سراج الليل
بقلم : طلال حسن
حطت سراج الليل ، عند المساء ،
فوق شجيرة على حافة الطريق ، ولما حلّ الليل ، بدأت تبعث نوراً ، بدد شيئاً مما
حولها من الظلام .
ومن بين الأشجار ، تناهى إليها وقع أقدام متخبطة ، ولمحت أرنوب ، يخطف
بسرعة من أمامها ، فنادته : أرنوب .
لكن أرنوب لم يلتفت إليها ، ورأته يختبيء وراء شجرة الصنوبر ، وهمت أن
تناديه ثانية ، حين أقبل الثعلب العجوز ، وتوقف لاهثاً متلفتاً ، ثم رفع رأسه
إليها ، وقال : عزيزتي ، سراج الليل ، لقد مرّ أرنوب من هنا ، لابد أنك رأيته ،
أخبريني من أين مضى ؟
ولاذت سراج الليل بالصمت ، فاقترب الثعلب العجوز منها ، وقال : هذا اللعين
، يتهجم عليك دائماً ، ويقول إنك خنفساء .
وصمت لحظة ، ثم قال : دليني عليه ، ولن تسمعيه يتهجم عليك ثانية .
وعندئذ أشارت سراج الليل إلى طريق جانبي ، يؤدي إلى أعماق الغابة ، وقالت :
مضى من هنا ، أسرع ، والحق به .
وعلى الفور ، انطلق الثعلب العجوز ، حتى توارى في الظلام .
وأسرعت سراج الليل إلى أرنوب ، وقالت : تعال ، يا أرنوب ، اتبعني ، سأنير
لك الطريق إلى البيت.
وتقدمت أرنوب ، تنير الطريق أمامه ، فأسرع في إثرها، وهو يقول : صدقيني ،
يا عزيزتي ، لم أقل أنك ..
فابتسمت سراج الليل ، وقالت : لا عليك ، قلها دون تردد، فأنا فعلاً ..
خنفساء .
سراج الليل : نوع من
الخنافس ، تخرج ليلاً ،
وترسل أضواء من أجسامها .
وترسل أضواء من أجسامها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق