ملجأ التبير
بقلم : طلال حسن
سار التبير الصغير وراء أمه ، وهو يرمقها بنظرة خاطفة ، بين حين وآخر ،
وآلمه أن يراها تتباطأ أحياناً، متشممة بتوجس ما حولها ، ثم تلتفت إلى الوراء ،
وكأنها تريد أن تطمئن إلى أن النهر ، بمياهه العميقة ، ليس بعيداً عنها .
ومرت بشجرة موز ، فقطفت موزة كبيرة ، وقدمتها إلى صغيرها ، وقالت : أنت
مثلي تحب الموز ، خذ هذه الموزة ، وكلها .
ورغم ما كان يعتمل في أعماقه ، تناول الموزة ، والتهمها متلذذاً ، ونظرت
أمه إليه ، وقد أشرق وجهها بالفرح ، لكنها فوجئت به يتطلع إليها ، ويسألها : ماما
، لماذا نحن جبناء ؟
وعلى الفور ، غرب فرحها ، وحدقت فيه ، ثم قالت : إنه الببغاء .
ورد التبير الصغير قائلاً : الببغاء وغير الببغاء .
وتلفتت أمه حولها مبتسمة ، وهي تقول : ألا يخاف هو نفسه من الصقر ؟ وكذلك
من الأفعى ؟ نحن ضعاف أمام النمر والأفعى العاصرة ، ولهذا علينا أن نحذرها ، ونهرب
منها ، ونلجأ إلى أعماق النهر وإلا ..
وهنا ارتفعت ضجة ، وأصوات صاخبة مختلطة ، فقالت الأم : يا ويلي ، لعلها
أفعى الأبوا العاصرة ، تهاجم النمر.
وقبل أن تتحرك أمه من مكانها ، انطلق التبير الصغير ، محطماً ما يعترضه من
شجيرات وأغصان ، ولم يهدأ حتى لاذ بأعماق النهر .
التبير : حيوان أسود ، لا ذيل له تقريباً ، يأكل النباتات
وخاصة الموز ، وهو ضعيف البصر هيّاب ،
من أعدائه النمر وأفعى البوا ، وحين يشعر
بالخطر ، يلجأ إلى مجرى ماء ، ويغطس فيه .
وخاصة الموز ، وهو ضعيف البصر هيّاب ،
من أعدائه النمر وأفعى البوا ، وحين يشعر
بالخطر ، يلجأ إلى مجرى ماء ، ويغطس فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق