[حكاية الخميس ]
مسرحية للأطفال
تأليف :عبد الله جدعان
الشخصيات/
:سالي (تلميذة في الحادية عشر من العمر)
:سلام (تلميذ في الحادي عشر من العمر )
:
الجدة(في الستين من العمر )
: النجار ( متوسط العمر
:الرجل (متوسط العمر )
:
الشبل
:
البطة
:الفرس
المنظر [غرفة نوم ،باب من يسار المسرح يتوسطه شباك وأمامه منضده خشبية
فوقها تلفزيون وأمامه مصباح الشحن الكهربائي،كما
توزع سرير نوم
خشبي يسار الشباك والى يمينه سرير نوم خشبي آخر
]
{سالي وسلام يجلسان كل على أسرة نومهم ومنشغلان بتحضير
دروسهم البيتية}
((( تنطفئ الإنارة ـــ يتحول المسرح إلى ظلام )))
سلام[بانزعاج] أوه..انطفأ التيار الكهربائي ..تباً
للظلام تب.
سالي[تتناول مصباح الشحن وتفتحه ليضيء المكان]
الجدة[من وراء الباب تقلد صوت مواء القطة المتكرر]
ميو..ميو ..ميو
سالي+سلام [يسيران ببطء نحو الباب وهما يقلدان نباح
الكلب ويهمان للهجوم
على القطة ] عو..عو.. عو.
الجدة[تفاجأهم بالدخول وتصرخ]
ميـــــــــــــــــــــــــــووووو
سالي+سلام[ في غاية الفرح والسرور يلتفان حول الجدة
وصراخ ]
:
جدتي هنا ... هي .. هي .
الجدة[ تمسك بهما بكل محبة وحنان] أحفادي الحلوين
سلام / متى جئت يا جدتي؟
الجدة/ قبل أن ينطفئ التيار الكهربائي بنصف ساعة أو أكثر،
وعندما عرفت أنكما
منشغلان
بتحضير دروسكما جلست مع أباكما نتحدث[ تجلس على السرير
ويجلس إلى
جانبها كل من سالي وسلام ]وما أن انطفئ التيار الكهربائي
تسللت إلى
غرفتكم وقلدت صوت القطة كي أخيفكما ..ميو..ميو
سالي +سلام [ صمت كامل مما يثير استغراب الجدة ]
الجدة/ أراكما غير مسرورين؟.. هل حصل شيء لكما؟
سالي / المكان تحول إلى ظلام يا جدتي
سلام/ وأنا سأكمل واجباتي المدرسية على ضوء مصباح الشحن
الكهربائي
الجدة / ولماذا أنت غاضب هكذا يا سلام ،اليوم هو الخميس
وغد الجمعة وبعد غد
السبت
،أي أن هناك متسع من الوقت لأتمام
واجباتك المدرسية
سلام / صحيح هذا الكلام يا جدتي ولكنني تعلمت أن أكمل
واجباتي يوم بيوم
والمثل يقول: لاتؤجل عمل اليوم إلى
الغد
الجدة/ أحسنت أيها الولد الذكي ولكن لا تنزعجوا يا أحفادي
،عندما كنت صغيرة
وفي عمركم
كنت شبه محرومة من قراءة الكتب المدرسية في الليل لأن
في ذلك الزمان
كانت معظم البيوت محرومة من الكهرباء
سلام/ تقصدين أنكم كنتم تقرءون على ضوء الفانوس
الجدة/ أحسنت يا سلام
سالي/ وهل كانت الكتب والدفاتر والقرطاسيه متوفرة لديكم
؟
الجدة / كلا يا سالي ،لأنها كانت غالية الثمن ولأن معظم
العوائل فقيرة لا تستطيع
شراءها فكانوا يدرسون في كتب رفاقهم التلاميذ
سلام/ نشكر الله كثيراً على ما نحن عليه من نعيم لولا
هذا الظلام
سالي/ جدتي هل تعرفين متى تم اختراع الكهرباء؟
الجدة / نعم يا سلام،في عام 1878 وطبق اديسون السلك
الكهربائي،لكن المخترع
سوان هو الذي
صنع المصباح الكهربائي لكنه يفتقر الى المقاومة العالية.
سلام/ شكراً
لك يا جدتي على هذه المعلومات التي
كنا نجهلها
الجدة/ ما دمتم تودون معرفة المعلومات سأحكي لكم حكاية
ولكن بشرط
سالي+ سلام [ بصوت واحد] وما هو؟
الجدة/ في نهاية
الحكاية سوف أسألكم عن المغزى أو المعنى منها
هل
انتم موافقان؟
سالي+سلام [بصوت واحد ] نعم نحن موافقان
الجدة / حسناً . . كان يا ما كان
سالي +سلام [بصوت واحد] وفي قديم الزمان
الجدة / عاش نجار فقير مع زوجته في طرف غابة كبيرة مليئة
بالأشجار ، وكان
كل صباح يذهب لقطع الأخشاب من أشجارها ومن ثم
تصنيعها في دكانه
الذي يقع قرب بيته ، ولكن الغابة فيها حيوانات
مفترسة تلتقي مع بعضها
البعض. ــــــ إظلام ــــــ
((( صوت زئير الأسد )))
ــــ أضاءه على جانب من الغابة ــــ
الشبل [ يعتلي فوق صخرة كبيرة ]
البطة [ خائفة بعض الشيء تقترب منه ]
الشبل / اقتربي ولا تخافي
البطة [ تقترب منه لكنها لازالت خائفة ]
الشبل / ما اسمك؟..وما جنسك؟
البطة / أنا البطة ومن جنس الطيور
الشبل / ما الذي جاء بك إلى هذا المكان ؟
البطة / ليلة البارحة رأيت في منامي وسمعت قائلاً يقول :
أيتها البطة احذري
من أبن
آدم لأنه يود أن يذبحك لتكوني وجبة طعام شهية !..فاستيقظت من
نومي خائفة أركض وأركض حتى وجدتك في هذا المكان
الشبل / أعلمي أيتها البطة أن أبن آدم يحتال على الحيتان
فيصطادها من البحر
ويرمي
الطير ببندقيته وحتى الفيل الضخم يوقع به من مكره!
البطة / عفواً يا ابن الملك ..ما سبب قعودك فوق هذه
الصخرة ؟
الشبل / والدي الأسد حذرني من أبن آدم كثيراً،لذا خرجت
أبحث عنه.. لعل أحدهم
يصادفني حتى التهمه في الحال
البطة / أحسنت أيها الأمير
((( صوت صهيل فرس من بعيد )))
الشبل / ما هذا الصوت أيتها البطة ؟
البطة / على ما أظن انه صوت فرس قادم ألينا
الفرس [ يدخل عليهما ] مرحباً يا ابن ملك الغابة
الشبل / ما اسمك وما جنسك وما سبب هروبك ؟
الفرس / أنا فرس من جنس الخيل وسبب هروبي من أبن آدم
الشبل [ باستهزاء ] عيب عليك أنت طويل ، وسرعة جريك ،
فإذا رفسته
برجلك لقتلته ولم يقدر عليك
الفرس[ يضحك] هيهات..هيهات أن اغلبه يا ابن الملك فلا يغرنك طولي
ولا عرضي ولا ضخامتي
البطة [ خائفة ] سمعت بأذنك يا أمير عن أفعل أبن آدم
الشبل [ يزأر ] وأنا مع صغر جسمي قد عزمت ما أن التقي
بأبن آدم فأبطش به
وآكل لحمه
البطة [مع الفرس ي وماذا فعل لك أبن آدم ؟
الفرس / يضع في أربعة قوائمي شكالين من حبال الليف
الملفوفة باللباد ويصلبني
من
راسي في وتد عال وأبقى واقفاً مصلوب ولا أقدر أن اقعد ولا أنام !!
البطة / فقط كل هذا ما فعله لك ؟
الفرس / كلا ،وإذا أراد أن يركبني يضع في رجلي من الحديد
اسمه الركاب ويضع
على
ظهري السرج ويشده بحزامين من تحت إبطي ويضع في فمي اللجام
ويضع
فيه جلد يسميه السرج
الشبل [باستغراب ] أبن لآدم فعل بك كل هذه الأفعال؟
الفرس / لا تسألني أكثر يا ابن الملك..عما اقاسيه من الإنسان
،فإذا كبرت وانتحل
ظهري
ولم اقدر على سرعة الجري يبيعني للجزار فيذبحني ويسلخ جلدي
ليبيعه
الشبل / ومتى فارقت ابن آدم ؟
الفرس / فارقته قبل شروق الشمس وأظنه ما أن استيقظ من
نومه حتى خرج
يبحث
عني في الأرجاء لذا هربت منه ، دعني يا ابن الملك أهيج في
البراري
الشبل / تمهل ..حتى تنظر كيف افترسه وأطعمك من لحمه وأهشم
عظمه ــ إظلام ـ
ـــ أضاءه على غرفة النوم ــ
سلام / وماذا قال له الفرس ؟
الجدة / أنا خائف عليك منه ..فانه مخادع ماكر
سالي / هذا ما حدث بين البطة والشبل والفرس ،وما علاقة
النجار بهذه الحكاية
الجدة / سؤال جيد يا سالي ولكن لا تتعجلي، بعدما انتهى
النجار من قطع أغصان
أشجار
الغابة حملها على ظهره إلى دكان ليقطعها حسب احتياجه وبينما
هو منشغل
وإذا برجل يقدم له التحية ــ إظلام ــ
ـــ أضاءه على دكان النجار ـــ
النجار [ منشغل وهو ممسك بيده المنشار ليقطع به الخشب ]
الرجل / السلام عليك يا أخي
النجار / وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .. هل لك عندي
حاجة ؟
الرجل / بلى وددت لو تصنع لي سلماً احتاجه في داري
النجار / وأين يقع دارك؟
الرجل / في طرف الغابة من جهة النهر
النجار / وهل الطريق سالك من البشر ؟
الرجل / نعم ولا تخف فأنا بانتظارك غداً إنشاء الله
النجار / أعدك بذلك إنشاء الله [يخرج الرجل ]رافقتك
السلامة ــ إظلام ــ
ــ إضاءة على غرفة النوم ــ
سالي / وماذا حدث ؟..هل ذهب النجار ليصنع السلم للرجل ؟
الجدة / نعم ، وفي صباح اليوم التالي حمل النجار ألواح
الخشب على ظهره
وبداخل الكيس
معدات النجارة ،لكن الذي حدث ما لم يكن بالحسبان
حيث
اعترض طريقه الشبل!.. وأصبح على يقين إنه سيلتهمه فأخذ
يرتجف
لا يملك أن يفعل أو يقول شيئاً! ـــ
إظلام ــ
ـــ إضاءة على الغابة ـــ
النجار [تسقط من على ظهره الألواح الخشبية ومعدات
النجارة ،ثم يتحدث
مع
نفسه]:عليّ أن أفكر في حيلة لأنقذ نفسي من هذا الشبل
الشبل / هل أنت أبن آدم ؟
النجار / أنا نجار أيها الأمير الجليل صاحب الباع الطويل
..أسعد الله صباحك
[يصطنع
البكاء ]
الشبل / لماذا تبكي يا صاحب اللسان الفصيح ؟
النجار / لأني لا نصير لي غيرك [ يزداد حدة بالبكاء ]
الشبل / هيا قل لي من ظلمك ؟
النجار [يصطنع الحزن] أبن آدم أيها الملك
الشبل/ هل تستطيع أن تجلبه لي ؟
النجار / بالطبع سأجلبه لك هذا المساء
الشبل [ يزأر من شدة فرحه ] والله لأسهرن في هذه الليلة
حتى تجيئني بأبن آدم
ولا أرجع إلى
حتى ابلغ مقصدي
البطة + الفرس [ بفرح غامر وبصوت واحد ] عاش الشبل.. عاش
ابن الملك عاش
الشبل [مع النجار ] ماهذا الشيء الذي كنت تحمله ؟
النجار / ألواح من الخشب وبداخل هذا الكيس عدة النجارة
الشبل / وماذا تصنع بها ؟
النجار / اعرف أن ما سأقوله لك سيزعجك كثيراً
الشبل / هيا قل بالعجل
النجار / أنني ذاهب إلى وزير والدك الفهد
الشبل / وما السبب؟
النجار / لأنه لما بلغه أن ابن آدم داس هذه الأرض خاف
على نفسه خوفاً
عظيماً وأرسل لي رسولاً يطلب مني أن أصنع له بيتاً يسكن فيه
ويأوي
أليه ويمنع عنه عدوه
الشبل [بانزعاج ] أسمع أيها النجار لن تنطلي عليّ هذه
الحيلة !.. تريد أن تهرب؟
النجار / عفوك يا أمير . وما هو الدليل على صدق كلامي
الشبل / أن تصنع لي هذا البيت أولاً ومن ثم تمضي إلى
الفهد لتصنع له ما يريد
النجار / لكن الفهد سيزعل مني كثيراً أن تأخرت عليه
الشبل / أنا أبن الملك ويجب عليك تنفيذ أوامري [ يزأر
بكل قوته]
النجار [يسقط على الأرض من شدة خوفه ] ــــ إظلام ــــ
ــــ أضاءه على غرفة النوم ـــ
سلام / وماذا حصل بين النجار والشبل ؟
الجدة / تناول النجار الألواح الخشبية وسمر البيت وجعله
مثل القلب قياس الشبل
وخلى
بابه مفتوح وفتح له طاقة كبيرة وجعل لها غطاء واخرج منه بسامير
وقال للشبل ؟! ـــــ إظلام ـــ
ــــ أضاءه على الغابة ــ
{ الجميع متحلقون حول الصندوق الخشبي }
الشبل [ فرحاً ] أحسنت صنعاً أيها النجار ،لكنني أرى أن
هذه الطاقة ضيقه
النجار / كلا أيها الملك باستطاعتك أن تدخل وتبرك على
رجليك لتتأكد من
صحة
كلامي
الشبل [ يدخل إلى الصندوق الخشبي ثم يبرك بداخله ] أنظر
أيها النجار ذيلي
لا زال
في الخارج
النجار / حسناً [ يلف ذيل الشبل ويدخله بداخل الصندوق ثم
يغلق الباب بواسطة
البسامير بالمطرقة غلقاً محكماً ]
الشبل / ما هذا البيت الضيق الذي صنعته لي ..دعني أخرج
منه ؟
النجار [ يضحك ساخراً ] هيهات ..هيهات لا ينفع الندم
..فأنا أبن آدم
الشبل [ يستنجد بالبطة والفرس] هيا ساعدوني.. ألا ترون
ما فعل بي أبن آدم؟
البطة [ مع الفرس ] هيا لنعدو سريعاً قبل أن نقع في
المحظور
الفرس[ يصهل بكل قوته ويخرج من المسرح]
البطة [ تركض وراء الفرس بكل ما أوتيت من قوة ]
الشبل / لقد أحسنت تفكيراً أيها الإنسان ، يصعب عليّ
أدراك هذه الحقيقة لأن
عقلك
يفوق أفعالنا نحن الحيوانات المفترسة [يبكي ] :آه..ساعدوني؟
النجار / مسكين من يسمح للأوهام أن تفتك به وتضع
نهايته ــ إظلام ـــ
ـــ إضاءة على غرفة النوم ــ
الجدة / وهكذا استطاع النجار بفطنته أن ينجو من الموت
،وانتم ماذ استفدتم
من هذه
الحكاية يا أحفادي ؟
سالي/ أبن آدم أقصد الإنسان الحكيم هو الذي يتعلم من كل
ما يصافه
الجدة / أحسنت يا سالي ،لأن عقل الإنسان هو الذي أنتصر
في النهاية ،
وأنت يا
سلام ماذا تقول؟
سلام / أقول أن الإنسان القوي هو الذي يتحكم في عواطفه
وليست بعضلاته
((( يعود التيار الكهربائي ــ يضاء المكان )))
الجدة [ تنهض ] ها .. قد عاد التيار الكهربائي .. هيا أكملوا
واجباتكم المدرسية
سالي / هذا فقط ما تودين أن تقوليه لنا يا جدتي
الجدة / كلا .. ولكن كل خميس ستسمعون مني حكاية جديدة
[تخرج الجدة ]
سالي +سلام [ بفرح غامر وهتاف ] هي..هي .. تحيا جدتنا ..
تحيا
ـــــــــ{ تســـــــــــــــــدل
الســــــــــــــــتارة }ــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق