قراءة
في قصة .. الدببة والكنز
بقلم:
طلال حسن
الدببة والكنز ، قصة للأطفال ، كتبتها أستاذة
للغة العربية من تونس ، ورسمها فنان مبدع هو
، والقصة تقع في " 24 " صفحة ، صممت وطبعت بشكل جميل يناسب
الأطفال ، قراء هذه القصة الجميلة الممتعة .
والقصة
" الدببة والكنز " ، التي كتبتها الأستاذة أحلام ، لتناسب الأطفال فكرة
ولغة ومتعة ، مأخوذة عن حكاية تراثية معروفة ، تتحدث عن أبٍ شيخ ، يسرّ لأولاده ،
عندما حضرته الوفاة ، أنّ كنزاً مدفوناً في حقلهم ، وأنّ عليهم البحث عنه حتى
يجدوه ، وبعد وفاة الأب الشيخ ، " حرث " الأولاد الحقل بحثاً عن الكنز ،
دون جدوى ، فزرعوا الحقل الذي حرثوه ، واكتشفوا أن الكنز الحقيقي ، الذي تحدث عنه
أبوهم ، هو العمل في الحقل ، الذي أثمر خيرات كثيرة .
ولكي
تقرب الأستاذة أحلام هذه الحكاية ، وخطابها ، من أذهان الأطفال ، حولتها من لسان
الإنسان إلى لسان الحيوان ، واتخذت من " الدببة " أبطالاً لها ، وهذه
خطوة موفقة ، وخاصة إذا كنا نخاطب الأطفال ممن هم في العاشرة من العمر ، أو أكثر
منها بقليل .
وتحكي
قصة " الدببة والكنز " حكاية أبٍ " دب " صياد سمك ، لكن أولاده
لا يساعدونه في عمله ، فيحكي لهم أن جدهم قد دفن كنزاً في الحقل ، ودعاهم للبحث
عنه لعلهم يجدونه ، فيعكف الأولاد على " حراثة " الحقل بحثاً عن الكنز ،
وكلما حرثوا جزء ، طلب منهم زراعته ، وهذا ما فعلوه ، حتى حرثوا الحقل كله ،
وزرعوه ، دون أن يعثروا للكنز على أثر ، وأينع الحقل ، وأعطى ثماراً كثيرة ، درت
عليهم أمولاً طائلة ، فعرفوا حكمة أبيهم ، الكنز هو الحقل والعمل فيه ، وليس شيئاً
آخر .
ولأن
الأستاذة أحلام ، أستاذة لغة عربية ، فقد كتبت القصة " الدببة والكنز "
، بلغة عربية ناصعة ، جزلة ، سلسة ، سليمة ، وهذه في رأيي أولى مقومات قصة الأطفال
الناجحة ، وكنت أتمنى ، بدل شرح الكلمات الصعبة في آخر الكتاب ، استبدال هذه المفردات
الصعبة بمفردات قريبة من قاموس الأطفال ، وهذا أمر لا يعسر على الأستاذة أحلام .
وليت
الأستاذة أحلام ، مؤلفة القصة ، استبدلت عمل الأب
الدب من صيد السمك إلى العمل في الحقل ، لأن معظم أحداث القصة تدور في
الحقل ، وحول الزراعة ، وليس حول صيد السمك .
وتبقى
قصة " الدببة والكنز " ، قصة أطفال جميلة ، ممتعة ، مفيدة ، وذات مغزى
عميق ، وأنا واثق أن قصص أحلام القادمة ستضيف إلى قصة الأطفال العربية الشيء
الكثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق