التمساح والطائر
الصغير
صبحي
سليمان
في
مُنتصف البحيرة الصغيرة كان يعيش تمساح كبير ذو أسنان حادة كثيرة ... وكان هذا
الحيوان المُخيف مصدر رُعب لجميع الحيوانات والطيور في النهر والبر، فإذا اقترب
حيوان ليشرب من الماء كان له بالمرصاد، وإذا حط طائر على الماء ليرتاح هجم عليه وأكله
في الحال ... فحتى الأسماك لم تكن أحسن حالاً من باقي الحيوانات لأنه كان يلتهمها
كلها؛ ونادراً ما تُفلت سمكة من بين فكيه ... وكانت كل الحيوانات والطيور والأسماك
تخاف من هذا الظالم المرعب إلا هذا الطائر الصغير الذي يقترب من التمساح الكبير
عقب التهامه لضحيته ... وما إن يراه حتى يفتح فمه الواسع ذا الأنياب والأسنان
الحادة، فيجيء هذا الطائر الصغير ويدخل فم التمساح ليقوم بعمله الذي اعتاد عليه ...
حيث يقوم بتنظيف أسنان التمساح من فضلات الطعام في كُل الأوقات ... فكان هذا
الطائر الصغير كفرشاة الأسنان لهذا التسماح الكبير حيث يقوم بتنظيف أسنانه من
بقايا اللحم التي تعلق بها وتضر بأسنانه إذا تبقت هكذا .. فهذا العمل يجعل التمساح
أقوى وأقدر على الالتهام من جديد ... وهذا هو سبب الصداقة المتينة التي تجمع
بينهما ... وحدث ذات يوم أن اختلف التمساح الكبير والطائر الصغير في الرأي ... فقال
التمساح للطائر :
ـ إنني أتعجب ... كيف لتمساح
قوي مثلي أن يقوم بمصادقة طائر صغير حقير مثلك ... إنني لا أعرف ما الذي يجمعنا
معاً ...
هنا
غضب العصفور؛ وأحزنه أن يسمع هذا الكلام من صديقه التمساح فرد قائلاً :
ـ أنت
حقاً كبير وضخم ويخافك الجميع ... لكنك تعجز عن تنظيف أسنانك ... ومن الآن لن
تراني.
وطار
الطائر الصغير مبتعداً عن التسماح ... ولم يعد إلى التمساح مرة أخرى ...
ومضت
الأيام مُتتالية ولم يعد الطائر؛ ولم يقم التمساح بتنظيف أسنانه؛ فاتسخت وبدأت في
التسوس والسقوط سن وراء آخر حتى انتهت أسنان التمساح كُلها ولم يستطع أن يصطاد أي
فريسة أخري ... فشعر بالجوع وبكي بدموع التماسيح قائلاً:
ـ أين
أنت أيها الطائر ... أين أنت يا فرشاة أسناني ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق