الحصان العجوز
مسرحية للأطفال
بقلم : طلال حسن
دار القضاء ،
حارسان
عند الباب ، يدخل
الحاجب
الحاجب :
عمتما صباحاً .
الأول :
عمت صباحاً .
الثاني :
أهلاً ومرحباً .
الحاجب :
لم يأتِ الكاتب بعد .
الأول :
هذا وقته .
الثاني :
إنه لا يتأخر عادة .
الحاجب :
نعم ، حتى أنه يسبقني في الحضور
أحياناً .
أحياناً .
الثاني :
وخاصة إذا كان هناك من نقاضيه .
الأول :
لعل هذه من نِعم القاضي العادل .
الحاجب :
يبدو أن قاضينا ، بأحكامه الحازمة ،
ردع الكثير ممن يفكرون في الغش
أو الاحتيال أو الخروج على القانون .
ردع الكثير ممن يفكرون في الغش
أو الاحتيال أو الخروج على القانون .
الأول :
هذا ما يبدو .
الثاني :
أدامه الله .
الحاجب :
ها هو الكاتب .
الأول :
" ينظر إلى الخارج " نعم ، إنه هو ،
جاء مسرعاً .
جاء مسرعاً .
الثاني :
" ينظر بدوره إلى الخارج " وهذه أيضاً
من فضائل قاضينا العادل .
من فضائل قاضينا العادل .
يدخل الكاتب مسرعاً ،
ويتجه مباشرة إلى
مكتبه
الكاتب :
السلام عليكم .
الحارسان :
وعليكم السلام .
الحاجب :
أهلاً ومرحباً .
الكاتب :
سبقتني في الحضور اليوم .
الحاجب :
هذا ما أحاوله كلّ يوم ، ولا أنجح فيه
دائماً .
دائماً .
الكاتب :
" يتلفت " المهم أن نحضر قبل مولانا
القاضي .
القاضي .
الحاجب :
إن عدالته الحازمة لا تستثنينا .
الكاتب :
خاصة وأن المتقاضين قلة هذه الأيام .
الحاجب :
ويا للعجب .
الكاتب :
لا ، هذا ما نعرف أسبابه جميعاً ، إنه
قاضينا .
قاضينا .
الحاجب :
صه " يتجه نحو المدخل " مولانا
القاضي قادم .
القاضي قادم .
الكاتب :
" يقف وراء مكتبه " ....
الحارسان يستعدان ، القاضي
يدخل ، الحاجب يستقبله
الحاجب :
عمت صباحاً ، يا مولاي .
القاضي :
" يتجاوزه متجهاً إلى كرسيه " ....
الكاتب :
طاب صباحك ، يا مولاي .
القاضي :
أجلس .
الكاتب :
" يجلس فوراً " ....
القاضي :
" يجلس على كرسيه " ....
القاضي :
أرجو أن يكون كلّ شيء اليوم على ما
يرام .
يرام .
الحاجب :
بفضلك ، يا مولاي .
القاضي :
ها أنا جالس على كرسي القضاء .
الحاجب :
وسنقدم ليك المتقاضين ، يا مولاي ..
القاضي :
" ينظر إليه " ....
الحاجب :
حالما يحضرون ، يا مولاي .
القاضي :
" ينظر إلى الكاتب " يبدو أن مدينتنا
هي .. المدينة الفاضلة .
هي .. المدينة الفاضلة .
الكاتب :
إنها المدينة الفاضلة حقاً .
الحاجب :
والفضل يعود لك ، يا مولاي .
القاضي :
أريد أن أسمع صوت الجرس ، إنه لم
يدق منذ فترة ..
يدق منذ فترة ..
الحاجب :
سيدق إذا جاءه إنسان يتظلم .
القاضي :
لا يعقل أن لا يكون في مدينتنا هذه
متظلم واحد .
متظلم واحد .
الكاتب :
هذا ما يبدو ، يا مولاي .
القاضي :
أخشى أن يكون الجرس قد تعطل .
الحاجب :
مولاي ..
القاضي :
ما أدراك ، لعل أحد الظالمين عطله عن
عمد .
عمد .
الحاجب :
إنني أفحصه كلّ يوم ، قبل أن تأتي ، يا
مولاي ، وأنا متأكد أنه سيرن ، إذا سحب
أحدهم الحبل .
مولاي ، وأنا متأكد أنه سيرن ، إذا سحب
أحدهم الحبل .
الجرس يدق ،
القاضي
ينظر إلى الحاجب
القاضي :
ها هو يدق .
الحاجب :
لابد أن أحدهم قد سحب الجرس .
الكاتب :
سنعمل اليوم أخيراً .
القاضي :
" للحارسين " انظرا من المتظلم .
الأول :
" ينظر " أمر مولاي .
الثاني :
" ينظر هو الآخر " أمرك ، يا مولاي .
القاضي :
هذان اللعينان طال صمتهما .
الحاجب :
" متردداً " مولاي .
القاضي :
أيها اللعينان .
الأول والثاني : " يستديران " مولاي .
القاضي :
سألتكما أن تنظرا ، لا أن تناما نومة
أهل الكهف .
أهل الكهف .
الأول :
مولاي ، لم أرَ أيّ متقاض ٍ قرب
الجرس .
الجرس .
الثاني
: لا رجل ولا حتى امرأة .
الأول :
" يهمس للثاني " هناك حصان .
الثاني :
" بصوت هامس " صه ، الحصان ليس
رجلاً ولا امرأة .
رجلاً ولا امرأة .
القاضي :
أراكما تتهامسان .
الأول :
" خائفاً " لا شيء ، يا مولاي .
الثاني :
نعم ، يا مولاي ، لا شيء .
القاضي :
" للحاجب " اذهب أنت ، وانظر
اللاشيء ، الذي سحب الحبل ، ودقّ
الجرس .
اللاشيء ، الذي سحب الحبل ، ودقّ
الجرس .
الحاجب :
أمر مولاي " يتجه إلى الخارج " .
القاضي :
" يصيح " أسرع .
الحاجب :
" يخرج بسرعة " .القاضي "
أنا سمعت
الجرس ، سمعته يرنّ " للكاتب " لابدّ أنك
سمعته أنت الآخر ..
الجرس ، سمعته يرنّ " للكاتب " لابدّ أنك
سمعته أنت الآخر ..
الكاتب :
" يهمّ أن يردّ " ....
القاضي :
صحيح أنك ترى كما ترى البومة في
النهار ، لكنك تسمع جيداً .
النهار ، لكنك تسمع جيداً .
الكاتب :
" يلوذ بالصمت مغتاظاً "....
القاضي :
هذا الحاجب تأخر ، وكأني أرسلته إلى
جزيرة واق واق .
جزيرة واق واق .
الأول :
ها هو قادم ، يا مولاي .
القاضي :
ومعه رجل أو امرأة .
الثاني :
معه حصان .
القاضي :
حصان !
الأول :
حصان عجوز .
القاضي :
قل له أن يدخل وحده .
الحاجب يدخل مذهولاً ،
ويتقدم ببطء نحو القاضي
القاضي :
لا تقل لي ، إن أحداً لم يدق ذلك
الجرس اللعين .
الجرس اللعين .
الحاجب :
" يهز رأسه " ....
القاضي :
أو أنه دقّ خطأً .
الحاجب :
" يهز رأسه " ....
القاضي :
أين المتظلم إذن ؟
الحاجب :
بالباب ، يا مولاي .
القاضي :
رجل أم امرأة ؟
الحاجب :
لا رجل ولا امرأة .
القاضي :
لعله طفل .
الحاجب :
حصان ، يا مولاي .
القاضي :
حصان !
الحاجب :
عجوز .
القاضي :
" ينظر إلى الحارسين " ....
الأول :
رأيته بعينيّ هاتين ، يسحب الحبل بفمه
، ويدق الجرس .
، ويدق الجرس .
الثاني :
" يهزّ رأسه " إنه صادق ، يا مولاي ،
أنا أيضاً رأيته .
أنا أيضاً رأيته .
الأول :
أنا أعرفه ، يا مولاي ..
القاضي :
" يحملق فيه متسائلاً " ....
الأول :
الحصان ، يا مولاي ، وأعرف صاحبه
أيضاً .
أيضاً .
الثاني :
إنه يتسكع في الشوارع منذ أيام .
القاضي :
" يحملق فيه متسائلاً " ....
الثاني :
الحصان ، يا مولاي .
الحاجب :
الأفضل أن نبعده ، يا مولاي .
القاضي :
لا " يعتدل في جلسته " ..
الحاجب :
مولاي ..
القاضي :
لقد دقّ الجرس .
الحاجب :
إنه حصان ، يا مولاي .
القاضي :
لابد أن ظلماً قد وقع عليه ، فجاء يتظلم
، وسأحقّ الحق " يصيح " جيئوني
بصاحب الحصان .
، وسأحقّ الحق " يصيح " جيئوني
بصاحب الحصان .
الحاجب :
مولاي ..
القاضي :
الجميع كأسنان المشط ، متساوون أمام
القانون " يصيح " أيها الحارسان .
القانون " يصيح " أيها الحارسان .
الحارسان :
مولاي .
القاضي :
أحضرا صاحب هذا الحصان ، وليمثل
أمامي قبل منتصف النهار .
أمامي قبل منتصف النهار .
الحارسان :
أمر مولاي .
الحارسان يخرجان ، الحاجب
والكاتب ، يقفان
مذهولين
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق