لنشر عملك بالمدونة Ahmedtoson200@yahoo.com



الأربعاء، 28 مارس 2018

قراءة في قصة .. الدببة والكنز بقلم: طلال حسن



قراءة في قصة .. الدببة والكنز
بقلم: طلال حسن

   الدببة والكنز ، قصة للأطفال ، كتبتها أستاذة للغة العربية من تونس ، ورسمها فنان مبدع هو     ، والقصة تقع في " 24 " صفحة ، صممت وطبعت بشكل جميل يناسب الأطفال ، قراء هذه القصة الجميلة الممتعة .
والقصة " الدببة والكنز " ، التي كتبتها الأستاذة أحلام ، لتناسب الأطفال فكرة ولغة ومتعة ، مأخوذة عن حكاية تراثية معروفة ، تتحدث عن أبٍ شيخ ، يسرّ لأولاده ، عندما حضرته الوفاة ، أنّ كنزاً مدفوناً في حقلهم ، وأنّ عليهم البحث عنه حتى يجدوه ، وبعد وفاة الأب الشيخ ، " حرث " الأولاد الحقل بحثاً عن الكنز ، دون جدوى ، فزرعوا الحقل الذي حرثوه ، واكتشفوا أن الكنز الحقيقي ، الذي تحدث عنه أبوهم ، هو العمل في الحقل ، الذي أثمر خيرات كثيرة .
ولكي تقرب الأستاذة أحلام هذه الحكاية ، وخطابها ، من أذهان الأطفال ، حولتها من لسان الإنسان إلى لسان الحيوان ، واتخذت من " الدببة " أبطالاً لها ، وهذه خطوة موفقة ، وخاصة إذا كنا نخاطب الأطفال ممن هم في العاشرة من العمر ، أو أكثر منها بقليل .
وتحكي قصة " الدببة والكنز " حكاية أبٍ " دب " صياد سمك ، لكن أولاده لا يساعدونه في عمله ، فيحكي لهم أن جدهم قد دفن كنزاً في الحقل ، ودعاهم للبحث عنه لعلهم يجدونه ، فيعكف الأولاد على " حراثة " الحقل بحثاً عن الكنز ، وكلما حرثوا جزء ، طلب منهم زراعته ، وهذا ما فعلوه ، حتى حرثوا الحقل كله ، وزرعوه ، دون أن يعثروا للكنز على أثر ، وأينع الحقل ، وأعطى ثماراً كثيرة ، درت عليهم أمولاً طائلة ، فعرفوا حكمة أبيهم ، الكنز هو الحقل والعمل فيه ، وليس شيئاً آخر .    
ولأن الأستاذة أحلام ، أستاذة لغة عربية ، فقد كتبت القصة " الدببة والكنز " ، بلغة عربية ناصعة ، جزلة ، سلسة ، سليمة ، وهذه في رأيي أولى مقومات قصة الأطفال الناجحة ، وكنت أتمنى ، بدل شرح الكلمات الصعبة في آخر الكتاب ، استبدال هذه المفردات الصعبة بمفردات قريبة من قاموس الأطفال ، وهذا أمر لا يعسر على الأستاذة أحلام .
وليت الأستاذة أحلام ، مؤلفة القصة ، استبدلت عمل الأب  الدب من صيد السمك إلى العمل في الحقل ، لأن معظم أحداث القصة تدور في الحقل ، وحول الزراعة ، وليس حول صيد السمك .
وتبقى قصة " الدببة والكنز " ، قصة أطفال جميلة ، ممتعة ، مفيدة ، وذات مغزى عميق ، وأنا واثق أن قصص أحلام القادمة ستضيف إلى قصة الأطفال العربية الشيء الكثير .

ليست هناك تعليقات: