سمكة فوق الشجرة
مسرحية للأطفال
طلال حسن
بيت
العمة دبة ،
الببغاء
أمام القفص
الببغاء : منذ يومين ،
والثعلب غائب ، لعله ذهب
فعلاً إلى الجبل الأخضر ، وصعد إلى
قمته ، ليأتي بذلك النبات الغريب ، الذي
يصيب من يأكله بجنون مؤقت ، يستمر
يومين أو ثلاثة أيام " يغالب ضحكه " كم
أخشى أن يدسه في طعام العمة دبة ،
فيصيبها .. " يضحك ثم يكتم ضحكته "
العمة دبة ، لو أكلت من هذا " يغالب
ضحكه " العمة دبة مجنونة ، آه "
يصمت " لكن اللعين ، قد يدسه لي ،
فأجن ، وقبل أن أفيق من الجنون ، يكون
قد حقق حلمه ، وأكلني ، الويل له "
ينصت " ها هو قادم ، فلأحذره .
فعلاً إلى الجبل الأخضر ، وصعد إلى
قمته ، ليأتي بذلك النبات الغريب ، الذي
يصيب من يأكله بجنون مؤقت ، يستمر
يومين أو ثلاثة أيام " يغالب ضحكه " كم
أخشى أن يدسه في طعام العمة دبة ،
فيصيبها .. " يضحك ثم يكتم ضحكته "
العمة دبة ، لو أكلت من هذا " يغالب
ضحكه " العمة دبة مجنونة ، آه "
يصمت " لكن اللعين ، قد يدسه لي ،
فأجن ، وقبل أن أفيق من الجنون ، يكون
قد حقق حلمه ، وأكلني ، الويل له "
ينصت " ها هو قادم ، فلأحذره .
يدخل الثعلب
مسرعاً ،
ويحدق بجنون في
الببغاء
الببغاء : الثعلب !
الثعلب : أيها الببغاء
، سأجن ، إن لم أكن قد
جننتُ فعلاً .
جننتُ فعلاً .
الببغاء : لابد أنك
صعدت إلى " يشير إلى
الخارج " القمة .
الخارج " القمة .
الثعلب : أي قِمة ؟
الببغاء : الجبل
الأخضر .
الثعلب : عمّ تتحدث ؟
يبدو أنك جننت .
الببغاء : العمة دبة
قالت ..
الثعلب : دعني من
العمة دبة ، وما قالته ، أنا
أقول لك إنني أكاد أجن ، لقد رأيتُ ما لم
يره أحد فوق ..
أقول لك إنني أكاد أجن ، لقد رأيتُ ما لم
يره أحد فوق ..
الببغاء : فوق قمة
الجبل ..
الثعلب : كلا ، ليس
فوق قمة الجبل ، فأنا لم
أذهب إلى الجبل ، وإنما فوق شاطىء
النهر .
أذهب إلى الجبل ، وإنما فوق شاطىء
النهر .
الببغاء : رأيت النبات
الغريب ، الذي ينمو فوق
قمة الجبل الأخضر ، لعل أحدهم قد
وضعه فوق الشاطىء ، فأكلت منه .
قمة الجبل الأخضر ، لعل أحدهم قد
وضعه فوق الشاطىء ، فأكلت منه .
الثعلب : أيها الأحمق
، أنا ثعلب ، والثعالب لا
تأكل النباتات .
تأكل النباتات .
الببغاء : لكن هذا
نبات خاص ، وهو شهيّ ، و ..
الثعلب : لقد اشتهيت
اليوم ، أن آكل سمكاً ،
وليتني لم أشتهِ .
وليتني لم أشتهِ .
الببغاء : سمكة من قمة
الجبل الأخضر ! آه
الأمر واضح الآن .
الأمر واضح الآن .
الثعلب : كلا ، أيها
المجنون ، سمكة من النهر ..
الببغاء : فذهبت إلى
قمة الجبل ..
الثعلب : " يصيح
بجنون " كفى .. كفى .
الببغاء : حسن ، حسن ،
لن أتكلم ، تكلم أنت ،
ذهبتَ إلى ..
ذهبتَ إلى ..
الثعلب : ركز مخك معي
.
الببغاء : ركزت ، مخي
كله معك ، تكلم .
الثعلب : ذهبتُ إلى
النهر ، واختبأت بين حشائش
الشاطىء ، لعل سمكة تقترب من حافة
النهر ، فأنقض عليها ، وأمسكها .
الشاطىء ، لعل سمكة تقترب من حافة
النهر ، فأنقض عليها ، وأمسكها .
الببغاء : هذا يعني ،
إنك لم تصعد إل قمة الجبل
الأخضر ، ولم ..
الأخضر ، ولم ..
الثعلب : " يحدق
فيه غاضباً " ....
الببغاء : عفواً ،
عفواً أكمل .
الثعلب : قلتُ لك ،
ركز مخك معي .
الببغاء : سأركز ،
أكمل ، أكمل .
الثعلب : فجأة ، وأنا
بين الأعشاب ، رأيتُ سمكة
غريبة ، تخرج من الماء ، وتسير على
الشاطىء ..
غريبة ، تخرج من الماء ، وتسير على
الشاطىء ..
الببغاء : السمكة !
الثعلب : ثم ابتعدت عن
الشاطىء ، وصعدت
شجرة عالية ..
شجرة عالية ..
الببغاء : السمكة !
الثعلب : وأكلت ما
وجدته في أعشاش العصافير
، من بيض وفراخ ..
، من بيض وفراخ ..
الببغاء : السمكة !
الثعلب : ثم نزلت من
الشجرة ، وعادت ثانية إلى
النهر ، واختفت في الماء .
النهر ، واختفت في الماء .
الببغاء : السمكة !
الثعلب : طبعاً السمكة
، وليس أمي ..
الببغاء : آه .. عفواً
.. عفواً ..
الثعلب : " يتراجع
منفعلاً " سيزداد جنوني ، إذا
استمريتُ في الحديث إليك ، أنت ببغاء
متخلف " يخرج " .
استمريتُ في الحديث إليك ، أنت ببغاء
متخلف " يخرج " .
الببغاء : " يهذي
" الثعلب لم يذهب إلى الجبل
الأخضر ، ولم يصعد إلى قمته ، ولم
يأكل من العشب الغريب ، الذي يصيب
من يأكله بالجنون المؤقت ، وإنما ذهب
إلى الشاطىء ، ورأى سمكة تسير "
يصيح منهراً " آآآآ .
الأخضر ، ولم يصعد إلى قمته ، ولم
يأكل من العشب الغريب ، الذي يصيب
من يأكله بالجنون المؤقت ، وإنما ذهب
إلى الشاطىء ، ورأى سمكة تسير "
يصيح منهراً " آآآآ .
تدخل
العمة دبة ،
وتقترب من الببغاء
العمة : ببغاء !
الببغاء : " بصوت
تخنقه الدموع " ماما ..
العمة : ماذا !
الببغاء : " ينزل
ويعانقها " ماما .. ماما .
العمة : ببغاء ، أنا
العمة دبة .
الببغاء : " يحدق
فيها صامتاً " ....
العمة : اهدأ يا
عزيزي ، وتمالك نفسكَ .
الببغاء : "
يتهاوى على المنضدة " آه .
العمة : " تربت
على رأسه " اهدأ ، وحدثني
عمّا جرى ، واطمئن ، يا عزيزي ، كل
شيء سيكون على ما يرام .
عمّا جرى ، واطمئن ، يا عزيزي ، كل
شيء سيكون على ما يرام .
الببغاء : الثعلب كان
هنا .
العمة : آه ..
الببغاء : وقال ، إنه
لم يذهب إلى الجبل الأخضر
..
..
العمة : " تحدق فيه " ....
الببغاء : ولم يصعد
إلى القمة ..
العمة : "
مازالت تحدق فيه " ....
الببغاء : ولم يأكل من
الأعشاب ، التي تسبب
الجنون المؤقت ..
الجنون المؤقت ..
العمة : " تهم
بالكلام " ....
الببغاء : " يقاطعها
" رغم أنه كان مجنوناً تماماً
، وهو يحدثني .
، وهو يحدثني .
العمة : وصدقته ؟
الببغاء : كنتُ سأصدقه
، لو لم يقل لي ، ما قاله
فيما بعد ، آه .
فيما بعد ، آه .
العمة : حسن ، قل لي
ما قاله ، وأنا سأقول لك
، ما إذا كان قد صعد إلى القمة ، وأكل
من العشب ، أم لا .
، ما إذا كان قد صعد إلى القمة ، وأكل
من العشب ، أم لا .
الببغاء : لم أصدقه ،
لكن عدوى ما أكله من
عشب ، في قمة الجبل ، انتقلت
إليّ ..
عشب ، في قمة الجبل ، انتقلت
إليّ ..
العمة : أخبرني بما
قاله .
الببغاء : قال إنه ذهب
إلى النهر ليصطاد سمكة
، لقد اشتهى أن يأكل السمك ..
، لقد اشتهى أن يأكل السمك ..
العمة : نعم ،
فالثعلب يحب السمك .
الببغاء : اسمعي ، يا
عمة ، أثر أعشاب قمة
الجبل الأخضر ..
الجبل الأخضر ..
العمة : حسن ، إنني
أسمع ، تكلم .
الببغاء : فرأى سمكة
غريبة ، تخرج من النهر ..
العمة : نعم .
الببغاء : وتسير على
الشاطىء ..
العمة : نعم .
الببغاء : وتصعد شجرة
عالية ، وتأكل ما في
أعشاشها ، من بيض وصغار ..
أعشاشها ، من بيض وصغار ..
العمة : نعم .
الببغاء : ثم تنزل من
الشجرة ، وتعود إلى النهر
، وتختفي في المياه .
، وتختفي في المياه .
العمة : هم م م ،
الآن تأكدتُ أن الثعلب لم
يصعد إلى قمة الجب الأخضر ..
يصعد إلى قمة الجب الأخضر ..
الببغاء : " يحدق
فيها " ....
العمة : ولم يأكل
الأعشاب ، التي تسبب
الجنون المؤقت ..
الجنون المؤقت ..
الببغاء : " يصيح
" ماذا تقولين !
العمة : ببغاء ، اهدأ
..
الببغاء : "
منفعلاً "والسمكة التي تصعد من
النهر ، وتمشي عل الشاطىء ..
النهر ، وتمشي عل الشاطىء ..
العمة : واضح أن
الثعلب ، لم يرَ من قبل ، مثل
هذه السمكة ، فطاش عقله .
هذه السمكة ، فطاش عقله .
الببغاء : أيتها العمة
، لا أظنك جادة .
العمة : بل جادة كلّ
الجد .
الببغاء : أتوجد مثل
هذه السمكة !
العمة : نعم ، وهي
ليست الوحيدة ، التي تخرج
من الماء ، وتسير على اليابسة .
من الماء ، وتسير على اليابسة .
الببغاء : سأجن ..
العمة : وهناك سمكة
تعيش فترة من حياتها ،
في المياه العذبة ، في الأنهار والبحيرات
،وفي البرك المقفلة ، وتعيش فترة أخرى
في البحار ، حيث تضع بيضها .
في المياه العذبة ، في الأنهار والبحيرات
،وفي البرك المقفلة ، وتعيش فترة أخرى
في البحار ، حيث تضع بيضها .
الببغاء : سمعت بمثل
هذه الأسماك ، ربما منك ،
كأسماك السلمون .
كأسماك السلمون .
العمة : لا ، أنا
أتحدث الآن عن سمك آخر ،
اسمه الحريث .
اسمه الحريث .
الببغاء : لا مشكلة ،
فهذه الأسماك تنحدر مع
الأنهار ، إلى البحر .
الأنهار ، إلى البحر .
العمة : حسن ، ولكن
ماذا عن الأسماك ، التي
تعيش في البرك المقفلة ؟
تعيش في البرك المقفلة ؟
الببغاء : " ينظر
إليها متسائلاً " ....
العمة : إنها ، يا
عزيزي ، تصعد من البركة ،
وتسير على الأعشاب الندية ، حتى تصل
نهراً قريباً .
وتسير على الأعشاب الندية ، حتى تصل
نهراً قريباً .
الببغاء : " يصعد
صامتاً إلى مكانه " ....
العمة : ببغاء ..
الببغاء : دعيني ،
أريد أن أنام .
العمة : اسمع ،
سأحدثك عن الأسماك العمياء ،
والأسماك المضيئة ، والأسماك الطائرة ،
والأسماك المنظفة ، والأسماك التي لا
تبيض وإنما تلد ، والأسماك ..
والأسماك المضيئة ، والأسماك الطائرة ،
والأسماك المنظفة ، والأسماك التي لا
تبيض وإنما تلد ، والأسماك ..
الببغاء : ماذا لو
حدثتكِ عن الأسماك التي
ترقص وتغني ..
ترقص وتغني ..
العمة : " تبتسم
" ....
الببغاء : لم تصدقيني
.
العمة : إنني أصدق ما
ألمسه أو أراه .
الببغاء : "
يتمدد " سأنام ، وأصعد في الحلم ،
إلى قمة الجبل الأخضر ، وأجلب بعض
الحشائش ، التي تسبب الجنون .
إلى قمة الجبل الأخضر ، وأجلب بعض
الحشائش ، التي تسبب الجنون .
العمة : ستنام ،
وتهدأ ، ولن تأكل حتى في الحلم
، هذه الحشائش ، إنني أعرفك ، وأنا
أحبك ، وأعتز بك .
، هذه الحشائش ، إنني أعرفك ، وأنا
أحبك ، وأعتز بك .
الببغاء : آه أنت حقاً
ماما .
العمة : " تربت
على رأسه " بنيّ العزيز ، نم ،
تصبح على خير .
تصبح على خير .
الببغاء : تصبحين على
خير .
الببغاء
يغمض عينيه ،
العمة تعود إلى مكانها
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق