بقلم: سهيل
إبراهيم عيساوي
قصة لبلب وعنتر ، تأليف الكاتب
سليم نفاع ، رسومات الفنانة
منار نعيرات ، اصدار أ . دار
الهدى ، ع ز حالقة ـ 2018 ، تقع
القصة في 32 صفحة من
الحجم الكبير ، خرجت
الى النور بحلة قشيبة .
القصة
:
تتحدث القصة عن الفأر
لبلب والقط عنتر ، يعيشان في دار فلاح
مجتهد ونشيط ، وأرضه غنية
بالخيرات الوافرة ، من محاصيل
زراعية ، وفواكه وثمار لذيذة ، وحليب طازج ، الفأر لبلب
يتجول بحرية في
دار الفلاح يبحث عن
غذاء يسد به
رمقه ، يعبث بالمحتويات يوقعالأضرار الفادحة للفلاح ، يسببصداع
دائم ، الفلاح النشيط ، انهكه
التعب في عناية محاصيله الزراعية ،وقطه
المدل عنتر سمين ، يأتيه الطعام دون جهد ،
يحاول دوما اصطياد
الفأر لبلب ، لكن هيهات ، فهو
سريع وحريص وذكي ،ويعرف
كيف ينجو بسهولةمن براثنه وانيابه ، يسب الاذى والاحراج للقط ، يفسد
المحاصيل ، يمزق الملابس ، يسخر من
تعثر واخفاق عنتر في صيده ، يعود
عنتر الى صاحبه خاوي
الوفاض ، صفر اليدين ، يشكو
همه لصاحبه الفلاح ، والفلاح بدوره يمده بالطعام الدسم ، يشجعه ، يلاطفه
ويداعبه ولا يعتب
عليه ، وبلغ الغضب أوجه
لدى عنتر ، عندما سكب
الفأر الحليب لزوجة
الفلاح . عندها دار حوار
طويل بين الفأر
والقط :
عنتر
" أنت يا لبلب تفسد محاصيل الفلاح وتثقب
الملابس الثمينة "
لبلب "
أنالا أقصد تمزيق الملابس ، ولا
افساد المحاصيل ، بل اريد
لقمة صغيرة اقتات عليها "لبلب " أنا لا
اقصد تمزيق الملابس ، ولا افساد المحاصيل ، بل أريد
لقمة صغيرة اقتات عليها "
في النهاية
، اتضح ان
كلاهما ينشدا السلام
والمحبة ، ويفكران بالسلام
العادل والدائم بين
جميع الفئران والقطط .
واتفق بين
الطرفين على أن يترك القطط
الطعام للفار ، ليأكل ايضا
بحرية ، بالمقابل ، لا يفسد المحاصيل
ولا يمزق الملابس ، فرح
الفلاح وزوجته بهذا الحل
المبتكر ، ايقنا أن لكل مشكلة
أكثر من حل .
رسالة الكاتب :
-
العنف يولد العنف
-
دعوة للتسامح
-
لكل مشكلة أكثر من
حل والانسان قادر
على الابداعوالابتكار
- يمكن التعايش
حتى بين الاعداء التقليديين الذين
توارثوا العداء جيلا بعد
جيل
-
من جد وجد ومن
زرع حصد ، الفلاح النشيط غلاله
وفيرة لأنه مجتهد يحب
عمله ويحرص عليه
- زوجة الفلاح
تعاونه بإخلاص
-
الحوار بين الاطراف
المتنازعة كفيل بإيجاد حل
مقبول على جميع
الاطراف .
-
الرفق
بالحيوان ، كان الفلاح
يدلل القط يطعمه أجود الطعام
وينام على سجادة وثيرة ،
فيعامله معاملة حسنة ، ولا
يعاقبه اذا اخفق
في مهمته بل
على العكس يشجعه .
-
الصراعات
السياسية والاقليمية والعرقية
والدينية ، التي تملا الكون وتقلق الجميع
، ايضا
ممكن ان نجد
له الحل بالحوار بالتنازل جميع الاطراف ،
يمكن العيش بسلام
في ظل احلك
الظروف ، من خلال الغاء
الأفكار المسبقة والتنازل من قبل جميع
الأطراف في سبيل
مستقبل افضل .
-
تقبل الاخر ،
في النهاية وجد الجميع
ضالته ووجد مكانه
الطبيعي في الكون، ربح
الجميع عندما وضعوا خلافاتهم جانبا ، يجب
عدم الغاء الاخر بل العكس تقبله
، الاخر ليس عدوي بل
مكمل لي، وفي الكون
متسع للجميع .
-السلام
اقصر الحلول واجملها
وكل ينشد السلام
لكنه يفتقد لغة
لحوار لكنه يحاول الغاء
الاخر وهذا مستحيل .
- ممكن للقصة ان
تجسد الصراع العربي الإسرائيلي ، من خلال
الرمز والايحاء .
خلاصة :
قصة لبلب وعنتر ،
للكاتب المبدع سليم
نفاع ، قصة جميلة تحمل
في طياتها ، رسائل تربوية
وانسانية عديدة ، لغتها سلسلة ومناسبة للأطفال، ان كانت
معظم احداثها تدور على
لسان الحيوان ، لكن ابعادها ، تحاور الانسان الذي ينغلق على
مشاكله ،يوصد ابواب الحوار ويصم
اذنيه عن
أي حل قد يلوح
في الأفق ، دون ان
يمنح الحل فرصة الحياة ، وقد
نجح المؤلف في
عرض المشكلة والحل عبر
تسلسل سلس للأحداث ،
وتوظيف جيد للغة ،
واختيار الاسماء كان موفقا ،
كانت بداية القصة قوية ومتينة وكذلك الخاتمة كانت سعيدة ومبتكرة
ومقنعة ، القصة حملت في طياتها الفكرة والخيال والترابط
والمتعة للقارئ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق