عربة
العم شاكر
مسرحية للأطفال
تأليف: عبد الله جدعان
الشخصيات :
عاصم : - طفل في
العاشرة من العمر
زهير : - طفل في
العاشرة من العمر
جميل : - طفل في
العاشرة من العمر
العم شاكر :-
متوسط العمر
المنظر/ (زقاق في
محلة شعبه )
عاصم / (ممسك بكرة القدم وهو ينظر خارج المسرح ) تأخر جميل ؟ ..ربما هو
نائم
زهير / (يدخل المسرح وهو يرتدي ملابس رياضية) مرحبا عاصم. أين الأصدقاء
؟ .. ماذا سنلعب اليوم ؟
عاصم / أهلا بك يازهير . أراك متعجلا . انتظر قليلا سيأتي جميل وباقي الأصدقاء
زهير / حسنا أنني عطشان سأذهب الى الدكان لاشتري علبة عصير ( يهم للذهاب)
عاصم / انتظر ( ينظر نحو الأفق ) لقد جاء جميل
جميل/ (يدخل المسرح ويبدو عليه التعب ) عذرا لقد تأخرت قليلا
عاصم/ كنت نائما كعادتك
جميل / كلا ، لكن كما تعرفون نحن في فصل الصيف .. وهي عطلتنا .. وأمي طلبت
مني ومن أختي جميلة أن نعمل سويا على تنظيف زاج النوافذ المراوح السقفية
عاصم (يضحك قليلا ) لهذا يبدو عليك التعب والجهد
جميل / كلا، لكنني نظرت الى الساعة وعرفت بأنني قد تأخرت عليكم لذا جئتكم
راكضا وأنت يا زهير الى أين
تريد أن تذهب؟
زهير / أحسست بالعطش فأردت الذهاب لاشتري علبة عصير
جميل / جميل انك لم تذهب
زهير/ ( باستغراب ) لماذا ؟
جميل / لأنك إذا شربت كأسا من عصير الرمان الذي يصنعه العم شاكر سوف
لن تنسى مذاقه أبدا وستبحث
عنه لتشرب كأسا كل يوم
زهير /هل يصنع العصير من الفواكه الطازجة
جميل / كلا ، ولكن هناك سر
عاصم /سر في شربت العم شاكر
جميل /نعم
عاصم/ ( بإلحاح ) وما هو ؟
جميل/ كلا . لن أخبركم به
زهير/ لماذا ؟
جميل / لأنه بعد قليل سيأتي العم شاكر وهو يدفع عربته وستشاهدون ..
وتستمعون ..وتتذوقون أحلى عصير (عاصم وزهير باستغراب يتبادلان فيما بينهما
النظرات . (يسمع صوت العم شاكر من خارج المسرح وهو يردد العبارات التالية )
العم شاكر/ اشرب يا عطشان عصير الرمان
(تدخل العربة التي يدفعها العم شاكر ويتوسطها إناء
فيه الشربت وعلى مقربة منه صندوق الحكايات الذي لصقت على جدرانه صور لشخصيات
خيالية وحيوانية وكارتونية بألوان زاهية)
عاصم وزهير( يحدقان بالعربة بانبهار وهم يدورون
حولها )
جميل/ لقد جئت في الوقت المناسب . كيف حالك أيها
العم شاكر؟
العم شاكر / بخير والحمد لله ..ها ؟ انتهى العام
الدراسي ..وجاءت العطلة الصيفية
جميل / نعم
العم شاكر /وماهي نتيجتك ؟
جميل / ناجح
العم شاكر / فقط
جميل/ الأول
العم شاكر/ ( بفرح غامر ) أحسنت يأبني . ولهذا
سأسقيك أنت وأصدقائك عصير الرمان على حسابي
جميل / شكرا لك على هذا الاهتمام . لكن أنا من
سيدفع الثمن بمناسبة النجاح
زهير / ( على عجلة) أعطني كأسا أيها العم
العم شاكر / ولم العجلة يأبني
زهير / لسببين أولهما لأني عطشان .. والثاني
لكثرة ماسمعته عن العربة والعصير
أنا متلهف لتذوقه
عاصم / وأنا أيضا كذلك
العم شاكر ( يضحك ثم ينظر الى جميل ) تمهلوا
قليلا ،على مايبدو أنكم لاتعرفون
قواعد الشرب
جميل / نعم
عاصم / وهل هناك قواعد حتي نشرب العصير ؟ ؟
جميل / نعم وسيشرحها لكم العم شاكر
العم شاكر / اسمعوا يااولادي الأعزاء .. منذ أن
أحلت على التقاعد فكرت أن أجد عملا أبث فيه روح المحبة وأزرع المعرفة لكل طفل وها
أنا أجوب الطرقات بعربتي هذه
لأبيع عصير الرمان
زهير/ لم أفمهم منك شيئا
عاصم / وأنا كذلك
العم شاكر / فكرت أن يرافق هذا العصير شيء ما
زهير / كأن تضيف للعصير طعم التفاح ليصبح كوكتيل
العم شاكر / كلا
عاصم/ بل تضيف له جوز الهند أو فستق العبيد
المجروش
العم شاكر/ أنني كنت موظفا في المكتبة العامة وقرأت
الكثير من الكتب والقصص فأصبحت ملما بالمطالعة الحرة
زهير/ ماذا تقصد بالمطالعة الحرة
العم شاكر / انه أجمل سؤال وهي الكتب غي المدرسة
مثل .. الروايات .. القصص .. دواوين الشعر ..مذكرات المشاهير .. حكايات السير
عاصم / والكتب المدرسية التي قراناها .. أليس
فيها نفع أو قيمة
العم شاكر/ طبعا إن الكتب المدرسية التي تقرئونها
في الشتاء مهمة ومفيدة
حقا . لكنها لا تكفي وحدها لتكوين الشخصية
الثقافية فهذا هو دور الكتب غير المدرسية والتي تسمى بالمطالعة الحرة .
زهير /( مع عاصم ) حقا ياعاصم توجد في مدرستا
مكتبة فيها الكثير من القصص والروايات
عاصم / يا حسرتي نقرأ ألقطعة على باب المكتبة
لكن لا ندخلها ..؟؟
جميل / ما يؤسفني يا أصدقاء أصبحت منسية كدرس
التربية الرياضية والفنية
العم شاكر / ليس بالضبط مثل ماتقوله ياجميل ..
لكن الظرف الأمني وقله المعلمين من هذا الاختصاص أعتقد هو وراء سبب تناسي مادتي
التربية الفنية والرياضية
جميل / أسمعتم ما قاله العم شاكر . وانتم في هذا
الحر القاتل تودون ان نلعب الكرة ركلات الجزاء أو الطبطبة والى غير ذلك من الحركات
زهير / تقصد أن نبتعد عن الألعاب الجسدية ونهتم
بقراءة الكتب والقصص
جميل / في كل عطلة صيفية كنا فيما مضى نذهب الى
مراكز الشباب لنمارس نشاطات مختلفة كالرياضة والموسيقى والخط والرسم .. لكن ألان
من يستطيع الذهاب بعيدا عن البيت
العم شاكر / أحسنت ياجميل
عاصم / إذا كيف سنقضي أيامنا في العطلة الصيفية
زهير / أبي طلب مني البارحة أن اذهب معه الى محل
عمله
العم شاكر / ( بفرح) وماذا يعمل أباك
زهير / يعمل خياط
العم شاكر / ما اسمك
زهير / زهير
العم شاكر /اسمع يازهير . ليس من العيب أن يذهب
كل واحد منكم للعمل مع أبيه أواحد أقربائه لاكتساب خبرة ولجمع قليل من المال لشراء
ما يلزمه عند بدء العام
الدراسي
جميل/ شكرا على نصائحك أيها العم ولا أستطيع أن اصف لك مقدار سعادتي
حينما أجد رجلا مثلك يقدم على فعل الخير لنا .
العم شاكر / اسمعوا يا أولاد تجارب الحياة لها
دور في تكوين الشخصية وكم هي مفيدة للإنسان وجميل أن يستثمر وقت الفراغ للمطالعة
أو التعلم. لأنكم عندما تكبرون وجهه ابتسامة رضا ومحبه
جميل ستعرفون بان المطالعة مثمرة وستغنيكم
بالمعلومات والخبرة .
عاصم/ عرفنا السبب المباشر لصندوق الحكايات لكن
ماهو السبب الغير مباشر .
العم شاكر / انتم تعرفون إن كل بيت لايخلو من
الصحن اللاقط وما يبثه من برامج غير هادفة لا تليق بالأطفال والعائلة لذا قررت أن
اصنع هذا الصندوق لتقديم الحكايات
زهير /
هذا العمل أليس فيه جهدا لك؟
العم شاكر / لا يمكن أن اصف لك مقدار سعادتي وأنا
احكي لكم الحكايات والكل يصغي لها
جميل(مع عاصم وزهير) كفاكما أسئلة( مع العم شاكر)
ماذا لديك اليوم ياعم؟
العم شاكر/ لاشيء ولكن عددكم ثلاثة لننتظر ربما
سيأتي آخرين
جميل / (يعطي
النقود للعم شاكر)
العم شاكر/ (هازا رأسه للدلالة على عدم الموافقة
) لا.يابني
جميل / لا تهتم أيها العم شاكر . كما قلت لك قبل
قليل سنحتفل اليوم بمناسبة نجاحي وسأقدم العصير لكل قادم وعلى حسابي ( يخرج من
جيبه نقودا ورقية ثم يعطيها للعم شاكر ) خذ هذه النقود. هل تكفي ؟
العم شاكر / ( يأخذ النقود وهو فرحان) لكن هذا
كثير يأبني
جميل / ليس أكثر من نصائحك لنا أيها العم شاكر .
صب لنا العصير
العم شاكر /( يبدأ بصب عصير الرمان في الكؤوس ثم
يعطي لكل من جميل وعاصم وزهير)
زهير ( يأخذ الكأس ثم يجلس صامتا لا يشرب وهو
ينظر صوب صندوق الحكايات )
جميل/ ما بك لماذا لا تشرب؟مذاقه رائع
زهير / أنني متلهف السماع الحكاية أولا
العم شاكر(يضحك) طيب انتبهوا سأقص لكم حكاية .
( يضع في يده اليمنى قناع (ماسك) طير البلبل وفي
يده الشمال قناع (ماسك) طير اللقلق ثم يضعهما بداخل الصندوق ، ويبدأ بسرد الحكاية
ويفضل أن تسجل (بلي باك – ستريو ) لإضفاء الانتباه وجمالية الصوت )
صوت العم شاكر / سأصطحبكم في هذه الجولة الى
حكاية فيها حكمة لما حل بنا من دمار والآلام . بعد أفضل الصلاة وأعطر السلام على
سيدنا (محمد خير الأنام ) . سأحكي لكم قصة البلبل والغربان:
كانت
البلابل وباقي العصافير والطيور تسكن في غابة منيعة الأسوار تعيش في سرور وهناء
وتغرد البلابل ليل نهار وعلى أنغامها ترقص الأشجار وفي الغابة نهرين وعلى ضفافها
أشجار نخيل وبساتين خضر ..لا موانع ولا قيود ولا أسلاك شائكة كانت توضع على الطريق . الى أن جاءت أسرابا
من الغربان فأحرقت الأعشاش وتصاعد الدخان وانتشر المرض والدمار والبؤس والجوع
والقتل ليل نهار .. فرغم الخير الذي تنهبه الغربان من سلب الثروات فقد أحدثت من
الكوارث ما لم يكن بالحسبان ومنعت وقتلت كل بلبل يغني أو يغرد في أي مكان فاجتمعت
كل البلابل والعصافير والطيور ليرسلوا البلبل نديم الى بيت اللقلق الحكيم ليسأله لأنه
احكم الطيور فقال نديم :
اخبرني ماذا نفعل لهذه الغربان التي دمرت المكان
وتمنعنا من الغناء فأنا لا استطيع العيش دون الغناء .
فقال اللقلق الحكيم / أيها البلبل نديم منذ أن
وجدت وأنا اعرف الغربان وهي تعبث وتدمر كل شيء جميل منها تغريدك العذب فالمطلوب أن
تجتمع كل الطيور بألوانها وأشكالها جميعا وتغنوا بأعلى أصواتكم ولا تستسلموا لها لأنها
عندما تسمع أصواتكم المجتمعة سوف تنهزم شر هزيمة .. فتلك هي الحكاية من البداية
للنهاية ياأصدقاء.
( الجمع يصفقون )
زهير / ليتني كنت البلبل نديم
عاصم/ وأنا اللقلق الحكيم
جميل / وماذا ستفعلا؟
عاصم (يقلد مشية اللقلق، الجميع يضحكون )..أنا
مندهش مما شاهدته وسمعته من العم شاكر
زهير / صدقوني لم أحس بالملل حتى نسيت أن اشرب
العصير
العم شاكر/
اشرب وأعطني الكأس لأذهب الى محلة أخرى
جميل / طريقة العم شاكر بسرد الحكاية كان فيها
سحر يصل الى القلب سريعا
العم شاكر/ الى اللقاء وبحكاية جديدة (يدفع
عربته الخشبية الى
|
(((تسدل الستارة )))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق