عيد صلاح
جلست الأميرة جنات، تحكي لزوجها الأمير
الصالح أجمل الحكايات، فقالت: يحكى أنه
كان فى قديم الزمان، رجل يدعى علاء الدين جمع متاعه، وخرج إلى إحدى بلاد
الهند، وهناك على أطراف المدينة، بنى كوخا له، وذات مرة خرج إلى سوق المدينة، فرأى
محلا به بضائع متناثرة، والناس يخطفون البضاعة ويفرون، فاندهش علاء الدين وسأل
أحدهم: ماذا تفعلون؟ قال الرجل: غاب صاحب المحل فأخذنا بضاعته، فقال علاء الدين:
تلك سرقة، فتعجب الرجل قائلا: وأنت لا تسرق؟ فأجابه علاء الدين: لا
فصاح الرجل: أيها الناس إن فى المدينة
رجلا شريفا، فاجتمع الناس عليه، وجاء شيخ كبير ومعه كتاب قديم، وأخبرهم أن أجدادهم
تركوا لهم كتابا، يقول: إذا ظهر فيكم رجل شريف فاجعلوه واليا عليكم، فإن الخير
يأتي على يديه، فوافق الناس على تولية علاء الدين أميرا على المدينة، وتفقد علاء
الدين أحوال المدينة، فوجد بها أرضا خصبة وأنهارا عذبة، فأمر بزراعة تلك الأرض،
وبنى لهم المساكن على الجانب الآخر من النهر حيث الصحراء الواسعة، وفاض الخير فى
البلاد، وهنا سكتت الأميرة جنات، فأمرها
الأمير الصالح أن تكمل، فقالت الأميرة: مرت سنوات يا مولاى، وحدث أن أمسك الناس
بلص، فصاحوا: إن فى المدينة لصا، فجاء إليهم الشيخ ومعه الكتاب القديم، وأخبرهم أن
أجدادهم قالوا: إذا فاض الخير، ولا عذر لأحد، فمن سرق فأقيموا عليه الحد، كي يتحقق الأمن.
وهكذا يا مولاى الصالح، فبعد نشر
الرخاء، لابد من إقامة الحدود، حتى ينتشر الأمان، وينعم العباد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق