الجمعة، 30 مارس 2012
"الكسولان" قصة للأطفال بقلم: جمال علوش
الكسولان
جمال علوش
حلَّ موعد الحرث والبذار . تمدد الفلاحان الكسولان تحت شجرة التوت ، وراحا يرقبان أرضهما الواسعة، ويمنيَّان النفس بمحصول وفير لهذا العام. قال أحدهما :
- لا شك أن محصولنا سيكون وفيراً هذا العام، وسيدرّ علينا الكثير من الأرباح.
قال الفلاح الثاني :
- هذا صحيح .. وسننفذ المشروع الذي كنا نحلم به سوية..سننشىء مزرعة كبيرة نربي فيها الأغنام والدواجن.. ونزرع فيها مختلف أنواع الفاكهة.
قال الفلاح الأول :
- وستزداد أرباحنا عاماً بعد عام.. فنشتري الأراضي المجاورة لأراضي المختار.. عندها يغدو سلطاننا أقوى من سلطانه.
قال الثاني :
- وسيطمع المختار بأموالي ، ويزوجني ابنته (خولة) فهي رغم سوء طباعها جميلة جداً.
قال الأول :
- أما أنا فسأتزوج بنتاً متعلِّمة من بنات المدينة ، وسأبني لها بيتاً واسعاً ومريحاً .
قال الثاني :
- أما أنا ، وبعد أن أتزوج ابنة المختار، فسأعمل جاهداًعلىتنحيته عن منصبه، فهو عجوز ، ولم يعد قادراًعلى تدبير شؤون القرية.
ابتسمت شجرة التوت وهي تستمع إلى هذا الحوار، وقالت في سرها : كل عام وفي مثل هذا الوقت ، يرددان هذا الكلام! ..
ثم تابعت : تباً لهما.. ألم يتعبا من الأحلام؟!
الخميس، 29 مارس 2012
"فرخ البط القبيح " قصة مترجمة للأطفال بقلم: هانز كريستيان أندرسن
فرخ البط القبيح
هانز كريستيان أندرسن
ذات مرة كانت هناك بطة ترقد علي البيض ، و تنتظر صابرة أن يفقس . و أخيرا فقس البيض ، و خرجت منه سبع فرخات صغيرة شديدة المرح و النشاط .
لكن أكبر بيضة لم تفقس بعد ، و هكذا رقدت الأم عليها مستعينة بالصبر ، و بعد أيام قليلة فقست البيضة ، و خرج منها فرخ بط في غاية القبح ؛ حتى أن الجميع سخروا منه . و أصبح فرخ البط المسكين حزينا جدا لأنه كان مختلفا عن إخوانه الأفراخ الأخرى.
و كان فرخ البط القبيح بارعا في السباحة ، و في اليوم التالي ، أخذت الأم صغارها إلي الحظيرة ليلعبوا مع الحيوانات الأخرى . و لاحظ فرخ البط القبيح أن ما من احد يرغب في اللعب معه فشعر بالحزن لذلك..
كان الجميع يصدونه و يركلونه ، أو يهزؤون منه و يضحكون عليه .
شعر فرخ البط القبيح باليأس و فر هاربا ، و تواري قرب ترعة صغيرة ، بين طيور الإوز البري.
شعر بالسعادة ، و لكن في احد الأيام جاء الصيادون فطار الإوز محلقا و هو يصيح : " الفرار ، الفرار ، الأعداء هنا ! فروا من الأعداء ! " .
فر هاربا بعيدا ، و لكن أينما ذهب في إي مكان كان يعاني من سخرية الحيوانات الأخرى منه ، و فكر في نفسه قائلا : " إنني قبيح و غليظ المنظر أنا أكثر حيوانات العالم حزنا ووحدة.. ما من احد يريد أن يصادقني أو يقترب منى " .
و في احد الأيام ، عطفت عليه امرأة عجوز طيبة ، و سمحت له بالبقاء في بيتها ، و لكن في أثناء المساء قام القط و الدجاجة بطرده من المنزل لشعورهما بالغيرة منه!
و اقترب فصل الشتاء ، و راحت الرياح العاتية تنتزع أوراق الأشجار ، نظر فرخ البط القبيح إلي السماء فرأى سربا من طيور البط الجميلة, ريشها طويل و مصفوف.. كانت تطير باتجاه الجنوب لتبتعد عن الشتاء شديد البرودة.
قال البط متنهدا و كأنه يحلم حلما جميلا : " أتمني أن أصبح بهذا الجمال ! " .
كان فصل الشتاء طويلا و قاسيا ؛ حتى كاد فرخ البط القبيح أن يموت من شدة البرودة القاسية .
كان يربض تحت الجليد وحده طوال الوقت ، و عندما جاء الربيع أخيرا ، نشر فرخ البط القبيح جناحيه و رأي في سعادة صورته التي تنعكس علي الماء ، و كم كانت دهشته عندما وجد نفسه و قد أصبح طائر بجع ابيض جميلا .
و فجاه سمع من يناديه و نظر نحو السماء فرأي سرب من طيور البجع يناديه : " تعال معنا ، و سنكون أصدقاء "
و في فخر حلق طائرا سعيدا و التحق بهم ، و لم يكن أبدا علي هذه الدرجة من السعادة طوال عمره !
و ذات يوم طار فوق المزرعة التي ولد فيها ، فرفعت كل الحيوانات أنظارها نحوه ، و كم كنت دهشتها عندما رأت ذلك البجع الجميل يطير برشاقة فوق رءوسها .
"شهد وقوس قزح" قصة للأطفال بقلم: إيمان الشافعي
شهد وقوس قزح
من سلسلة حكايات شهد للأطفال من 4 : 6
إيمان الشافعي
خلف الشباك بعد نزول المطر أقف هناك
أراقب السماء
ما هذا العجب : أحمر، أصفر، أزرق ، أخضر، برتقالي .
كل الألوان التي علمتني أمي تلون السماء على شكل هلال كبير .
تقول أمي أن الألوان التي نراها ما هي إلا ضوء الشمس ينزل على اللون الأبيض فيحوله إلى أزرق ، أحمر و لولا الضوء ما كنا سنرى الألوان .
بعيدا بعيدا في السماء ، حيث لا يمكنني الصعود ، أرى قوسا كبيرا جداً
يحمل كل الألوان ، أحلم أنه يحملني معه ، ألون به كل ما أريد ، أنظر إلى شعاع الشمس ، أشكر ربي ، لولاه ما كان قوس قزح بعد المطر ، أحضر ورقة أضع الأصفر فوق الأحمر ، أرسم برتقالة
أضع الأزرق فوق الأصفر ألون ورق برتقالتي بالأخضر
أضع الأحمر فوق الأزرق ألون بالبنفسجي سور حديقتي
أضع الأسود فوق الأصفر , بالبني ألون قطتي
الأربعاء، 28 مارس 2012
الثلاثاء، 27 مارس 2012
الاثنين، 26 مارس 2012
"الدبدوب لعُوب " قصة للأطفال بقلم: عبد الرحيم الماسخ
الدبدوب لعُوب
عبد الرحيم الماسخ
الدبدوب لعوب وأمّه يحبّان الفسحة في البراح , خاصة بعد العصر إلى ما قبل غروب الشمس.
اليوم خرجا سويًا للفسحة على شاطئ الترعة , كان الجو رائعا , الشمس ساطعة , الطير تغرّد , بعض الطيور صائدة الأسماك تقبض أجنحتها في الجو , ترصد السمك الصغير تحت الماء ثم ترفرف بأجنحتها الملوّنة , ثم تهبط مُنقضّة على فريستها بسرعة خاطفة : تغوص تحت الماء وتخرج وفي منقارها السمكة تتلوّى ثم تطير إلى عشها فِرحة بإطعام صغارها , تمرّ ورود النيل أحيانا متجمّعة في شكل حدائق صغيرة منسّقة يحيطها الماء من كل جانب وبعض الطيور الكبيرة واقفة في وسطها تتنزّه سارحًة في ملكوت الله , النسيم العليل يُموّج الماء فيبرق الزّبَد الأبيض كأكوام اللؤلؤ المتناثرة !
الدبدوب يتفرّج ويشير إلى المناظر البديعة وأمه تحضنه من آن لآخر في متعة خالصة , وهما لا يهتمّان كثيرًا بما حولهما من مكامِن الخطر , يركضان ويتضاحكان ويحكيان ويلعبان , وقد اقترب الغروب , فانعكست الشمس بحجمها العظيم على صفحة الماء المتماوج كالماس المشتعل !
الراعي الشاطر همس في أذن صديقه : انظر إلى هذين الدبدوبين إنهما جريئان أكثر من اللازم لا يخافان شيئا , رغم أن الحياة مليئة بالمخاطر !
ـ الدباديب هذه الأيام غالية الثمن فهي ُتباع لحدائق الحيوان لِتُمتّع الزوّار بقفزاتها الرعناء وكلامها المتلعثم !
ـ لماذا إذن لا نمسك بهما لنبيعهما ؟
ـ إن الإمساك بهما سهل , لكن لمن سنبيعهما ؟ وحديقة الحيوان بعيدة جدًا تحتاج إلى سفر طويل , وحمل الدبدوبين إليها فيه خطر ولن نستطيع شحنهما في عربة بدون ترخيص فتهجير الحيوانات البرية من موطنها ممنوع أصلا !
ـ أعرف رجلا يتعامل مع حديقة الحيوان وقد اصطدنا له من قبل بعض الذئاب !
ـ لقد كانت مخاطرة , لكنها جاءت محمودة العواقب, فقد ذهبنا إلى الجبل في الظهيرة وهجمنا على الذئاب النائمين في المغارة الشبه مظلمة !
ـ كشّافاتنا الكهربائية القوية أخافت الذئاب
ـ وبنادقنا المخدّرة أوقعت بعضهم
ـ ولم يجرؤ البعض الآخر على الاقتراب
ـ وبعد ركوبنا السيارة .. انطلقوا وراءنا في عُواء كالبُكاء الأرعن ولم يستطيعوا اللحاق بنا بالطبع
ـ أما الدبدوبان فالإمساك بهما أسهل علينا , ولا يحتاجان إلى بنادق ولا سيارة , كل ما يحتاجانه هو الاقتراب منهما على حذر ثم الهجوم عليهما في الوقت ا لمناسب !
أمسك الرجلان بالدبدوبين.
الدبدوبان يصيحان : أنا دبدوب.. أنا لعوب..
والرجلان يسرعان بهما إلى منزل الراعي , أظافر الدبدوبين تخدش جلد الرجلين بليونة , أخيرا وصل الرجلان بصيدهما وتقدّم الراعي ففتح باب منزله و ألقيا بالدبدوبين داخل هذا المنزل وأغلقا عليهما الباب ومشيا !
قال الراعي لصديقه : البيت يخلو من الناس فأنا أسكنه وحدي , والدبدوبان سيبقيان به حتى نجيئهما بالتاجر في أمان وسلام, وذهب الرجلان إلى المدينة لإحضار التاجر وتركا الدبدوبين !
نظر الدبدوب إلى أمه فوجدها مشغولة بفحص كل شيء في البيت لم تضيّع أي وقت , فتحتْ الثلاجة ووضعت ما بداخلها في كيس كبير وجدتْه بجانبها ثم جمعتْ ما استطاعت من أكياس السكر والفاكهة حملت كل هذا على رأس صغيرها وصعدا على السلم.
في الدور الثاني وجدا عشّة الدواجن فحازا معظم الطيور وذبحا كثيرًا منها ووضعاه في جوال وجداه على سطح المنزل ونظرا فوجدا عمود الكهرباء قريبا من السطح والبيت محاط بالنخيل فألقيا بما جمعا في الشارع ثم قفزا إلى عمود الكهرباء وانزلقا عليه حتى نزلا إلى الشارع فوجدا الحمارة كمارة واقفة تمضغ البرسيم في بلاهة فحملا ما جمعا ووضعاه على ظهرها وقفزا فوق الحمارة وهربا !
الراعي وصديقه عادا من المدينة بصحبة التاجر , اقتربوا من المنزل وهم يحكون ويتضاحكون عن الدبدوبين وكيف كان الإمساك بهما سهلا , ثم تجادلوا في الثمن الذي يجب على التاجر دفعه فيهما , التاجر يعرض ثمنا ضئيلا وفي نفس الوقت يتمسك بشرائهما , فكلما هَدّده الرجلان بإطلاق سراحهما وإلغاء البيع زاد في الثمن.
أخيرًا وصلوا المنزل.. تقدّم الراعي ففتح الباب صائحا : هاهما الدبدوبان
ثم دخل فلم يجدهما لكنه لم يخَف لأنه لا يتوقع هروبهما , فقال لضيفيه : تفضّلا , فالدبدوبان اختفيا في ركن ما من البيت
ودخل حجرة جلوسه يبحث تحت المقاعد والمناضد , فتح غرفة نومه , بحث تحت سريره , دخل المطبخ , بدأ إحساسه يتغير فربما ………..
فوجئ بالثلاجة مفتوحة وخالية فارتعدت فرائصه : ما هذا الذي أرى ؟
الضيفان وراءه يتعجّبان , ارتقوا السلّم بسرعة , وجدوا على سطح المنزل آثار الدماء ولا أثر للدبدوبين !
"قبلة للظل" قصة للأطفال بقلم: إيمان الشافعي
قبلة للظل
من سلسلة حكايات شهد للأطفال من 4 : 6
إيمان الشافعي
أنظر إلى أخي ليلا بينما يتوسط القمر السماء السوداء فينيرها ، فأجد رسما على الأرض مثل جسمه كما أراه ، و لكن أين فتحتي عينه؟!
أين أنفه ؟ و فمه ؟ و لماذا لونه تغير هو أبيض وصورته على الأرض سوداء ؟!
قلت له أنظر أمامك ، أليست هذه الصورة على الأرض لك ؟
نعم لكنها ليست كصورتي التي أراها في المرآة .
تقول أمي إنه الظل .
تشير إلي ،أن أنظر إلى جانبي فأرى صورتي أنا الأخرى على الأرض ، أتابعها بدقة .
أرفع يدي فترفع .
أهز رأسي فتفعل .
أقبلها فتبادلني قبلة .
أغفو على كرسي في حديقة منزلنا ، أستيقظ لأجد صورتي قد اختفت ، أجري لأسأل أمي أين ظلي؟! لقد رحل بعد أن تبادلت معه القبلات ، تخبرني بأنه لا يظهر في وجود الشمس .
فأجلس ألهو مع أخي منتظرة الليل لألعب مع ظلي مرة أخرى بينما نلهو بالكرة ونغني .
ظلي أنت ،أنا و أنت ، ، نطير طيارة ،راحت فين ، واحد اتنين ، إحنا اتنين ، لكن يعني متشابهين ، بس فيه شوية تغيير ، ، أرفع إيدي اليمين ، ترفع إيدك الشمال ، أشوط الكرة بالشمال، تشوط الكرة باليمين ، لأ لأ يا صاحبي ، كده مش متفقين ، وبعدين ، سمعني بتقول إيه ، مش سامع ، وكمان إيه ، أه فهمت خلاص ، علشان أنا واقف قدامك ، فحركتي عكس حركتك ، بس خلاص فهمت يا صاحبي ، ماهو في المراية نفس الحكاية .
الأحد، 25 مارس 2012
"لعبة مسلية" قصة للأطفال بقلم: حنان درويش
لعبة مسلية
حنان درويش
في إحدى ليالي الصيف المقمرة، وبينما كان القمر بدراً يسطع، فيغمر نوره الكون... قرّر أفراد الأسرة مجتمعين السهر على سطح الدار، كما اعتادوا أن يفعلوا في مثل هذه الليالي.
طوت خولة البساط المخصّص للجلوس فوق السطح. أخوها أحمد فعل مثلها، وشارك في نقل الوسائد الصغيرة. الأم والأب أعدا العشاء ورتّبا أمور المائدة.. أما الجدّة، فلم يكن بمقدورها أن تحمل سوى طبق القش الذي باشرت بجدل عيدانه، وتنسيق ألوانه.
هرة البيت الأليفة كانت على مقربة من أفراد الأسرة تلهو بكرة صوفية بيضاء.
حالما انتهى الجميع من تناول العشاء... قال أحمد:
- الحمد للَّه.. لقد شبعت.
- هذا غير معقول.. إنّك لا تشبع على الإطلاق.
قالت الجدّة ضاحكة.. فضحك الجميع.
اقترح الأب على والدته وزوجته وولديه أن يقوموا بلعبة مسلية.
- ماذا بوّدكم أن تلعبوا؟...
سألت الأم.
احتار الجميع.. تبادلوا النظرات... ابتسم القمر وهو يسمع كلامهم ثم قال:
- ما رأيكم... لو راح كلّ منكم يشبّهني بشئ يحبّه، ومن يعجبني تشبيهه سأكافئه بهديّة لطيفة..
وافق الكبار والصغار على اقتراح القمر، وكانوا جميعاً فرحين لأنّه يحادثهم ويراهم.
صاحت خولة:
- سأبدأ أنا أوّلا..
أجابها أحمد:
- لا.. لا.. أنا أوّ لاً.
- موافقون.
هتف الجميع
قالت الجدة:
- طبق القش الملوّن الذي أصنعه، سيكبر، ويكتمل ويصبح كاستدارتك أيّها القمر.
قال الأب:
-مقود سيارتي الذي تلامسه يداي كلّ يوم بحبّ وحنان يشبهك أيّها القمر.
قالت الأم:
- كعكة العيد التي تصنعها أصابعي بمهارة، قريبة من شكلك أيها القمر.
قالت خولة:
- وجه لعبتي الجميل مثل وجهك أيها القمر.
قال أحمد:
- إنَّك كالرغيف المقمّر اللذيذ.. هم.. هم.. أيّها القمر.
قفزت الهرة وماءت..
- مياو.. مياو.. ها هي كرتي الصوفيّة البيضاء أمامي، ولا تختلف عنك أيّها القمر.
ابتسم القمر، وقد بدت على وجهه علامات الحبور والسعادة:
- لقد أعجبني كلّ ما قلتموه.. ولذا سأكافئكم جميعاً، بأن أزوركم من وقت لآخر، لنلعب اللعبة نفسها.. ولكن ضعوا في حسبانكم، أن شكلي لن يبقى على حاله.. وإنّما سيتغير عندما أدخل مراحل جديدة.
السبت، 24 مارس 2012
"قطار لا يقول تووووووووت" قصة للأطفال بقلم: أمل فرح
قطار لا يقول تووووووووت
أمل فرح
كل يوم ماما تسأل بابا وجدو وسمسمة :
ماذا نأكل اليوم ؟
بابا يقول :
نأكل كفته ومكرونة وسلطة .
جدو يقول أحياناً : نريد خضاراً وأرزاً ولحماً .
وساعات يقول :
السمك المشوي لذيذ مع السلطة ونحلي بالفاكهة .
أما سمسمة فكل يوم تقول : نأكل ( شيبسي ولب ) ونحلي بـ ( شيكولاته وملبس )
تقول ماما : هذا ليس أكلاً يا سمسمة !
كل يوم ماما تحضر الطعام لكن سمسمة لا تأكل منه إلا قليلاً جداً جداً جداً .
وطول النهار تقرمش ( شيبسي ولب وشيكولاته وملبس ) وفي بعض الأحيان مصاصات وآيس كريم .
قال جدو : طريقة أكلك غير مفيدة ، ستجعلك ضعيفة ، الأكل المفيد الصحي هو الخضروات واللحوم مع العيش أو الأرز أو المكرونة .
قالت سمسمة : أكلكم هذا ليس مهماً ، أكلي أنا طعمه ظريف ، ثم كيف أكون ضعيفة وأنا سمينة هكذا ؟!!
قال جدو : البالونة ممتلئة ولكنها ضعيفة .
قالت سمسمة : البالونة لا تأكل ، أما أنا فآكل كثيراً ( شيبسي ولب وملبس ).
قال جدو : كل ما تأكلينه شئ واحد اسمه تسالي .
تعجبت سمسمة : كل هذا شئ واحد !!! كلام غريب .
ابتسم جدو وقال : غداً سأشتري لك خمس ألعاب لكي تفهمي ، فرحت سمسمة واندهشت وضحكت وباتت تحلم باللعب الخمسة .
في اليوم التالي أحضر جدو لسمسمة خمس عربات قطار ، كل واحدة بلون وقال : تفضلي يا سمسمة خمس ألعاب .
قالت سمسمة: ما هذا ؟! إنها لعبة واحدة .
قال جدو : لا إنها خمس ألعاب ، انظري جيداً .
قالت سمسمة : انا انظر وأرى ، إنها عربات قطار واحد ، كلها لعبة واحدة وغير كاملة أيضاً !!
أين القضبان ؟ وأين العربة الأولى الكبيرة التي تجر العربات ةالتي نضع بها البطارية فيتحرك القطار ويجري ويقول توت توت ؟!
قال جدو : لا لا العربة الأولى ليست مهمة ، والعربات الخمسة الأخرى منوعة وكثيرة وشكلها ظريف تماماً مثل أكلك .
فهمت سمسمة قصد جدو وابتسمت بخجل وقالت: فهمت يا جدو ، ومن اليوم سآكل الأكل المفيد .
قال جدو : المقرمشات التي تأكلينها كعربات القطار بدون العربة الأمامية لن تتحرك ، والمقرمشات بون الأكل المفيد لن تجعلك تكبرين .
في اليوم التالي وضعت ماما الطعام ، وغرفت لسمسمة في طبقها أرزاً وخضاراً وقطعة لحم وبعض السلطة .
قالت سمسمة : انا لا أحب اللحم ولا السلطة ، سآكل فقط بعض الأرز والخضار .
ابتسم جدو وأخرج من جيبه عربة القطار الأمامية ، وكذلك القضبان ، وقال لسمسمة:
هيا لنلعب بالقطار .
فرحت سمسمة وقالت هيييييييييييييييه .
لكن عندما وضع جدو القطار على القضبان لم يتحرك .
قالت سمسمة :
لماذا لا يتحرك القطار ويقول توت توت توت ؟!
قلب جدو عربة القطار ، كانت هناك بطارية في مكانها والأماكن الثلاثة الباقية فارغة.
نظرت سمسمة لجدو وضحكت طويلاً .
سمسمة كالقطار ،والأكل المفيد كالبطارية ، كمية قليلة كبطارية صغيرة ،صنف واحد كحجر واحد لا يكفي لكي يتحرك القطار ويقول :
توووووووووووووووووت
المصدر:
http://www.aadd2.com/vb/t91260.html
الجمعة، 23 مارس 2012
الأربعاء، 21 مارس 2012
"فزاعة العصافير " قصة للأطفال بقلم: خيري عبدالعزيز عبدالباري
فزاعة العصافير
خيري عبدالعزيز عبدالباري
اتفق محروس مع عصابة الأشرار علي أن يزرع أرضه هذا العام بنبات الخشخاش المخدر بدلا من القمح, في مقابل مبلغ كبير من المال, ولكن المشكلة التي واجهته هي مهاجمة العصافير للبذور, فبمجرد أن ينتهي من زراعة الأرض ببذور الخشخاش, تقوم العصافير بالتقاط البذور بمناقيرها وإلقاءها بعيدا.
فقد أخبرهم الغراب أن نبات الخشاش تستخدمه عصابة الأشرار في صناعة المخدرات التي تدمر الإنسان, فتعاهدت أن تمنع محروس من زراعة تلك النباتات الشريرة, ليعود إلي زراعة القمح الطيب الذي يحبونه, ويأكلون منه جميعا..
وبعد عدة محاولات فاشلة من محروس لزراعة بذور الخشخاش, أوشكت البذور التي أعطتها له عصابة الأشرار أن تنفذ, فقام بعمل فزاعة للعصافير من بعض الأخشاب, وصنع لها رأسا من كرة بلاستيكية لتبدو علي هيئة إنسان, وألبسها طاقية وجلباب من ملابسه, ووضعها في منتصف الحقل..
انتصبت الفزاعة في الحقل مزهوة سعيدة باهتمام محروس الشديد بها, ففي كل صباح يأتي إليها, ويطمئن عليها, ويعدل من وضع الطاقية الجميلة الموضوعة علي رأسها, ويربت علي كتفها, ويوصيها بالحفاظ علي بذور الخشخاش من العصافير الشريرة, حتى تنبت ويشتد عودها.. وتعاهد أيضا مع الريح ألا تترك الفزاعة وتذهب إلي أي مكان, لكي يظل جسد الفزاعة الفارغ ممتلئا بالهواء؛ وتبدو أكبر من حجمها, فتخيف كل من تسول له نفسه من الاقتراب..
وكم كانت الفزاعة تشعر بالسعادة وتغتر بنفسها عندما تنتفخ بالهواء, ويملأ جسدها الأجوف, والريح تحركها ذات اليمين وذات الشمال, فتبدو كالمارد الجبار..
ووقفت العصافير خائفة من منظر الفزاعة المرعب, وهي تتابع حزينة نباتات الخشخاش الغضة تكبر يوما بعد يوم, ولا تقدر أن تفعل شيئا بسبب الفزاعة التي لا عقل لها..
ونجحت الفزاعة في القيام بدورها علي أكمل وجه, ولم تلتفت لتوسلات العصافير بضرورة التخلص من هذه النباتات قبل أن تكبر..
ومع مرور الأيام نمت نباتات الخشخاش, واشتد عودها, واطمئن محروس أن العصافير لم تعد تشكل خطرا عليها, وأن دور الفزاعة قد انتهي عند هذا الحد, فنزعها من مكانها, وأخذ جلبابه وطاقيته, وألقاها بإهمال علي جانب الطريق..
"عجوز الجزيرة" حكاية شعبية للأطفال بقلم: سعاد محمود الأمين
عجوز الجزيرة
"حكاية شعبية"
سعاد محمود الأمين
رأت الأم فيما يرى النائم إن ابنتها نور العين، قد تم زواجها من الفارس المغوار بن شيخ القبيلة. وفجاءة جاء نسر ضخم، يرفرف أجنحته الطويلة العريضة، تغطى وجه الشمس، خطف النسر نور العين وحلق بها بعيدا.. القى بها فى قمم الجبال العالية. ولم يتقدم الفارس لإنقاذها. ولكنه تقدم نحو دهيبون ابنة زوجها، وحملها على صهوة جواده.
إنطلق بها يسابق الريح وسط أهازيج الغناء والطرب من أهل الفريج. كان الجميع فرحيين ولكن أم نور العين كانت تصرخ مستغيثة بهم لينقذوا ابنتها. ولاحياة لمن تنادى .صرخت و صرخت، وهبت فزعة من هذا الحلم المزعج.سمعتها ابنة زوجها دهيبون، التى ماتت أمها اثناء ولادتها،لم ترها ولم تعرف حنان الأم، زوجة ابيها كانت دائما تقسوا عليها. منعتها من الذهاب مع الفتيات الى اللعب والتنزه، وجعلتها تقوم بجميع الأعمال الشاقة. كانت دهيبون تسكن فى الخيمة مع ابيها فى االبادية ، تأتى بالماء من البئر، وتسقى الحيوانات وتذهب بهن ليعتلفن من حشائش الأرض المجدبة، كان أهل الفريج يحبونها لأمانتها وتهذيبها وإحترامها للعجزة من الرجال والنساء والأطفال تساعد الجميع دون كلل أو ملل. هرعت نحو زوجة ابيها تسالها عما مايفزعها فى نومها ، فزجرتها بعنف أشارت لها أن تبتعد وقالت لها:لاتتدخلى هذا اأمر لايخصك. سرحت أم نور العين بنظرها بعيدا. تجمع شتات أفكارها. نهضت مسرعة، تتحسس مضجع ابنتها، فوجدتها تغط فى نوم عميق مرسلة شخيرا عاليا من أنفها الكبير. فاغرة فمها المنفرج عن أسنان صفراء. كانت تحمل كل مقومات الدمامة، لذلك كانت تكرة شقيقتها دهيبون الجميلة . وتكيد لها وتدبر لها المتاعب ، فتنهال عليها زوجة الأب بالضرب والسب وتخبر أبيها باكاذيب تنشرها حتى يغضب من دهيبون ويعاقبها.
كانت دهيبون كلما حدثت لها متاعب من شقيقتها وزوجة. تنام حزينة. فتزورها فى المنام أمها المتوفاة، تأتيها على شكل ملاك له أجنحة بيضاء فى صورة بهية، تقبّلها وتضمها اليها فى حنان. تواسيها .وتناصحها وتذكرها دائما أنها قريبة معه اوتقول لها: الحياة جميلة فلاتحزنى، وتغلبى على مصاعبها بالصبر، وحسن الأخلاق. كونى قوية، فتطمئن دهيبون ويذهب حزنها وتسعد لرؤية أمها فى المنام.
تكرر الكابوس المزعج، فتوجست أم نورالعين خيفة، وظنت إن هناك من يدبر لابنتها مكروها. وشكّت فى دهيبون التى ظنتها تغار منها فصارت تفكر ليل نهار كيف تتخلص منها.
ذهبت أم نور العين لإمراة شريرة، تسكن فى خيمتها وحيدة، فى أقصى مضارب الفريج. وقد عرفت هذه المراة بالخبث، والدهاء، والمكر. يذهب اليها الأشرار لتدبير المكائد. كانت مكروهة من أهل الفريج. قالت لها بصوتها الأجش: فى الجزيرة فى وسط النهر. عجوز شمطاء شريرة. أرسلى لها دهيبون لتقوم على خدمتها.ربما تهلك فى الطريق الى الجزيرة ،الوعرة مسالكها ،المحفوفة بالمخاطر وبذلك تتخلصى منها دون إن يدرى أبيها.
فرحت الأم فرحا شديدا ، وقالت لزوجها بعد أن أطعمته وأسمعته مديحا كثيرا عن ابنته دهيبون. وشرحت له حبها لها وحرصها عليها، فهى تريد أن ترسلها الجزيرة، تتعلم فنون الغزل فالجزيرة مشهورة بذلك. وافق الأب وأوصى ابنته دهيبون بالحرص على نفسها والتحلى بالأخلاق الكريمة.
عندما وصلت دهيبون الشاطئ حيث ترسوا المراكب لم تجدها. فقد غادرت نحو الجزيرة وكانت الشمس قد أوشكت على المغيب، فنظرت الى المياه والأمواج تتلاطم، محدثه صوتا مرعبا. تملكها الخوف .جلست حزينة تنظر الى صفحة المياه. وقد بدأ القمر يرسل اشعته الفضية . والأمواج تزداد عصوفا. فجاءة قفز تمساحا ضخما وقال لها: دهيبون الطيبة إجلسى على ظهرى. لاوصلك الجزيرة إرتعدت دهيبون من الخوف وقالت له: كيف عرفت اسمى...؟ قال لها لقد سمعنا عنك من العابرين من هنا. إنك بارة باهلك.. هيا..هيا . قفزت على ظهره فقطع بهاالنهر. وأنزلها فى الجزيرة. جلست تحت الشجرة تتناول طعامها. من الخبز الجاف.
حطت حمامة أمامها، فنثرت لها دهيبون فتافيت الطعام. قالت لها الحمامة:إنك فتاة طيبة، كريمة هل أنت ذاهبة الى عجوز الجزيرة ..؟ قالت لها دهيبون: كيف عرفت..؟ قالت الحمامة : تأتى الفتيات ليتعلمن الغزل ولكن العجوز اللئيمة، لاتقوم بذلك الابعد أن تختبر أخلاقهن، ولكنها ستعلمك الغزل أنت أخلاقك حميدة.
سأعلمك كيف تتعاملى معها. فأنا أحط فوق سقف كوخها كل شروق شمس، لذلك علمت سرها فهى تطلب الخدمات بكلام غير مفهوم لأنهاكبرت فى عمرها وأصابها النسيان.
دهشت دهيبون وقالت للحمامة: كيف ذلك ردت الحمامة :عندما تطلب الماء تعنى الطعام. اوعندما تطلب منك إفراغ الجرار تعنى جلب الماء.
فرحت دهيبون وشكرت الحمامة، وعندما وصلت كوخ العجوز، طرقت الباب بأدب وخوف فجاءها صوت العجوز من الداخل تفح مثل الثعبان قالت:حححححححمممممممممم من أنت؟
ــ أنا..دهيبون
ــ ماذا أتى بك
فتذكرت وصية الحمامة فقالت :جئت لخدمتك
فسمعت خطوات بطيئة تتجه نحو المدخل فزاد خوفها..
نظرت لها العجوز من تحت أجفانها المنتفخة، وعيونها تلمع مثل عينىّ القط، وفمها خالى من الأسنان وأخذت بيدها بحنان وقادتها الى الداخل.
وطلبت منها .الماء فاعطتها الطعام، فاكلت وشكرت ثم طلبت منها أن تفرغ الجرار، فملاتها ماء من البئر
وأخيرا سالتها: هل تريد تعلم الغزل الخشن بالوبر والصوف..... فاجابتها: نعم... فجاءت العجوز بالنول والخيوط الناعمة، من الحرير، والقطن الملونة بالأحمروالأخضر والفضى والذهبى. ونسجت أجمل الأقمشة والمفارش.
عند رحيل دهيبون، ودعتها العجوز شاكرة لها طيبتها وتهذيبها واحترامها لكبار السن. وكستها بشال ذهبى زادها جمالا.
عند أطراف الفريج..، رأى الأهالى دهيبون قادمة، ترتدى ملابس موشاة بخيوط ذهبيه ومعها المغزل والحرائر.فرحوا بقدومها فقد حزنوا لفراقها طويلا حتى الحيوانات تركت المرعى لغيابها. وبعد وصولها صارتتنسج الأقمشة للفتيات. وإشتهرت وكثر المتقدمين للزواج بها. دب الحسد فى قلب أم نورالعين ،فأرسلت ابنتها وذودتها بكثير من الطعام. عندما وصلت الشاطئ، لم تجد المراكب فصارت تبكى وتصرخ فذعر التمساح وأراد مساعدتها فنهرته قائلة: إذهب بعيدا أيها المتوحش. هل تريد أن تفترسنى؟ صمت التمساح وغفل راجعا داخل الماء يراقبها عن كثب . جلست ثلاث ليال تنتظر المراكب، وعندما عبرت الى بر الجزيرة .
حطت قربها الحمامة لتوصيها. فطلبت منها فتات الطعام، فصرخت فى وجهها:أ مى قالت لى لاتعطى طعامك لحمام الجزيرة.. طيرى بعيدا لن أعطيك. طارت الحمامة وحطت على سطح كوخ العجوز تنتظر قدومها. عندما وصلت للعجوز، رفضت تقديم الخدمات والمساعدة .إغتاظت منها العجوز. وسكبت لها القطران والأصباغ على ملابسها وشعرها وجسدها. وأصبحت مسخا ملونا، وطردتها شر طردة. فهربت باكية حيث مضارب الفريج .عندما لاحت قادمة صاح أهل الفريج متسائلين: من فعل بك ذلك؟ فصارت تبكى وتنتحب وأمها تواسيها. وعندما أرادت الفتيات أن يعرفن قالت لهن: إن أمى من فعل بى ذلك. فهى لم تعلمنى إن أكون طيبة مع الأخرين. وأرادتنى أن أكون مثلها ، ملأتنى حقدا. فحزنت الأم وصارت حديث المجالس فى الفريج.فكرت مليا ثم قالت لابنتها:من اليوم علينا أن نتغير يابنتى ، الناس بالناس ويحصد الانسان مايزرعة. فالنزرع المحبة وأنا تعلمت الدرس القاسى وانهمرت دموعها .
ومنذ ذلك التاريخ ،صارت تحنوا على أهل الفريج وتعامل دهيبون مثل ابنتها وبادلوها المحبة. ورحلت عنها الكوابيس المرعبة فى الأحلام وعاشت سعيدة مع ابنتيها دهيبون ونور العين.
الثلاثاء، 20 مارس 2012
"الشمس وأنا" قصة للأطفال بقلم: إيمان الشافعي
من سلسلة حكايات شهد للأطفال من 4 : 6
إيمان الشافعي
أستيقظ ككل صباح لأجد نفسي ملقاة على الأرض ، وغطائي مبعثر ، أسأل أمي من فعل بي هذا ، و قبل أن تجيبني ، أقول أنا أعرف إنها الشمس
أركب السيارة ، و أترقب الشمس ، تسير معنا كلما سرنا ، ألوح لها ، فتزيد إشراقاُ ، كم تحبني الشمس ، فهي دائماً خلفي تسير .
لكن في يوم من الأيام غضبت مني الشمس فلم توقظني مبكرا لقد جلست أمام التليفزيون لوقت متأخر ولم أستمع لنصيحة أمي بالنوم .
وعندما استيقظت متأخرا كانت الشمس اشتدت حرارتها ، أصبحت بعيدة عن شباك حجرتي التي أراها كل يوم تخرج من جهة اليمين منه ، نعم إنها تخرج من جهة اليد التي أتناول بها طعامي ، لقد ذهبت إلى منتصف السماء بعيدا عني ، وعندما أطللت من شباك حجرتي لأقول لها صباح الخير لسعتني حرارتها .
لن أفعل هذا مرة أخرى يا شمسي الجميلة ، سأنام مبكرا لأراك باكرا، وأتمتع بيوم سعيد ، أرى فيه ألوانك كلها ، الأصفر الفاتح..عندما أقول لك صباح الخير وأذهب لتناول لبن الصباح .
الذهبي عندما أتناول غدائي، والبرتقالي عندما أجلس أنا و أمي لأستفيد من أشعتك ليقوى عظمي .
أنت تحبين الأطفال لهذا تساهمين مع اللبن في تقوية عظامهم وأسنانهم ، وقبل أن تلوني السماء باللون البنفسجي وتنامين في حضنها أرسل قبلاتي إليك.. تصبحين على خير حبيبتي .
وتتركيني أنتظر القمر في حضن أمي بينما نغني ونقول :
يا شمسنا الجميلة ، بضفائرك الطويلة ، ذهبية منيرة ، تفتحي عيوني ، فيخرج منها النوم ، و أبدأ معك اليوم ، بكلمة صغيرة ، صباحك شهد .
"القطـَّة المرحة ُسوسن ُ" قصة للأطفال بقلم: زهير رسام
زهير رسام
حينما أمسكتُ قلمَ الرصاصِ بيدي وأردتُ أنْ أخطَّ شيئاً على الورقةِ، فتحتْ صديقتي ياسَمينُ عينيها على سَعتِهما وتساءلَتْ:
ـ ماذا يا سوسنُ!!؟
تريدينَ أن تتعلـّمي الكتابةَ!!
يظهر أنكِ نسيتِ بأنكِ قطّةٌ..
ـ أعرِفُ أنني قطَّةٌ وماذا في ذلكَ يا ياسمينُ، إنني قطّةٌ وأريدُ أن أتعلّمَ القراءةَ والكتابةَ..
ـ يا قطّتي العزيزة.. افهمي ما سأقولهُ لكِ جيداً، إنّكِ قطّةٌ وستبقينَ قطّةً والقطّةُ يجبُ أن تتعلّمَ كيفَ تصطادُ الفئرانَ فقطْ..
.. ها .. إذنْ لا شيءَ سوى اصطيادِ الفئرانِ فقطْ في نظرِكِ!! لا يا آنسةُ ياسمينُ لا.. لقد تغيرّ العصرُ، إنّ هذهِ القطّةَ التي أمامكِ قطّةٌ عصريةٌ تريدُ أن تتعلّم القراءةَ والكتابةَ، وأن تتعلّمَ اللعبَ بالكرةِ، وزراعةَ الأزهارِ.. والحياكةَ.. وسماعَ الموسيقى.. بالإضافة إلى صيدِ الفئرانِ.. وصمتتْ برهةً..، ثم ابتسمتْ مازحةً متسائلة:
وهل في هذا خطأٌ؟!. أو إزعاجٌ للآخرينَ.. أو لكِ..؟
ـ آهٍ.. لقد نسيتِ شيئاً آخرَ يا سوسنُ..
وما هو؟!
الحاسوبُ (الكومبيوترُ) يا سوسنُ..، كيفَ نتعلّمُ الحاسوبَ بسبعةِ، أيامٍ...!!
ـ رجاءً بدونِ تعليقاتٍ ساخرةٍ يا آنسةُ ياسمينُ..
وأطلقتْ ياسمين ضحكتَها المرحةَ، وفركتْ أُذنَ قطّتِها سوسنَ تحبّباً.. وقالتْ: تعالَيْ إذنْ.. لأسمِعَكِ شيئاً من الموسيقى الهادئةِ..
الاثنين، 19 مارس 2012
الطفل قريبا من القصة والشعر بعيدا عن المسرح والسينما ..! بقلم: ليلى البلوشي
الطفل قريبا من القصة والشعر بعيدا عن المسرح والسينما ..!*
ليلى البلوشي
حكت لي مرة صديقة وهي تعمل في مجال التدريس أن بعض مدارس اليابان تقود الأطفال إلى غرفة كبيرة في كل ناحية من نواحيها أشياء مختلفة تحاكي مواهب عديدة ، وحين يدخل الأطفال إلى اللغرفة الكبيرة كل منهم يسير من تلقاء نفسه إلى الأشياء التي يحب التعاطي معها ،
منهم من توجه صوب الأجهزة الالكترونية المحطمة وعكف على اصلاحها ومنهم من توجه إلى حوض استحمام وغطس فيها سابحا وآخرون تناثروا هنا وهناك كل مع موهبة قريبة من روحه..
كهذه الأفكار المصبوغة بالفكر الياباني الخلاّق غريبة عن مجتمعاتنا ؛ فمن خليجنا إلى محيطنا هناك فنّان متوحدان يكادان يختصرا عالم الطفل
كله ॥ هذان الفنّان هما القصة القصيرة والشعر .. و القصة القصيرة مصدر أدبي تثقيفي مهم جدا للطفل من أجل تنمية جوانب السرد لديه ، ويشكل جنيا إلى جنب مع الشعر ثنائيا محببا لقلوب الأطفال ॥ ولكن ما الذي جعلهما يحتلان الصدارة كمصادر تثقيفية في واجهة أدب الطفل ..؟!
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن القصة في بعض الأحيان تحل محل الكتاب المدرسي الذي يرفّه عن الطفل ، بل هو المهرب الوحيد المتوفر أمامه ليعدها وسيلة تسليته بموافقة الآباء ؛ فهم يطمحون بأن يكون أطفالهم على درجة من الذكاء ، وعلى قدر من المعرفة والثقافة .। وهم على إدراك تام أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال توفير قدر من الثقافة المتوفرة لتحقيق هذا الأمل المرجو ، لهذا تكون القصص المنشورة هي بديل يقدمه الكبار لصغارهم من أجل تثقيفهم ، فبما أن الطفل يهرب من كتبه المدرسية ، إذن لا حل في رفع مستواه الفكري سوى من خلال ما ينشر له من فنون السرد والشعر ..
ولا عجب إذن أن تحتل فنون القصة والشعر المراكز الأولى من أهمية للطفل ، فهو لا يوفر ما يريده بنفسه بل إنما رغبات الكبار هي التي تفرض عليه ما ينبغي قراءته ، و" هنري ميللر " من الكتاب الذين أدركوا هذا الجانب حين حكى عن طفولته مع الكتب قائلا : " الكتب التي يقرأها المرء وهو طفل مفروضة عليه ، محظوظ الطفل الذي لديه أبوان حكيمان " ..
وبما أن القصص يمكن توفيرها بسهولة بغض النظر عن جودتها ، والشعر الغنائي تبرعت بعض قنوات الأطفال المذاعة للأطفال في انتشاره بينهم ॥ ولعل أشهر تلك القنوات هي " جزيرة أطفال ، mbc3 ، طيور الجنة ، براعم ، كراميش ، اسبيس تون ...إلى لا آخره " ॥ مما لا شك فيه أن الفضل يعود لمعظم هذه القنوات في إرساء شعر الأطفال وتمريره بشكل سريع بين هذه الفئات ، مع الإشارة إلى أن الطفل حين يمارس هذه الفنون يمارسها بجهد فردي ، فالآباء لن يضطروا حين يقدموا لطفلهم الذي يجيد القراءة والكتابة قصة بتبديد أوقاتهم لقراءتها له ، ولا أن يقضوا ساعات طوال أمام اللتلفاز مع أطفالهم وهو يستمعون للأناشيد المذاعة ، لهذا كانت القصة وكان الشعر بديلا سهلا التوفر وخاضعان لشروط يريدها الكبار ..!
بينما مسرح الطفل وسينما الطفل ظلما في منظومة رغبات الكبار؛ نتيجة حاجة هذين الفنيين إلى تكاتف الكبار مع صغارهم ॥ فالمسرح له مكان خاص يذهب إليه الصغير كي يشاهد ما يعرض على خشبته ، وكذا الحال مع السينما ॥ فهل الكبار سيخضعون لصغارهم حينئذ في عصر تسبقه مبرراته ..؟!
واذكر جيدا ضمن فعاليات الملتقى الأدبي للشباب في البريمي الذي صادف عام 2009م ، عرضت ضمن جدولة هذه الفعاليات مسرحية للأطفال و حين حضور العرض لم نجد إلا عددا ضئيلا جدا من الأطفال للأسف ..!
وهذا حال معظم مسارح الطفل في معظم الدول العربية ، ولكني استثني من هذه الحالة مسرح الطفل في الإمارات في موسم عرض شخصيات المسلسل الكرتوني " فريج " والمعروف بـ" أم خماس " على مسارحهم بعد أن كانت شخصيات كرتونية في الشاشة الصغيرة ..
وبشهادة الحضور المحتشد يومئذ اكتظت مقاعد المسرح حتى لم يجد الجمهور مكانا لموطئ قدم ॥ والسر ليس في اهتمام الكبار لرغبات أطفالهم بقدر اهتمامهم برغباتهم الشخصية ؛ لأن هذه الشخصيات حصدت قدرا كبيرا من الشهرة وغدت محبوبة بحيث ناهضت حافز الكبار قبل الصغار لمشاهدة عروضها ॥! هنا نشير إلى التظلم الذي يتعرض له الطفل العربي في كل مكان ، فهو طفل خاضع لقوانين الكبار ورغباتهم ..!
وهل هناك وعي كاف من المجتمع ناهيك عن دور المدارس الحكومية للأطفال ..؟!
قلة من يعي أهمية أخذ الطفل للمسرح وأقول " أخذ " عوضا عن " ذهاب " ؛ لأن الطفل عاجز عن الذهاب بنفسه والكبار هم الذين يبادرون لهذه المهمة..!
أوليس من الضروري على المجتمع أن يوّسع حلقات اهتمامه بالطفل في إرساء أهمية المسارح لدى هذه الشريحة ، هذا إلى أهمية دور المدارس في توفير مسرح لهم ، فمعظم المدارس لا تولي أدنى أهمية بتثقيف هذا الجانب عند الطفل ، بل يصل الأمر لحد التحجج باعتبار هذا الجانب مضيعة للوقت وللحصص الدراسية ، ولعل المعلمين لا ذنب لهم حين لا توفر المدرسة فسحا لممارسة مثل هذه الفنون ، في المقابل ترى المدارس إلى أن التقصير ليس منها ؛ لأن هيئات وزارة التربية والتعليم أقصى ما يهمها هو سير على خطط جدولة المناهج التدريسية ..!
بل إن معظم الأنشطة المطروحة للصغار هي نفسها درجت عليها الأجيال السابقة ، ويبقى التجديد فقط قاصرا على المناهج الدراسية ، متناسية هذه الهيئات أهمية الفنون الأخرى من الرسم واللياقة البدنية والمسرح والسينما وصحافة الطفل إلى أن تكون وسائل تطبيقية تساهم بشكل ايجابي كبير في تخريج جيل طفولي بنّاء يساهم في نهضة الوطن ..
فإذا كان الأمر كذلك فثمة بدلائل أخرى لغلق باب الأعذار ، فالمدارس من المفروض حين يتناهى إليها وجود عروض مسرحية مخصصة للطفل ، عليها أن تسعى إلى اقتناص هذه الفرص ، بتنظيم رحلات تشجيعية لمشاهدة عروض هذه المسارح من خلال استدعاء الصغار من مدارس مختلفة لهذه الفعاليات ، فهي في النهاية مقدمة لهم ، كمنهجها التشجيعي الذي تتبعه في تنظيم رحلات للطلبة إلى معارض الكتاب التي تقام في كل عام ، و بهذه الطريقة سننمي عند الطفل في هذه المرحلة المتقدمة من حياته أهمية وحب فن المسرح وضرورته ، وهذا يحقق عدة فوائد ، لعل
من أكثرها أهمية هو تشجيع ممثلي مسرح الطفل وعروضهم وتحسيسهم باهتمام المجتمع لما يقدمه ؛ فهنالك متابعين لهم من الصغار والكبار على حد سواء ، وهذا التحفيز بدوره ينشّط من الحركة المسرحية على ساحة الطفل في تقديم عروض على درجة من الأهمية والجودة وتفعيل أنشطتهم وفرز تنافسات بين المهتمين بعروض مسرح الطفل ، بل إن استيعاب الطفل لهذه الحضارية وتعويده عليها في كل مرة يعزز فيه الذائقة النقدية لما يقدم على شرفه من عروض مختلفة ؛ فالمسؤولية والحرية الكافية الممنوحان له يطور فيه التفكير النقدي حيث تتاح له فرصة لاستكشاف ما يجلب له الرضا والسعادة ..
ومن جانب آخر يمكن أن نتساءل : لماذا لا يسع الكبار في مسرح الطفل إلى تشكيل فرق مسرحية ، تقوم بعرض مسرحياتها على خشبة مسرح الطفل في المدرسة ॥ وهذا التساؤل هو دعوة بمثابة اقتراح قابل للتنفيذ من قبل لجان مسرح الطفل بالاتفاق مع المدرسة ..
والسينما فن حواسي يساهم بشكل جديّ في ارتقاء العقل ، فهي من الفنون التي تحاكي البصر والسمع وتدعم أخيلتهم بشكل فعّال ، ولكن الوعي المجتمعي ما يزال قاصرا عن أهمية كل هذا وهو قصور امتد إلى مدارس الأطفال ومن ثم إلى بيوتهم وعوالمهم ككل ..!
لكنه فن منسي في عقلنة الطفل العربي وليس هذا من الدهشة في شيء ؛ فنظرة بعض الآباء قاصرة له ॥ فهم يرون إلى اليوم بأن السينما فن معيب ويعرض ما يخدش للحياء ، وهذا خلق شعورا من التخوف في تلك العقليات الاسفنجية التي تمتص ببلاهة كل ما يتناهى إليها كحقائق واقعة ، وأشدد هنا إلى أهمية دور المدرسة في تحسين هذه النظرة واستبدالها من خلال توفير فرص للصغار بارتياد هذه الأماكن ॥ كي يكون فنا كأي من الفنون المطروحة له من حق الطفل أن جزءا من الحضور خاصة إذا ما كان الفيلم المعروض في شباك التذاكر يخاطبهم ॥ فكيف السبيل إلى إنشاء جيل من ممثلي المسرح والسينما على درجة عالية من الموهبة وهذه الفنون مذ نعومة الصغار مفقودة ، بل تعد فنونا
جديدة بالنسبة لهم ، لم يتعودوا عليها ، ولن يتقبلها معظم الناس كمواهب يمارسها أطفالهم رغم أصالة المبدأ ..؟!
إذن فلنعوّد صغارنا على فنون جديدة ॥ لنضّخ عقولا جديدة مسايرة لروح العصر ، مع التشديد على أهمية جودة ما يقدم له ، إلى جانب أهمية توفير قدر من الحرية للطفل في اختيار ما يريد دون تدخل من الكبار أو فرض رغباتهم عليه ، و هي من أبسط حقوقه لتكون له كينونة مستقلة ॥ ولا ننس قط إلى أن أطفالنا في دول الخليج العربي ، يعيشون في أجواء صحية ومستقرة على كافة الأصعدة وذلك كفيل بحد ذاته في خلق سمو فكري سليم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقة قدمت في ندوة الطفل التي عقدت في البريمي تحت عنوان ( أدب الطفل واقع وطموح ) 12 / 3 / 2012م .
ليلى البلوشي
Lailal222@hotmail.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)