فرط الرمان
قصة للفتيان
بقلم : طلال حسن
تمنى ملك ،
أن يرزقه الله ولداً ، وقال إذا كبر ، سأجري ساقيتين ، الأولى عسلاً ، والثانية
دهناً .
ورزق ولد ، سماه نور الزمان ، وأجرى ساقيتين عسلاً ودهناً
، وملأ الناس جرارهم ، وجاءت أخيراً امرأة عجوز ، واستقطرت ما بالساقيتين في جرتها
، فصوب نور الزمان سهماً ، وكسر جرتها .
ودعت العجوز على نور الزمان ، أن يقع في حب الأميرة فرط
الرمان ، وخرج الأمير يبحث عنها ، حتى وصل كوخاً ، فيه شيخ ، فأخبره إنها في مملكة
السعلاة ، وذهب إلى السعلاة ، فرضع من ثديها وهي نائمة ، وقال لها ، إنه صار كأحد
أولادها .
ودلته السعلاة على قصر أخيها الغول ، وأعطته خاتمها ،
وذهب إلى الغول ، فدله على قصر الأميرة فرط الرمان ، فوق الجبل العظيم .
وقال له الغول : قف تحت شباك القصر ، ونادِ
يا فرط
الرمان
اسحبي
المشتاق ، الذي جاء من واق .. واق
إذا مالت شعرها لك ، فتسلق به إليها وإلا سيأتي والداها
فيقتلانك .
وصل نور الزمان القصر ، ونادى فرط الرمان ، وفتحت الشباك
، ودلت شعرها ، وسحبته إليها ، أحبته فرط الرمان ، وأخبرته أن الغولان خطفاها ،
وربياها كابنتهما .
وجاء والداها ، فحولته إلى مكنسة ، ووضعته وراء الباب ،
وتشمما ما حولهما ، وقالا : إننا نشم رائحة بني آدم .
فقالت فرط الرمان : هذه رائحة إحدى ضحاياكما من البشر .
خرج الغولان في صباح اليوم التالي ، وأعادت فرط الرمان
الأمير إلى حالته الأولى ، ونزل الأمير نور الزمان ، والأميرة فرط الرمان ، وامتطيا الحصان ، ولاذا
بالفرار .
ولحق بهما الغولان ، عندما عرفا بهربهما ، فحولت الأميرة
فرط الرمان نفسها إلى منارة ، يقف فوقها الأمير للآذان ، فسأل الغولان المؤذن عن
الأمير والأميرة ، فقال إنه لم يرهما .
وعاد الأمير نور الزمان إلى والديه الملك والملكة ،
ففرحا به ، وكذلك الناس ، الذين ظنوا أنه مات ، وبعدها أقيمت الاحتفالات ، وتزوج
الأمير نور الزمان ، الأميرة فرط الرمان ، وعاشا عيشة سعيدة .
عن نصين عراقيين ، الأول " فتيت الرمان "
لكاتب من الموصل ، يوسف أمير قصير ، والثاني " فرط الرمان " لكاتب من
بغداد هو " كاظم سعد الدين " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق