : يا لله .
ضحكت السلحفاة ، وقالت : لا
تعجب ، لقد عاشت أمي أكثر من " 200 " سنة .
توقف أرنوب ، وقال وهو يلهث :
تمهلي ، تمهلي ، لنتحدث قليلاً .
أجابت السلحفاة ، دون أن تتمهل
: لا يا عزيزي ، لقد أزف الوقت ، لابد أن أصل مع رفيقاتي إلى جزيرتنا .. جزيرة السلاحف .
فغر أرنوب فاه ، وقال : لكنها
بعيدة جداً ، لقد حدثتني أمي عنها ، وقالت إنها تقع وسط المحيط .
ردت السلحفاة ، وهي تواصل سيرها
: ليست بعيدة ، مادمتُ مصممة على الوصول إليها .
وههمّ أرنوب أن يلحق بها ،
ويسألها عن جزيرة السلاحف ، لكنه سمع أمه تناديه ، فتسمر في مكانه ، ثم عاد مسرعاً
إلى البيت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق