الحيات
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
العمة عند المائدة
،
الببغاء في فراشه
الببغاء :
أيتها العمة ..
العمة :
اطمئن ، يا ببغاء ، ليس معي اليوم ، ما
يبعث على الخوف .
يبعث على الخوف .
الببغاء :
أيّ شيء إلا الحيّات .
العمة :
أنواع الحيّات في العالم قليلة ..
الببغاء :
لا أريد أن تحدثيني عنها .
العمة :
ليس أكثر من أحد عشر نوعاً ، والسام
منها ثلاثة فقط .
منها ثلاثة فقط .
الببغاء :
لكن هناك ما هو أسوأ من السامة ،
العاصرة مثلاً ، التي قد تعصر فهداً حتى
الموت ، ثم تبتلعه .
العاصرة مثلاً ، التي قد تعصر فهداً حتى
الموت ، ثم تبتلعه .
العمة :
" تضحك " أنتَ لست فهداً .
الببغاء :
ثم هناك الكوبرا النافثة ، تنفث سمها إلى
مسافة بضعة أمتار ، وهي تستهدف وجه
عدوها ، وإذا ما أصاب السم العينين أدى
ذلك إلى العمى .
مسافة بضعة أمتار ، وهي تستهدف وجه
عدوها ، وإذا ما أصاب السم العينين أدى
ذلك إلى العمى .
العمة :
ولهذا فإنني لم أجلب كوبرا من هذا
النوع إلى البيت أبداً ، حرصاً على عينيك
الجميلتين .
النوع إلى البيت أبداً ، حرصاً على عينيك
الجميلتين .
الببغاء :
آه منكِ .
الثعلب :
" من الخارج " أيتها العمة ..
الببغاء :
جاء السام .
العمة :
يبدو أنّ لديه شيئاً هاماً .
الببغاء :
بل لديه كالعادة ، خديعة لعينة ، احذريه.
الثعلب :
" من الخارج " أيتها العمة ..
العمة :
تعال ، إنني هنا .
الببغاء :
" يرقد في فراشه " ليتني أنام .
يدخل الثعلب مسرعاً
،
وفي يده لفافة
الثعلب :
جئتكِ بهدية لا تقدر بثمن .
الببغاء :
ليس لدينا عسل .
الثعلب :
هدية نادرة ، لا أظن أنكِ رأيتِ مثلها
من قبل .
من قبل .
العمة :
لنرَ .
الثعلب :
" يضع اللفافة على المنضدة " أنظري .
العمة :
" تحدق فيها مهمهمة " هم م م م .
الثعلب :
حية نادرة .
الببغاء :
" يشهق خائفاً " حية !
الهمة :
إنها ميتة .
الثعلب :
لا يوجد منها هنا حية ، على قيد الحياة.
العمة :
لو لم تكن هذه الحية ميتة ، لما استطعت
أن تأتيني بها ، فهي أخطر أفعى سامة في
العالم .
أن تأتيني بها ، فهي أخطر أفعى سامة في
العالم .
الببغاء :
" يشهق خائفاً " آآآآ.
الثعلب :
" يفغر فاه " .... !
العمة :
إنها حية الصل .
الببغاء :
الصل !
الثعلب :
إنها حية كغيرها من الحيات ، التي
تعيش في الحقول .
تعيش في الحقول .
العمة :
لا ، ليست كغيرها ، إلا أنها سامة قاتلة
، ويمكن تمييزها بوجود العلامة السوداء
" v " على قمة رأسها ، وبالخط الأسود
المتعرج على ظهرها ، وإذا كانت جميع
الحيات تبيض ، فإن هذه الحية تلد ، وهي
تلد في الصيف نحو اثنتي عشرة حية
صغيرة نحيلة ، طول الواحدة منها نحو "
، ويمكن تمييزها بوجود العلامة السوداء
" v " على قمة رأسها ، وبالخط الأسود
المتعرج على ظهرها ، وإذا كانت جميع
الحيات تبيض ، فإن هذه الحية تلد ، وهي
تلد في الصيف نحو اثنتي عشرة حية
صغيرة نحيلة ، طول الواحدة منها نحو "
15
" سنتمتراً .
الببغاء :
يا لها من هدية ، لقد عرفت منذ البداية ،
أنها لن تكون إلا هدية ثعلب .
أنها لن تكون إلا هدية ثعلب .
الغرير :
" من الخارج " أيتها العمة .
الثعلب :
" يتمتم " الغرير .
الببغاء :
هذا ضيف آخر ، آه .
العمة :
أيها الغرير ، تعال ، إنني هنا ، وعندي
ضيف .
ضيف .
يُدفع الباب ، ويدخل
الغرير ، ومعه قرص عسل
الغرير :
صباح الخير .
الثعلب :
" يتمتم " عسل !
العمة :
أهلاً بالغرير ، أهلاً ومرحباً .
الغرير :
" يقدم لها قرص العسل " جئتكِ بهدية
تحبينها .
تحبينها .
العمة :
" تأخذ القرص مبتسمة " أشكركَ ،
أشكرك يا عزيزي .
أشكرك يا عزيزي .
الثعلب :
" للغرير " لكنكَ قلتَ لي البارحة
،عندما طلبت منكَ شيئاً من العسل ، أن لا
عسل عندكَ .
،عندما طلبت منكَ شيئاً من العسل ، أن لا
عسل عندكَ .
الغرير :
فعلاً ، لم يبقَ عندي إلا هذا القرص ،
الذي أبقيته للعمة دبة .
الذي أبقيته للعمة دبة .
الثعلب :
" يهمهم " هم م م م م .
العمة :
أشكركَ " تتأمل القرص " يبدو أنه
عسل جيد جداً .
عسل جيد جداً .
الثعلب :
" يهمهم " هم م م م م .
الغرير :
هذا النوع من العسل لا يستحقه في
الغابة أحد غيرك ، يا عزيزتي .
الغابة أحد غيرك ، يا عزيزتي .
العمة :
" مبتسمة " شكراً ، يا عزيزي ، شكراً
، شكراً .
، شكراً .
الثعلب :
لكن العمة ، بصفتها عالمة الغابة ، تستحق
منك هدية أهمّ .
الغرير :
" ينظر إليه " ....
الثعلب :
أنا قيّمتها بهذه الهدية " يشير إلى الصل " وهي هدية نادرة ، وأنت
تستطيع أن تهديها ما يماثلها .
العمة :
ثعلب .
الغرير :
لا أفهم ماذا تقصد .
الثعلب :
تذكر تلك الحية ، التي رفستها صباح أمس ، ورفستها أنت أيضاً ..
الغرير :
آه تلك التي أسميتها الكريت .
الثعلب :
نعم ، الكريت ، إنها حية نادرة أيضاً ، اذهب وأتي بها للعمة .
الغرير :
لكن الوقت الآن ليل .
الثعلب :
القمر بدر ، وهو يضيء الغابة ، وأنت غرير ، وتعرف الغابة كلها .
الغرير :
مهما يكن ، سأذهب وأتي بتلك الحية حالاً ، فالعمة دبة عزيزة عليّ ، " يهمّ
بالخروج " دقائق وأعود .
العمة :
مهلاً .
الثعلب :
دعيه يذهب .
الغرير :
لن أتأخر .
الثعلب :
هذه حية نادرة ، فليأتكِ بها .
العمة :
إنها من أخطر الأفاعي ، وأنت تعرف ذلك .
الثعلب :
أيتها العمة ..
العمة :
الغرير طيب القلب ، وصادق ، ولو كان عنده عسل لأعطاك منه .
الثعلب :
أيتها العمة ..
العمة :
أنت غادر لعين ..
الثعلب :
" يلوذ بالفرار " ....
العمة :
لن تفلت ، لابد أن تدفع الثمن .
الببغاء :
لقد حذرتكِ ، وقلت لكِ إنه ثعلب .
الغرير :
لم أفهم ما جرى .
العمة :
دعك منه .
الغرير :
من حقي أن أعرف ، أرجوكِ ..
العمة :
حية الكريت ، تلتف في النهار ، دافنة رأسها بين التفافاتها ، وإذا رفسه أحدهم ،
وهي في هذا الحال ، لا تفعل شيئاً للدفاع عن نفسها ، أما في الليل فهي أكثر نشاطاً
، وإذا لمسها أحد لدغته في الحال .
الغرير :
" يسرع إلى الخارج " الويل للثعلب .
العمة :
دعكَ منه .
الغرير :
لن أدعه حتى يدفع الثمن ، وسيدفعه غالياً هذه المرة .
الغرير يخرج غاضباً
،
العمة والببغاء
وحدهما
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق