دبدوب وسمكة القوبي
بقلم: طلال حسن
" 1 "
ـــــــــــــــ
استيقظ دبدوب مبكراً ، على غير
عادته ، وفتح عينيه ، وصاح : ماما ، إنني جائع ، أريد سمكة قوبي .
وابتسمت الأم ، وقالت : سمكة قوبي
! يبدو أنك نمت جائعاً ، ورأيت هذه السمكة في المنام .
فاعتدل دبدوب ، وقال : لا ، حدثتني عنها دبدوبة ، وقالت ، إن أمها اصطادت
لها سمكة قوبي .
وهمهمت الأم ، وقد تراجعت ابتسامتها ، فتابع دبدوب قائلاً : هذا ما قالته
دبدوبة ، ودبدوبة مثلي ، لا تقول غير الصدق .
وحملت الأم سلتها ، متأهبة للذهاب إلى الشاطىء ، وقالت : سمكة القوبي سمكة
صغيرة ، فإذا عرفت بعض الشيء عنها ، أعطيتك عند منتصف النهار ، سمكة سلمون كبيرة .
" 2 "
ـــــــــــــــ
خرج دبدوب من البيت ، بعد أن
ذهبت أمه إلى الشاطىء ، وانطلق إلى العمة دبة ، ليسألها عن سمكة القوبي ، لكنها لم
تكن في البيت .
ومضى إلى الشاطىء ، لعله يرى العمة دبة أو أي كائن آخر ، يعرف شيئاً عن
سمكة القوبي ، ولمح بين الصخور ، سمكة غريبة ، وكأنها كلها رأس ، فأمسك يها ، وقال
: أنت سمكة قوبي .
وولولت السمكة قائلة : لا ، أطلقني أرجوك ، إنني سمكة شمسية .
وحدق دبدوب فيها ، وقال : حسن ، حدثيني عن سمكة القوبي ، وسأطلق سراحك .
فقالت السمكة الشمسية : القوبي سمكة جميلة ، كثيرة العدد ، لكنها لا تعيش
هنا ، بل في مكان بعيد جداً ، وهي بخلاف الأسماك الأخرى ، تلد ..
واتسعت عينا دبدوب ، وصاح : تلد !
فردت السمكة الشمسية ، وهي تلهث : نعم ، تلد ما بين " 6 " إلى
" 60 " سمكة ، و ..
وضغط دبدوب على السمكة الشمسية ، وهو يقول : أنت تكذبين ، سأقتلك .
ومن حسن حظ السمكة الشمسية ،
أنها انزلقت من بين يدي دبدوب ،
وما كادت تلمس الماء ، حتى لاذت بالفرار ، وتوارت بين الصخور .
" 3 "
ـــــــــــــــــ
عاد دبدوب ، عند منتصف النهار ،
إلى البيت ، ورأى سمكة سلمون كبيرة ، تنتظره على المائدة ، وتطلع دبدوب إلى أمه ،
ثم قال : إنني أستحق هذه السمكة.
فردت أمه قائلة : لنرَ .
وأخذ دبدوب يتكلم ، وراحت أمه تهز رأسها موافقة : القوبي سمكة جميلة ،
كثيرة العدد ، تعيش في مكان بعيد ، بعيد جداً ، وهي .. أي سمكة القوبي .. تبيض من
" 6 " إلى ..
وهنا توقفت الأم عن هز رأسها ، وصمت دبدوب لحظة ، ثم قال منفعلاً : الحقيقة
أنني أمسكت سمكة شمسية ، وسألتها عن سمكة القوبي ، فكذبت عليّ ، وقالت ، إن سمكة
القوبي تلد ، ولا تبيض ، فأكلتها ..
وحدقت الأم فيه لحظة ، ثم قالت : أنت أكلت السمكة الشمسية ؟
فرد دبدوب قائلاً : نعم أكلتها ، فأنا لا أحتمل الكذب .
ورفعت الأم سمكة السلمون عن المائدة ، وقالت : أنت الآن لا تستحق سمكة
السلمون هذه .
ونظر دبدوب إلى أمه متسائلاً ، فتابعت قائلة : إن السمكة الشمسية بخلافك ،
يا دبدوب ، لم تكذب .
واحتج دبدوب بصوت مختنق : ماما .
فقالت الأم ، دون أن تلتفت إلى احتجاجه : أنت ، للأسف ، من يكذب ، فلو أكلت
حقاً هذه السمكة ، لما كنت واقفاً أمامي الآن ، فالسمكة الشمسية سمكة سامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق