حبة رمل
بقلم : طلال حسن
" 1 "
ــــــــــــــــــــــ
اعتادت السمكة الصغيرة ، أن تلعب
مع المحارة ، في قاع البحر ، وذات يوم ، ضربت السمكة الصغيرة القاع بزعنفتها ،
فتطايرت بضعة حبات من الرمال ، ودخلت حبة منها في جوف المحارة .
وتأوهت المحارة متألمة : آه .
فاقتربت السمكة الصغيرة منها ، وتساءلت : ما الأمر ؟
وردت المحارة ، وهي مازالت تتألم : حبة رمل ، دخلت جوفي ، أخرجيها .
وحاولت السمكة الصغيرة جهدها لإخراج
حبة الرمل ، من جوف المحارة ، لكن دون جدوى .
" 2 "
ــــــــــــــــــــــ
ابتعدت السمكة الصغيرة ، منذ ذلك
اليوم ، عن المحارة ، وقد تملكها شعور بالذنب ، ورغم أنها كانت تلهو أحياناً مع
رفيقاتها ، إلا أنها ظلت تحن إلى اللعب مع المحارة ، في قاع البحر .
ومن جهتها ، انشغلت المحارة بالبحث عن علاج لمصابها ، وقصدت الكثير من
الأسماك والمحارات ، لكنها لم تصل إلى نتيجة مرضية ، وذات يوم ، رأتها سلحفاة مسنة
، فتوقفت على مقربة منها ، وقالت : بنيتي، أراك حزينة ، ماذا بك ؟
وردت المحارة قائلة : دخلت حبة رمل جوفي ، أرجوك خلصيني منها .
وهزت السلحفاة العجوز رأسها ، وقالت : للأسف لا أستطيع ذلك ، اذهبي إلى
السمكة المنظفة ، لعلها تخلصك من حبة الرمل هذه .
" 3 "
ــــــــــــــــــــــ
بعد أيام ، جاءتها السمكة
المنظفة ، وحيتها قائلة : أسعدت صباحاً ، يا عزيزتي المحارة .
وردت المحارة بصوت واهن : أهلاً ومرحباً بك .
وتطلعت السمكة المنظفة إليها ، وقالت : يبدو أن ما سمعته كان مبالغاً فيه ،
فها أنت بخير وعافية .
فقالت المحارة : إنني مريضة ، لقد دخلت جوفي حبة رمل و ..
وقاطعتها السمكة المنظفة مبتسمة : وهذا ما يحبه صياد اللؤلؤ .
ونظرت المحارة إليها ، فقالت : حبة الرمل هذه ، التي دخلت جوفك ، ستصير
بمرور الأيام لؤلؤة ثمينة .
وتأهبت السمكة المنظفة للعودة من حيث أتت ، وقالت : أرجو أن لا يراك أي
صياد من صيادي اللؤلؤ ، إلى اللقاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق