صيد ثعلوب
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
" 1 "
ـــــــــــــــــــ
بيت الأم ثعلبة ،
الأم
تتهيأ للرقاد ،
ثعلوب
الأم :
ثعلوب ..
ثعلوب :
لا أريد أن أنام الآن .
الأم :
لقد أكلنا قبل قليل ، دجاجة كاملة ، فلننم
قليلاً .
قليلاً .
ثعلوب :
إننا في منتصف النهار .
الأم :
نحن الثعالب ننام عادة في النهار ،
ونصطاد خلال الليل .
ونصطاد خلال الليل .
ثعلوب :
نامي أنت ، أنا سأخرج للصيد ، في
وضح النهار .
وضح النهار .
الأم :
أخشى أن تكون مثل أبيك ..
ثعلوب :
أبي كان أشجع ثعلب في الغابة .
الأم :
أرجو أن لا تكون مثله ، فتنتهي كما
انتهى ، بين فكي أسد .
انتهى ، بين فكي أسد .
ثعلوب :
أبي دافع عن أمه .
الأم :
مهما يكن ، تعال الآن ، ونم .
ثعلوب :
كلا ، لن أنام .
الأم :
" تجلس في فراشها " أنت عنيد كأبيك ،
اذهب ولكن لا تبتعد كثيراً .
اذهب ولكن لا تبتعد كثيراً .
ثعلوب :
اطمئني ، لن أبتعد ، سأصطاد في
الجوار .
الجوار .
الأم :
" مبتسمة " ماذا ستصطاد .
ثعلوب :
اطلبي أنتِ .
الأم :
" تهمهم مازحة " هم م م م .
ثعلوب :
سأصطاد لكِ أسداً .
الأم :
لا .. لا .
ثعلوب :
فيلاً ؟
الأم :
أريد قصوري .
ثعلوب :
قصوري !
الأم :
إنه طائر .
ثعلوب :
مادام قصور طائراً ، فالأمر هين ،
سآتيك اليوم بقصوري .
سآتيك اليوم بقصوري .
الأم :
" تضحك " ها ها ها .
ثعلوب :
ما ما .
الأم :
" تتمدد " اذهب إلى الصيد ، أريد أن
أنام .
أنام .
ثعلوب :
أنا لا أعرف طائر القصوري .
الأم :
لا عليك ، هو يعرفك .
ثعلوب :
أنتِ تحيرينني .
الأم :
اذهب الآن ، لكن لا تتأخر .
ثعلوب :
نامي ، يا ماما ، وتأكدي أنني سآتيك
بطائر القصوري ، مهما كان هذا الطائر
، سآتيك به رغم أنفه .
بطائر القصوري ، مهما كان هذا الطائر
، سآتيك به رغم أنفه .
ثعلوب :
" يتجه إلى الخارج " سأنام ، سأنام يا
بنيّ ، لكني لا أرى أن ترى قصوري ،
حتى في المنام .
بنيّ ، لكني لا أرى أن ترى قصوري ،
حتى في المنام .
ثعلوب يخرج ، الأم
تستغرق في النوم
إظلام
" 2 "
فسحة وسط الغابة ،
يدخل ثعلوب متلفتاً
ثعلوب :
منذ أن خرجت للصيد ، حتى الآن ،
وأنا أبحث ، دون جدوى ، عما يمكن أن
أصطاده ، مهما كان ، خشفاً ، أو أرنباً ،
أو طيراً ، أو .. " يتوقف " لقد مرق من
أمامي ، قبل قليل ، جرذ ، جرذ ضخم ،
ووقفت أفكر ، هل أصطاده ؟ هل أصطاد
ذلك الجرذ ؟ لكني هززتُ رأسي ، كلا ،
لن أبدأ حياتي كصياد بصيد جرذ ..
وأنا أبحث ، دون جدوى ، عما يمكن أن
أصطاده ، مهما كان ، خشفاً ، أو أرنباً ،
أو طيراً ، أو .. " يتوقف " لقد مرق من
أمامي ، قبل قليل ، جرذ ، جرذ ضخم ،
ووقفت أفكر ، هل أصطاده ؟ هل أصطاد
ذلك الجرذ ؟ لكني هززتُ رأسي ، كلا ،
لن أبدأ حياتي كصياد بصيد جرذ ..
البومة :
" من مكان قريب " هو هو .. ووو .
ثعلوب :
أسد ! فلأهرب " يتوقف متشجعاً " كلا
، لن أهرب ، إنني ثعلب ، ثعلب ذكر ،
وليس أنثى ، ماذا ستقول عني أمي ، إذا
هربت ، لقد واجه أبي الأسد نفسه ،
صحيح أنه قتل ، لكنه لم يهرب " يقف
متحدياً " .
، لن أهرب ، إنني ثعلب ، ثعلب ذكر ،
وليس أنثى ، ماذا ستقول عني أمي ، إذا
هربت ، لقد واجه أبي الأسد نفسه ،
صحيح أنه قتل ، لكنه لم يهرب " يقف
متحدياً " .
يدخل طائر قصوري ،
ثعلوب ينظر إليه مذهولاً
ثعلوب :
" محدثاً نفسه " يا إلهي ، ما هذا ؟ يا له
من كائن غريب ، ضخم ، ضخم جداً ، له
جناحان صغيران ، وارتفاعه يزيد على
ارتفاع غزال ، أهو طائر أم .. ؟ مهما
يكن ، لن أهرب ، إنني ثعلب ذكر ،
وليس أنثى ..
من كائن غريب ، ضخم ، ضخم جداً ، له
جناحان صغيران ، وارتفاعه يزيد على
ارتفاع غزال ، أهو طائر أم .. ؟ مهما
يكن ، لن أهرب ، إنني ثعلب ذكر ،
وليس أنثى ..
قصوري : " يراه " آه ثعلوب .
ثعلوب :
نعم ، أنا ثعلوب .
قصوري :
أراك وحيداً هنا .
ثعلوب :
ولماذا لا ؟ إنني لم أعد صغيراً .
قصوري :
لكن هذا مكان منقطع ، وقد يكون خطراً
عليك .
عليك .
ثعلوب :
إنني ثعلب ، ثعلب ذكر ، ولا أخاف ..
قصوري :
آه .
ثعلوب :
لقد خرجت للصيد وحدي ، وبقيت أمي
في البيت .
في البيت .
قصوري :
آه من أمك ، كم أتمنى لو كانت معك .
ثعلوب :
" يحدق فيه " لم أعرف من أنت .
قصوري :
أنا طائر .
ثعلوب :
طائر !
قصوري :
نعم ، طائر ، انظر " يريه جناحيه
الصغيرين " .
الصغيرين " .
ثعلوب :
" يحوم حوله " لقد رأيت طيوراً كثيرة
، لكني لم أرَ حتى الآن طائراً مثلك .
، لكني لم أرَ حتى الآن طائراً مثلك .
قصوري :
ها قد رأيت .
ثعلوب :
" يتوقف " مهما يكن ، ومادمت طائراً ،
فأنت صيدي .
فأنت صيدي .
قصوري :
صيدك !
ثعلوب :
" يتقدم منه مكشراً عن أنيابه " نعم ،
فأنت طائر ، وأنا ثعلب ، والثعلب دائماً
يصطاد الطائر ، هذا ما تقوله أمي .
فأنت طائر ، وأنا ثعلب ، والثعلب دائماً
يصطاد الطائر ، هذا ما تقوله أمي .
قصوري :
مهلاً ، يا ثعلوب .
ثعلوب :
كلا ، لقد وعدتُ أمي أن أصطاد ، وها
أنا أصطاد ، وأنت صيدي .
أنا أصطاد ، وأنت صيدي .
قصوري :
هذا حقك ، يا ثعلوب ، لكن هناك مشكلة
، عليك أن تفكر فيها .
، عليك أن تفكر فيها .
ثعلوب :
مهما يكن ، لن تقف أية مشكلة ، أنا ثعلب ،
ثعلب ذكر ، وليس أنثى ، سأصطادك ، وآخذك إلى أمي .
قصوري :
إنني طائر ثقيل ، ثقيل جداً ، ولا أظن أنك تستطيع حملي ، إذا اصطدتني ، وقررت أن
تأخذني إلى أمك .
ثعلوب :
" يحدق فيه " أنت محق ، أنا لا أستطيع أن أحملك ، والمسافة إلى البيت ،
ليست قصيرة .
قصوري :
أرأيت ؟ هذا ما أردتك أن تفكر فيه .
ثعلوب :
" يفكر " حسن ، ما العمل ؟
قصوري :
هذا ما عليك أنت أن تفكر فيه ، كيف يمكن أن تأخذني إلى أمك ..؟
ثعلوب :
" يحدق فيه مفكراً " ....
قصوري :
كيف ؟
ثعلوب :
" يبدو عاجزاً " لا أعرف .
قصوري :
لديّ حلّ ، لعله يفيد .
ثعلوب :
حسن ، ما هو ؟
قصوري :
أخشى أنه لا يوافقك .
ثعلوب :
قله ، وأنا سأقرر .
قصوري :
إنه مجرد رأي ، قد يكون عندك أنت ما هو أفضل منه .
ثعلوب :
مهما يكن ، قله .
قصوري :
حسن أصغي ..
ثعلوب :
" يصغي متلهفاً " ....
قصوري :
ليس هناك ألا حل واحد ..
ثعلوب :
حسن ، قله .
قصوري :
بدل أن تصطادني هنا ، خذني إلى أمك ، واصطدني هناك .
ثعلوب :
" يفكر مبهوراً " ....
قصوري :
ها ، ماذا قلت ؟
ثعلوب :
يا لله ، إنها فكرة مدهشة ، أشكرك أيها الطائر " يحدق فيه " لم تقل ،
حتى الآن ، ما اسمك .
قصوري :
" يمشي أمامه " خذني إلى أمك ، إنها تعرفني جيداً .
ثعلوب :
" يلحق به " هيا ، ستفاجأ ماما ..
قصوري :
ستفاجأ جداً .
ثعلوب :
وستفرح .
قصوري :
" يهمهم " ....
قصوري يخرج ، وثعلوب
يهرول فرحاً في أثره
إظلام
" 3 "
باحة أمام بيت الأم
ثعلبة ،
يخل ثعلوب وقصوري
ثعلوب :
" يصيح " ماما .
قصوري :
" يتوقف " هذا بيتكم إذن .
ثعلوب :
نعم ، وماما نائمة في الداخل .
قصوري :
آه طالما أردت أن أصل إلى هذا البيت .
ثعلوب :
" يصيح " ماما .. ماما .
قصوري :ستفاجأ
حين تراني .
ثعلوب :
نعم ، فهي لا تتوقع أن أصطاد طائراً
بحجمك .
بحجمك .
قصورها :
نادها إذن ، فإنها ستفرح بصيدك .
ثعلوب :
بل ستموت من الفرح .
قصوري :
نعم ، ستموت ، نادها ، يا ثعلوب ،
نادها .
نادها .
ثعلوب :
" بصوت مرتفع " ماما .. ماما .
قصوري :
عجباً ، يبدو أنها لم تسمعك ، أم أنها
ليست في البيت .
ليست في البيت .
ثعلوب :
بل في البيت ، لكن نومها ثقيل ، وإنني
لا أريد أن أدخل عليها ، وأتركك هنا ،
فأنا أخشى أن تهرب .
لا أريد أن أدخل عليها ، وأتركك هنا ،
فأنا أخشى أن تهرب .
قصوري :
اطمئن ، لن أهرب ، بعد أن وصلت إلى
غايتي .
غايتي .
ثعلوب :
مهما يكن " يقترب من الباب " سأناديها
من هنا " يصيح " ماما .
من هنا " يصيح " ماما .
الأم :
" من الداخل " لا تصح هكذا ، لستُ
صماء ، إنني قادمة .
صماء ، إنني قادمة .
ثعلوب :
تعالي ، يا ماما ، لقد اصطدتُ طائراً ،
وأي طائر .
وأي طائر .
الأم :
" وهي تدخل " ماذا اصطدت ؟
عصفوراً ، أم زرزوراً ، أم .. ؟
عصفوراً ، أم زرزوراً ، أم .. ؟
الأم تقف مرعوبة ،
حين ترى قصوري
ثعلوب :
ماما ، انظري " لقصوري " ماذا قلت
اسمك ؟
اسمك ؟
قصوري :
لم أقله بعد ، ولن أقوله " يحدق في الأم
" فأمك تعرف اسمي .
" فأمك تعرف اسمي .
الأم :
" مذهولة " قصوري !
ثعلوب :
" يحدق فيه مذهولاً " قصوري ؟
قصوري :
أرأيت ؟ قصوري ، هذا هو أنا .
ثعلوب :
" ينظر إلى أمه " ماما ..
الأم :
نعم ، يا بنيّ ، قصوري .
قصوري :
صدفة رآني ابنك ثعلوب ، وأراد أن
يصطادني ، لكني كما تعرفين ثقيل الوزن
، ثقيل جداً ، فاقترحت عليه أن يأتي بي
هنا ، ويصطادني عندك .
يصطادني ، لكني كما تعرفين ثقيل الوزن
، ثقيل جداً ، فاقترحت عليه أن يأتي بي
هنا ، ويصطادني عندك .
الأم :
" تنظر إلى ثعلوب " ....
ثعلوب :
ماما ..
الأم :
آه ثعلوب .
ثعلوب :
لا أظن أن أبي ، الذي واجه الأسد ،
اصطاد طائراً بحجم هذا الطائر .
اصطاد طائراً بحجم هذا الطائر .
الأم :
" تنظر إلى قصوري " يا ويلي .
قصوري :
قلت لك يوماً ، وأنت تهربين مني ،
ستدفعين الثمن ، وستدفعينه الآن .
ستدفعين الثمن ، وستدفعينه الآن .
الأم :
لكني ، كما تعرف ، لم أمسّ صغيرك
بأذى .
بأذى .
قصوري :
هذا لأني جئت في الوقت المناسب ،
ولو تأخرت قليلاً ، لما بقي لي صغير في
هذه الحياة .
ولو تأخرت قليلاً ، لما بقي لي صغير في
هذه الحياة .
الأم :
أرجوك ، سامحني .
قصوري :
" يتقدم منهاً مهدداً " حان أوان دفع
الثمن ، وستدفعينه الآن .
الثمن ، وستدفعينه الآن .
الأم :
" تتراجع خائفة " النجدة ..
قصوري :
لن ينقذك أحد مني .
ثعلوب :
" يسرع ويقف بينهما " توقف وإلا ..
قصوري :
" يتوقف محدقاً فيه " ....
ثعلوب :
كما دافعت عن صغيرك ، وأنقذته ،
سأدافع عن أمي ، وأنقذها ، مهما كان
الثمن .
سأدافع عن أمي ، وأنقذها ، مهما كان
الثمن .
قصوري :
" ينظر إلى الأم " ....
الأم :
ثعلوب صغيري ، وهو مازال يرضع .
قصوري :
مهما كان ، لن أحرمه من الرضاعة .
الأم :
" تدمع عيناها " ....
ثعلوب :
أيها الطائر ، من جهتي عفوت عنك ،
لن أصطادك ، لا الآن ، ولا فيما بعد ،
يمكنك أن تذهب إلى صغيرك .
لن أصطادك ، لا الآن ، ولا فيما بعد ،
يمكنك أن تذهب إلى صغيرك .
قصوري :
" ينحني " أشكرك ، يا ثعلوب " قصوري : " ينظر إلى الأم " ....
الأم :
رافقتك السلامة .
قصوري :
" يخرج " ....
ثعلوب :
ماما .
الأم :
" تحضنه دامعة العينبن " بنيّ .
ثعلوب :
إنني جائع .
الأم :
" تأخذه باتجاه الداخل " تعال إلى
الداخل ، يا عزيزي ، وارضع .
الداخل ، يا عزيزي ، وارضع .
ثعلوب يدخل مسرعاً ،
والأم تدخل معه
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق