وحوش النباتات
مسرحية للأطفال
طلال حسن
الببغاء وحده ، يجثم
قريباً من القفص
الببغاء :
العمة دبة مشغولة ، هذه الأيام بالنباتات
، ومن حسن الحظ ، أنه قلما يأتينا أحد
من المزعجين الآن ، أمثال دبدوب
وسلحوفة والثعلب و .. " الباب يُطرق "
الخطأ خطئي ، ذكرت القط ، فجاء ينط "
الباب يُطرق ثانية " أيها الثعلب ، العمة
دبة ليست في البيت .
، ومن حسن الحظ ، أنه قلما يأتينا أحد
من المزعجين الآن ، أمثال دبدوب
وسلحوفة والثعلب و .. " الباب يُطرق "
الخطأ خطئي ، ذكرت القط ، فجاء ينط "
الباب يُطرق ثانية " أيها الثعلب ، العمة
دبة ليست في البيت .
الأرنبة :
" من الخارج " اطمئن ، يا ببغاء ،
لستُ الثعلب ، وإنما الأم أرنبة .
لستُ الثعلب ، وإنما الأم أرنبة .
الببغاء :
آه الأرنبة ، أم أرنوب ، هذا صوتها "
بصوت مرتفع " الباب مفتوح ، ادفعيه
وادخلي .
بصوت مرتفع " الباب مفتوح ، ادفعيه
وادخلي .
الأم أرنبة ، تدفع
الباب بهدوء ،
وتدخل
الأم :
طاب يومكَ ، يا ببغاء .
الببغاء :
طاب يومكِ ، أرنوب ليس معكِ ، أرجو
أن يكون بخير .
أن يكون بخير .
الأم :
أبقيته في البيت ، وأغلقتُ عليه الباب ،
فالثعلب يحوم في الجوار .
فالثعلب يحوم في الجوار .
الببغاء :
لو كنتُ العمة دبة ، لخنقته ، وخلصتُ
منه أرنوب وسنجوب و ..
منه أرنوب وسنجوب و ..
الأم :
حتى لو قتلته العمة دبة ، فهناك الذئب
والضبع والفهد والصقر والكلاب البرية
و ..
والضبع والفهد والصقر والكلاب البرية
و ..
يُدفع الباب ، وتدخل
العمة دبة ، حاملة
سلتها
العمة :
أم أرنوب ؟ أهلاً ومرحباً .
الأم :
أهلاً بكِ .
العمة :
" تضع سلتها على المنضدة " لابد
أنكما كنتما تتحدثان عن الثعلب .
أنكما كنتما تتحدثان عن الثعلب .
الببغاء :
الثعلب وغيره .
الأم :
الحياة هنا في الغابة لا تطاق ، فهي
مبنية على القسوة والافتراس .
مبنية على القسوة والافتراس .
العمة :
هذه هي الغابة منذ أن وجدت .
الأم :
لنكن منصفين ، ليس كلّ من في الغابة
قتلة وسفاحين .
قتلة وسفاحين .
الببغاء :
هناك السلاحف مثلاً ..
العمة :
السلاحف تفترس الأسماك وغير
الأسماك .
الأسماك .
الببغاء :
والطيور ..
العمة :
البومة من الطيور ، وكذلك العقاب
والصقر والنسر .
والصقر والنسر .
الأم :
ليتنا في الغابة نباتات ، فليس بينها ثعلب
أو تمساح أو ضبع أو ..
أو تمساح أو ضبع أو ..
الببغاء :
أو دب ..
العمة :
" تنظر إليه " ببغاء ..
الببغاء :
الدب يأكل الأسماك والطيور
والحشرات ، والنحل وكلّ ما في الخلية
من شمع وعسل ويرقات و ..
والحشرات ، والنحل وكلّ ما في الخلية
من شمع وعسل ويرقات و ..
العمة :
" تنظر إليه " ببغاء ..
الأم :
كفى ، يا ببغاء .
الببغاء :
" يصمت " ....
الأم :
عفواً ، جئتُ أسلم عليكِ .
العمة :
أشكركِ .
الببغاء :
" يتمدد " الأفضل أن أنام .
الأم :
" تصمت " ....
العمة :
ما قلتماه عن بعض الحيوانات صحيح ،
" للببغاء " وحتى ما قاله عن الدب ،
صحيح أيضاً .
" للببغاء " وحتى ما قاله عن الدب ،
صحيح أيضاً .
الببغاء :
" يعتدل " عفواً ، أيتها العمة .
العمة :
لا عليك .
الببغاء :
أنتِ تعرفين كم أحبكِ ، ثم " يغالب
ابتسانته " أنتِ لستِ من الدببة .
ابتسانته " أنتِ لستِ من الدببة .
العمة :
" تبتسم " بل دبة بامتياز .
الببغاء :
سأوافقكِ ، حتى لا تقولي ، إنني أخالفكِ
في كلّ شيء .
في كلّ شيء .
الأم :
" تبتسم " ....
العمة :
قلتِ أنه ليس بين النباتات قتلة
وسفاحون ، وهذا خطأ .
وسفاحون ، وهذا خطأ .
الأم :
ماذا !
الببغاء :
لا يمكن أن يكون بينها ثعالب وذئاب
وضباع و ..
وضباع و ..
العمة :
بل بينهم كلاب وحشية ، ومصاصو
دماء ، وتماسيح ، وأكلة لحوم البشر ..
دماء ، وتماسيح ، وأكلة لحوم البشر ..
الببغاء :
الويل لهم .
الأم :
وكلّ ظني أنهم كائنات مسالمة .
العمة :
هناك نبات اسمه " جاك في المقصورة
" ، منه ذكر ومنه انثى ، تأتي ذبابة
صغيرة ، وتدخل مقصورة الذكر ،
وتعاني من ضيق المكان ، وترفرف
بأجنحتها ، فتحمل حبوب الطلع ، وعندما
تدخل مقصورة الأنثى ، وتعطيها حبوب
الطلع ، لا تسمح لها بالخروج ، وتبقى
هناك حتى الموت .
" ، منه ذكر ومنه انثى ، تأتي ذبابة
صغيرة ، وتدخل مقصورة الذكر ،
وتعاني من ضيق المكان ، وترفرف
بأجنحتها ، فتحمل حبوب الطلع ، وعندما
تدخل مقصورة الأنثى ، وتعطيها حبوب
الطلع ، لا تسمح لها بالخروج ، وتبقى
هناك حتى الموت .
الببغاء :
هذا هو الفرق بين الذكر والأنثى .
الأم :
" تهز رأسها " الذكر الطيب ..
الببغاء :
الأنثى كانت جاحدة .
العمة :
آه من الذكور .
الأم :
مهما يكن ، " فجاك في المقصورة "
ربما هو الوحيد .
ربما هو الوحيد .
العمة :
بل واحد من عشرات .
الببغاء :
حدثينا .. حدثينا .
العمة :
كما أن في الحيوانات وحوش وقتلة ،
كذلك في النباتات ، من بينهم خناق
الذباب ، وآكلة الحشرات الندية
،ومصيدة فينوس ، ونبات الكوبرا..
كذلك في النباتات ، من بينهم خناق
الذباب ، وآكلة الحشرات الندية
،ومصيدة فينوس ، ونبات الكوبرا..
الببغاء :
أيتها العمة ..
العمة :
والزهرة الفخ ، و ..
الببغاء :
الكوبرا ، ما أعرفه إنها أفعى ،
والأفعى حيوان ، وليس نبتاً .
والأفعى حيوان ، وليس نبتاً .
العمة :
إنه نبات يشبه أفعى الكوبرا .
الببغاء :
ليتكِ تحدثينا عنه .
العمة :
لنبات الكوبرا هذا رأس مجنح ،
وعينان بيضاويتان ، تجذب الحشرات ،
برحيقها الحلو ، ورائحته العذبة ، تندفع
الحشرات إلى العينين ، وتجد فتحة
فتدخلها ، فتغلق خلفها ، إنها مصيدة
رهيبة ، وهي أيضاً معدة نبات الكوبرا ،
التي تهضم الحشرات ، وتمتصها .
وعينان بيضاويتان ، تجذب الحشرات ،
برحيقها الحلو ، ورائحته العذبة ، تندفع
الحشرات إلى العينين ، وتجد فتحة
فتدخلها ، فتغلق خلفها ، إنها مصيدة
رهيبة ، وهي أيضاً معدة نبات الكوبرا ،
التي تهضم الحشرات ، وتمتصها .
الببغاء :
آه إنه كوبرا النباتات بحق .
الأم :
هذا فضيع حقاً ، نباتات تأكل حشرات .
العمة :
وهناك نباتات ظالمة ، تتطفل على
نباتات أخرى ، وتسرق غذاءها .
نباتات أخرى ، وتسرق غذاءها .
الببغاء :
يمكن أن أفهم كلّ هذا على فضاعته ،
نباتات تأكل حشرات ، أو تأكل نباتات
أخرى ، أما نباتات تأكل البشر ، فهذا ما
لا يمكن أن أفهمه .
نباتات تأكل حشرات ، أو تأكل نباتات
أخرى ، أما نباتات تأكل البشر ، فهذا ما
لا يمكن أن أفهمه .
العمة :
ستفهمه إذا عرفت هذه النباتات ،
وشكلها ، وحجمها .
وشكلها ، وحجمها .
الببغاء :
لا أظنه بحجم التمساح مثلاً .
العمة :
اسمع ، سأصف لك واحداً ، وستتمنى
أن لا تراه ، حتى في الحلم .
أن لا تراه ، حتى في الحلم .
الأم :
أيتها العمة ، أرفقي بنا ، أنت تعرفين
أن بين الببغاوات أرانب .
أن بين الببغاوات أرانب .
الببغاء :
" للأم " سدي أذنيكِ ، أنتِ أرنبة .
الأم :
مهما يكن ، أريد أن أعرف .
العمة :
حسن ، اسمعا .
الببغاء :
نريد حقائق .
الأم :
نعم ، حقائق ، وليكن ما يكون .
العمة :
في جزيرة مدغشقر ، في المحيط
الهندي ، شجرة عجيبة تأكل الانسان ..
الهندي ، شجرة عجيبة تأكل الانسان ..
الببغاء :
كما تأكل الدببة الأرانب .
الأم :
" محتجة " ببغاء .
العمة :
وهذه الشجرة تشبه الصنوبر ، لها أربع
ورقات فقط ، طول الواحدة " 80 "
سنتمتراً ، وعرضها " 40 " سنتمتراً ،
وهي تتدلى من الشجرة ، وإذا تسلق أحد
النبتة ، ولمس زهورها ، فإن الأوراق
الأربع المتدلية ، ترتفع وتنطبق عليه ،
ولا تعود إلى ما كانت عليه إلا بعد مرور
أسبوعين ، أما الإنسان فلا يبقى منه
غير رأس مسلوخ .
ورقات فقط ، طول الواحدة " 80 "
سنتمتراً ، وعرضها " 40 " سنتمتراً ،
وهي تتدلى من الشجرة ، وإذا تسلق أحد
النبتة ، ولمس زهورها ، فإن الأوراق
الأربع المتدلية ، ترتفع وتنطبق عليه ،
ولا تعود إلى ما كانت عليه إلا بعد مرور
أسبوعين ، أما الإنسان فلا يبقى منه
غير رأس مسلوخ .
الببغاء : " يتمدد " أيتها العمة ..
الأم :
" تتجه نحو الباب " ليتني لم أسمع هذا.
الببغاء :
أريد أن أنام .
الأم :
الثعلب أرحم من هذه النبتة .
الببغاء :
سأنام إذا استطعت .
الأم :
" عند الباب " من حسن الحظ ، إننا
لسنا في جزيرة مدغشقر .
لسنا في جزيرة مدغشقر .
الببغاء :
" ينقلب نحو الحائط " لا يبقى غير
رأس مسلوخ ، وأريد أن أنام .
رأس مسلوخ ، وأريد أن أنام .
الأم :
" تخرج " ....
الببغاء :
" يرفع صوته " أيتها الأرنبة الأم ، لا
تحلمي بمدغشقر .
تحلمي بمدغشقر .
الأم :
" من الخارج " لن أنام حتى أنسى ،
ولن أنسى .
ولن أنسى .
العمة :
مهما يكن ، فالذنب ليس ذنبي ، هذه هي
الحياة .
الحياة .
الببغاء :
آه .
العمة :
ولكن ، يا ببغاء ، لا تنسَ الأزهار ..
والفراشات .. والعصافير .. و ..
والفراشات .. والعصافير .. و ..
الببغاء :
: أيتها العمة ، دعيني أنم .
العمة دبة تصمت ،
الببغاء يغط في النوم
إظلام
24 / 4 / 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق