الدرس الأول
قصة للأطفال
بقلم : طلال
حسن
حلمت السمكة الصغيرة طويلاً ، بأن تصعد إلى
سطح البحر ، وتتمتع بمشاهدة الجزيرة ، التي طالما حدثتها السلحفاة عن أشجارها ،
وطيورها ، وغزلانها وسواحلها الرملية .
وذات
يوم أسرت للسلحفاة بحلمها ، وقالت : ليتني
أصعد إلى سطح البحر ، وأشاهد الجزيرة .
فحذرتها
السلحفاة قائلة : لا ، إياك ، فالطيور التي تخطف الأسماك ، تجوب السطح طول النهار
.
وصعدت السمكة
الصغيرة ، بعد أيام قلائل إلى سطح البحر ، دون أن يخالجها أي شعور بالخوف ، فهي لم
تصعد إلى السطح ، خلال ساعات النهار ، بل صعدت في الليل .
وعلى ضوء
القمر ، استغرقت في التطلع إلى الجزيرة ، وفجأة انقض عليها طائر ، لا يكاد يسمع صوت
لخفق جناحيه ، ولو لم تسرع بالغوص إلى الأعماق ، للقيت حتفها بين مخالبه .
وانطلقت
السمكة الصغيرة غاضبة إلى السلحفاة ، وصاحت بها : الويل لك ، كدتِ تقتلينني .
فتمتمت
السلحفاة مذهولة : أنا !
واستطردت
السمكة الصغيرة قائلة : منذ قليل ، انقض عليّ طائر ، ولو لم أغص إلى الأعماق ،
لخطفني من سطح البحر .
فقالت
السلحفاة ، وقد بدا عليها الحرج : يا لحمقي ، فاتني أن أخبرك ، أن هناك طائراً ،
يخطف الأسماك ليلاً اسمه .. البوم .
ولاذت السمكة
الصغيرة بالصمت ، وقد استبد بها الحنق
فقالت السلحفاة : لا عليك ، هذا درس جديد ، سيفيدك حتماً .
وحدقت السمكة
الصغيرة في السلحفاة ، وهي تتميز غيظاً ، ثم مضت مبتعدة ، دون أن تتفوه بكلمة
واحدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق