روح رياضية
طلال حسن
على الشاطىء الرملي ، رأت العمة دبة ،
السلحفاة الصغيرة تهرول ، لابد أن ما سمعته إذن صحيح ، فأسرعت إليها ، وبطنها
القربة تختض ، وحيتها قائلة : صباح الخير .
وقبل أن ترد السلحفاة الصغيرة
على تحيتها ، قالت : سمعت أن أرنوب دعاك للسباق ، دعك منه ، إنه يهزأ منك ، رغم أن
جدتك سبقت جده .
بدا الضيق على السلحفاة الصغيرة
، وهمت أن ترد عليها ، لكن العمة دبة واصلت كلامها قائلة : لا عليك ، إنه ليس
بأفضل منك ، فأنت تحملين بيتك فوق ظهرك ، وتختبئين فيه عند الخطر ، وتعيشين بين
المائة والمئتي سنة ، تأكلين البزاق العريان والحشرات والنباتات الخضراء ، وخاصة
الخس ، بل إن قريباتك ، سلاحف المياه العذبة ، و السلاحف البحرية ، تأكل اللحوم .
توقفت السلحفاة الصغيرة ، وهمت
أن تقول شيئاً ، لكن العمة دبة قاطعتها قائلة : لا تقولي أنك صغيرة ، خفيفة الوزن
، فالسلحفاة البرية في جزر غالاغوس تزن " 275 " كيلوغراماً ، أما
السلحفاة الجلدية في البحار الدافئة ، فتزن نحو طن واحد .
وشهقت العمة دبة ، متنفسة بصوت
كالريح ، فانتهزت السلحفاة الصغيرة الفرصة ، وقالت : إنني أعرف كلّ هذا ، فأنا
سلحفاة ، لكني سأسابق أرنوب ، ولا يهمّ من منا سيفوز ، فهذه رياضة ، وأنا وأرنوب
نتحلى بروح رياضية .
وما إن انتهت السلحفاة الصغيرة
من كلامها ، حتى مضت تهرول على امتداد الشاطىء ، تاركة العمة دبة في مكانها ، وقد
فغرت فاها على سعته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق