زهير رسام
حينما أمسكتُ قلمَ الرصاصِ بيدي وأردتُ أنْ أخطَّ شيئاً على الورقةِ، فتحتْ صديقتي ياسَمينُ عينيها على سَعتِهما وتساءلَتْ:
ـ ماذا يا سوسنُ!!؟
تريدينَ أن تتعلـّمي الكتابةَ!!
يظهر أنكِ نسيتِ بأنكِ قطّةٌ..
ـ أعرِفُ أنني قطَّةٌ وماذا في ذلكَ يا ياسمينُ، إنني قطّةٌ وأريدُ أن أتعلّمَ القراءةَ والكتابةَ..
ـ يا قطّتي العزيزة.. افهمي ما سأقولهُ لكِ جيداً، إنّكِ قطّةٌ وستبقينَ قطّةً والقطّةُ يجبُ أن تتعلّمَ كيفَ تصطادُ الفئرانَ فقطْ..
.. ها .. إذنْ لا شيءَ سوى اصطيادِ الفئرانِ فقطْ في نظرِكِ!! لا يا آنسةُ ياسمينُ لا.. لقد تغيرّ العصرُ، إنّ هذهِ القطّةَ التي أمامكِ قطّةٌ عصريةٌ تريدُ أن تتعلّم القراءةَ والكتابةَ، وأن تتعلّمَ اللعبَ بالكرةِ، وزراعةَ الأزهارِ.. والحياكةَ.. وسماعَ الموسيقى.. بالإضافة إلى صيدِ الفئرانِ.. وصمتتْ برهةً..، ثم ابتسمتْ مازحةً متسائلة:
وهل في هذا خطأٌ؟!. أو إزعاجٌ للآخرينَ.. أو لكِ..؟
ـ آهٍ.. لقد نسيتِ شيئاً آخرَ يا سوسنُ..
وما هو؟!
الحاسوبُ (الكومبيوترُ) يا سوسنُ..، كيفَ نتعلّمُ الحاسوبَ بسبعةِ، أيامٍ...!!
ـ رجاءً بدونِ تعليقاتٍ ساخرةٍ يا آنسةُ ياسمينُ..
وأطلقتْ ياسمين ضحكتَها المرحةَ، وفركتْ أُذنَ قطّتِها سوسنَ تحبّباً.. وقالتْ: تعالَيْ إذنْ.. لأسمِعَكِ شيئاً من الموسيقى الهادئةِ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق