رحلة السمان
والمنصب
قصة للأطفال
بقلم : السيد شليل
إحدى أسباب حبى لزيارة بيت جدى ، في أوائل شهر أغسطس من كل عام هي
تتبع رحلة صيد السمان ، والتي يستعد لها كل أهل القرية المطلة على البحر ،
بتجميعهم كميات كبيرة من الشباك المخصصة لهذا الغرض ، وتوزيعها على المحترفين
منهم لغزلها.
هناك طريقتان لغزل الشباك ،حتى لا يفر منها الطائر لذيذ الطعم ، الأولى
والتي تكون في مواجهة البحر تماما ، عيونها المغزولة واسعة بعض الشيء ، حتى إذا أتي الطائر
المهاجر في أسراب قادما من أوروبا قاطعا مسافات طويلة عبر البحر، فيصل منهك القوى
، فلا يجد أمامه سوي الشباك المثبتة ، بعناية إحكام على الشاطئ ، فيدخل فيها ، أما
النوع الثاني فتكون العيون المغزولة ضيقة
، حتى إذا فر الطائر من الأولى ، دخل في الثانية فلا يستطع الهروب أبدا.
وتأتي مهمة مجموعة أخرى من أهل القرية ، يبدأون في تثبيت أعداد كبيرة
من الغاب الرومي المتين بطول الشاطئ ، وبارتفاع مترين ونصف المتر، ثم تليهم مجموعة
أخرى تأخذ الشباك المغزولة وتعلقها على أعواد الغاب الرومي ، فيبدأون بالشباك
الواسعة ومن خلفها الشباك الضيقة ، وهنا تنتهي مهمتهم ،وتبدأ مهمتنا يحمل فيها كل
مجموعة من الأولاد والبنات قفصا من الجريد
، وبالطريقة التي علمني إيها جدي أمسك بالطائر المتعب ، محاولا الابتعاد عن منقاره
الصغير ، وبعد السيطرة عليه أنزع ريشتين من جناحيه ، وأضعه
داخل القفص إذا كنا نريده حيا ، وبعد الانتهاء من اللف على الشباك بطول الشاطئ ،
وبعد التأكد من خلوها تماما ، نرفع الأقفاص وقد ملئت بعضها بالطائر المهاجر،
عائدين إلى البيوت التي بدأت تظهر مع خيوط النهار الأولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق