سمكة السلمون
الفتية
بقلم: طلال حسن
" 1 "
ـــــــــــــــــــ
وصلت سمكة السلمون الفتية مياه
المحيط ، بعد رحلة شاقة ، استمرت فترة طويلة ، من أعلى النهر ، حيث ولدت ، إلى
المحيط .
ومهما كانت معاناتها ، في رحلتها
هذه ، إلا أن معاناة أمها ، في رحلتها من المحيط ، إلى أعلى النهر ، كانت أشدّ
بكثير .
فقد مضت الأم ، مع مئات بل آلاف أسماك السلمون ، بعد أن وصلت إلى مصب النهر
، تشق الطريق الصاعد إلى أعلى النهر ، سابحة عكس التيار ، قافزة المساقط المائية
المرتفعة ، فتموت أعداد هائلة من التعب ، أو تقع فرائس للدببة والطيور المائية ،
والصيادين من البشر .
وحين وصلت الأم ، إلى أعلى النهر ، كانت قد أصيبت بتعب شديد ، فتهبط إلى
القاع ، حيث تضع البيض ، وتغطيه بالرمال ، وهذا ما فعلته مئات بل آلاف أسماك
السلمون .
وما أن تضع الأسماك البيض ، وقد أصابها التعب الشديد ، حتى تتهاوى أغلبها
إلى قاع النهر ، وسرعان ما تفارق الحياة .
أما الباقي ، وهي قليلة جداً ، فإنها تنحدر متعبة مع تيار النهر، وتتعرض
مرة أخرى للهلاك ، على أيدي الطيور والصيادين ، والدببة التي تكاد لا تشبع .
" 2 "
ــــــــــــــــــــ
على امتداد الجدار المرجاني ،
سبحت سمكة السلمون الفتية ، يقظة ، حذرة ، فالغفلة هنا ، حتى للحظة واحدة ، قد
تكلف السمكة حياتها .
وفي مكان من الجدار ، لمحت افعوان البحر ، يبرز رأسه من مكمنه بين الصخور ،
فتباطأت قليلاً ، وانحرفت عن مكمنه ، رغم أنها تعرف ، أن الافعوان لا يأكل غير
الديدان والقواقع والحشرات .
وتوقفت خائفة ، فقد لمحت أنثى اخطبوط ، تربض على مقربة من بيضها ، وسبحت
مبتعدة عنها ، مع أن أنثى الاخطبوط ، لا تأكل ، ولا تهاجم فريسة ، مادامت تحرس
بيضها ، وستبقى هكذا ، حتى يفقس البيض ، ويخرج الصغار إلى البحر ، بينما تتهاوى هي
إلى القاع ، وقد فارقت الحياة .
وعلى مسافة غير بعيدة ، انتبهت إلى وجود اخطبوط ذكر ، يتربص بدون حراك ،
على رمال القاع ، واقتربت منه سمكة ، فمدّ أذرعه الثمان إليها ، وأمسك بها ،
وسرعان ما دفعها إلى جوفه .
وتوقفت سمكة السلمون الفتية خائفة ، ثم استدارت بسرعة ، وانطلقت مبتعدة عن
الاخطبوط ، لا تلوي على شيء .
" 3 "
ــــــــــــــــــــ
سارت السلحفاة العجوز ببطء ،
على رمال القاع ، ورأتها سمكة السلمون الفتية ، فاقتربت منها على حذر ، وقالت :
طاب يومكِ .
وتوقف السلحفاة العجوز ، ورفعت رأسها إليها ، وردت قائلة : طاب يوكِ ، يا
عزيزتي .
وصمتت لحظة ، ثم قالت : كوني حذرة ، يا بنيتي ، فأنت سمكة سلمون فتية ،
والمكان هنا فيه من الأعداء ، أكثر مما فيه من أصدقاء .
وابتسمت سمكة السلمون الفتية ، وقالت : أنتِ على ما يبدو تعرفينني .
واستأنفت السلحفاة العجوز سيرها البطيء ، وقالت : إنني لم اقضِ سنوات عمري
الطويلة بالعبث ، صحيح إنني تمتعت ، لكني حاولت أيضاً أن أتعلم ، وهذا ما أتمنى
أنت أن تفعليه ؟
وتوقفت السلحفة العجوز ، ناظرة إلى ما يشبه الدودة ، تتلوى يميناً ويساراً
، فوق رمال القاع ، وقالت : أيتها السمكة ، انظري هناك .
ونظرت سمكة السلمون الفتية ، إلى حيث أشارت السلحفاة العجوز ، وقالت : تبدو
هذه ، للوهلة الأولى ، وكأنها دودة تبرز من الرمال .
فقالت السلحفاة العجوز : نعم ، هذا ما تبدو عليه ، لكن الحقيقة ..
وهنا اندفعت سمكة ، في حجم سمكة السلمون ، نحو ما ظنته دودة ، فهزت
السلحفاة العجوز رأسها ، وقالت : هذه السمكة ستدفع ثمن تسرعها .
وما إن اقتربت السمكة مما ظنته دودة ، وفتحت فمها لتلتهمها ، حتى برزت من
تحت الرمال سلحفاة شرسة بشعة ، وبسرعة البرق ، انقضت على السمكة ، وابتلعتها في
الحال .
وجمدت سمكة السلمون الفتية في مكانها ، فالتفتت السلحفاة العجوز إليها ،
وقالت : تلك هي السلحفاة النهاشة ، وهي تكمن تحت رمال القاع ، تاركة هذه الزائدة
الشبيهة بالدودة فوق الرمال ، لتخدع بها الحمقاوات من الأسماك .
عندئذ استأنفت السلحفاة العجوز سيرها البطيء ، وهي تقول : وداعاً يا عزيزتي
، كوني حذرة ، لتعيشي وتتعلمي ، وتتمتعي في حياتكِ .
" 4 "
ـــــــــــــــــــ
نعم ، لقد تعلمت سمكة السلمون
الفتية اليوم ، أن السلاحف ليست كلها طيبة ، ومسالمة ، تقتات على النباتات
والديدان ، فهناك سلاحف أخرى ، مثل بعض الأسماك المفترسة ، تأكل العديد من أحياء
البحر ، ومن بينها الأسماك .
وتوقفت سمكة السلمون الفتية ، حين رأت سمكتين في حجمها تقريباً ، وتأملتهما
ملياً ، إنهما ليستا من أسماك السلمون ، ترى أهما من الأسماك المتوحشة ، المفترسة
، أم .. ؟
والتفتت إليها إحدى السمكتين ، وتطلعت إليها متفحصة اياها ، ثم خاطبتها
قائلة : تعالي ، يا عزيزتي ، إذا كنتِ تشكين من شيء .
ارتاحت سمكة السلمون الفتية من كلماتها ، فاقتربت منهما ، وقالت : طاب
يومكما .
فردتا معاً : طاب يومكِ ، اقتربي .
وتلفتت سمكة السلمون الفتية بحذر ، وقالت : المكان هنا مكشوف ، وخطر ،
وأخشى أن تكون هناك سمكة قرش في الجوار .
وابتسمت السمكتان ، وقالت إحداهما : أنت محقة ، فها هي سمكة القرش مقبلة .
وهمت سمكة السلمون الفتية ، أن تلوذ بالفرار ، فقالت لها السمكة الثانية :
إذا هربتِ سيراك ، ومن يدري فقد يطاردكِ ، ابقي هنا ، وراقبينا .
وجمدت سمكة السلمون الفتية في مكانها ، وهي ترى بأم عينيها ، السمكتين
تتجهان بدون تردد إلى سمكة القرش ، وما إن رأتهما سمكة القرش ، حتى توقفت ، وفتحت
فمها على سعته .
وخفق قلب سمكة السلمون الفتية رعباً ، وقد تراءى لها أن سمكة القرش ،
ستلتهم هاتين السمكتين المجنونتين ، لكن بدل ذلك ، دخلت إحدى السمكتين فم سمكة
القرش ، المدجج بأسنان كالخناجر ، ودخلت الأخرى خياشيمها ، ترى ماذا تفعل هاتان
السمكتان المجنونتان ، في فم سمكة القرش وخياشيمها ؟
وبعد حين ، فوجئت سمكة السلمون الفتية ، بالسمكة الأولى تخرج سالمة ، من فم
سمكة القرش ، وتخرج السمكة الثانية سالمة أيضاً من خياشيمها ، فاستدارت سمكة القرش
بهدوء ، ومضت حتى غابت .
وعادت السمكتان إلى سمكة السلمون الفتية ، فقالت لهما بصوت جففه الرعب : لم
تأكلكما سمكة القرش تلك ، يبدو أنها سمكة قرش طيبة ، سأجرب أن أفعل ما فعلتماه ،
إذا رأيت سمكة القرش ..
وحذرتها السمكتان ، فقالت الأولى : حذار ..
وقالت الثانية : ستأكلك سمكة القرش في الحال .
وحدقت سمكة السلمون الفتية فيهما ، ثم قالت : لكنها لم تأكلكما ، حينما
دخلتما فمها وخياشيمها .
فقالت السمكة الثانية : نحن سمكتان منظفتان ، وقد نظفنا فمه وخياشيمه ..
وقالت الأولى : ولهذا فإنه لا
يأكلنا .
ولاذت سمكة السلمون الفتية بالصمت لحظة ، ثم استدارت ، ومضت مبتعدة عن
السمكتين المنظفتين ، دون أن تتفوه بكلمة واحدة .
" 5 "
ـــــــــــــــــــــ
سبحت سمكة السلمون الفتية ،
بشيء من السرعة ، لعلها تلتقي بجماعتها ، حتى شعرت بالتعب ، دون جدوى ، وتتوقف ، حين رأت سمكة سلمون كبيرة ، تسبح ببطء
وحدها .
وحانت من سمكة السلمون الكبيرة التفاتة ، ورأت سمكة السلمون الفتية ،
فتوقفت هي الأخرى ، وقالت مرحبة : أهلاً بنيتي ، تعالي هنا .
واقتربت سمكة السلمون الفتية منها ، وقالت : أنتِ أول سمكة سلمون أراها منذ
فترة طويلة .
فردت سمكة السلمون الكبيرة قائلة : لابد أنكِ ابتعدت عن جماعتك ، فتهت .
وهزت سمكة السلمون الفتية رأسها ، أن نعم ، دون أن تتفوه بكلمة ، فقالت
سمكة السلمون الكبيرة : هذا خطأ ، يا بنيتي ، فنحن نكون أكثر أمان ، حين نكون جزء
من مجموعتنا الكبيرة .
وتلفتت سمكة السلمون الكبيرة حولها ، وبدا عليها شيء من القلق ، فقالت :
تلك سمكة سفاحة ، تعالي نختبىء ، في مكان آمن ، قبل أن ترانا .
وهبطت سمكة السلمون الكبيرة قليلاً إلى الأسفل ، فلحقت بها سمكة السلمون
الفتية ، وتوقفتا جامدتين بين الأعشاب البحرية ، ومن بعيد ، لاحت سمكة طولها حوالي
" 15 " سنتمتراً ، تتميز بأسنان قاطعة قاتلة ، إنها حقاً سمكة متوحشة
مفترسة .
ومالت سمكة السلمون الكبيرة ، على سمكة السلمون الفتية ، وقالت : من حسن
حظنا أن هذه السمكة المفترسة وحيدة الآن ، فهي تتنقل عادة في أسراب تتكون من حوالي
" 1000 " سمكة .
وصمتت لحظة ، ثم قالت : وهنا تتجلى الخطورة ، التي يتعرض لها ، انسان
يهاجمه سرب من هذه الأسماك المفترسة ، وهي رغم كلّ شيء ، أقل وحشية وفتكاً من
أسماك البيرانيا .
وتساءلت سمكة السلمون الفتية : البيرانيا
!
فردت سمكة السلمون الكبيرة قائلة : اطمئني ، فهذه الأسماك لا تعيش في
البحار ، وإنما في الأنهار ، وخاصة نهر الأمزون ، وهي أكبر بقليل من السمكة
المفترسة ، لكنها أشد افتراساً منها ، ويكفي أن تعرفي ، إنها إذا هاجمت دباً يعبر
النهر ، تحوله إلى هيكل عظميّ في دقائق .
ولاذت سمكة السلمون الفتية بالصمت ، وقد بدا عليها الخوف ، فتلفتت سمكة
السلمون الكبيرة ، وقالت : لنخرج من هنا ، لقد ابتعدت السمكة المفترسة .
" 6 "
ـــــــــــــــــــــ
اختض الماء بشدة ، وتدافعت
أمواج مرتفعة مزبدة ، وتطايرت الأسماك خائفة ، مبتعدة في شتى الاتجاهات ، فتلفتت
سمكة السلمون الفتية حولها ، وتساءلت بشيء من الخوف : ما الأمر ؟ ماذا يجري ؟
فردت سمكة السلمون الكبيرة قئلة ، بصوت يشي بقلقها : أخشى أن يكن الحوت
القاتل في الجوار ، وهو أخطر كائن في البحار .
وتمتمت سمكة السلمون الفتية بصوت خافت مرتعش : الحوت القاتل ! لابد أنه
أخطر من القرش الأبيض ، مفترس الانسان .
ومن بعيد ، لاح ما يشبه الجبل ، يمخر أمواج البحر ، وينفث نافورة ماء من
وسط رأسه الضخم ، فنظرت سمكة السلمون الكبيرة إليه ، وقالت : هذا ليس الحوت القاتل
، وإنما حوت العنبر .
وفغرت سمكة السلمون الفتية فاها مذهولة ، وقالت : هذه أول مرة أرى فيها حوت
العنبر ، ولم أكن أعرف أنه بهذا الحجم الهائل .
فقالت سمكة السلمون الكبيرة : حوت العنبر ، يا بنيتي ، هو أضخم كائن حيّ ،
في البر والبحر .
وانتبهت سمكة السلمون الفتية ، إلى سمكة صغيرة الحجم ، تسبح بهدووء ، غير
مبالية بحوت العنبر الضخم ، فقالت مندهشة : انظري إلى هذه السمكة الصغيرة ، التي
تسبح على مقربة من حوت العنبر ، دون أن يبدو عليها أي اهتمام أو خوف ، وكأن هذه
المجنونة لم تره .
فردت سمكة السلمون الكبيرة قائلة : بل رأته ، لكنها بالفعل لا تخاف منه ،
وعليه هو أن يخاف منها ، فهي السمكة المثقاب .
وتمتمت سمكة السلمون الفتية مذهولة : ماذا ؟ السمكة المثقاب !
فردت سمكة السلمون الكبيرة قائلة : هذه أغرب سمكة في كلّ بحار ومحيطات
العالم ، فهي تستطيع أن تخرج من جوف الحوت ، إذا أخطأ وبلعها ، وذلك بأن تقرض
جدران معدته ، ثم تشق طريقها إلى الخارج سالمة تماماً .
ونظرت سمكة السلمون الفتية ، إلى سمكة السلمون الكبيرة ، وقالت : لو كنت
سمكة مثقاب ، وليس سمكة سلمون ، لما خفت الحوت القاتل نفسه .
" 7 "
ــــــــــــــــــــ
سبحت سمكتا السلمون الفتية
والكبيرة ، جنباً إلى جنب ، ساعات عديدة ، وهما تبحثان دون جدوى عن مجموعتهما ،
سرب أسماك السلمون .
وتوقفتا للراحة فترة ، فقد تعبتا من التجوال والبحث ، وقالت سمكة السلمون
الكبيرة : يبدو إننا سنفترق ، إذا التقينا بمجموعتنا ، في وقت قريب .
وتعكرت ملامح سمكة السلمون الفتية ، وقالت : لا ، لا تقولي هذا ، أرجوكِ ،
أنا لا أريد أن أفترق عنك ، فلم أعرف معنى الاطمئنان ، منذ أن تهت عن السرب ، إلا
بعد أن التقيتُبكِ .
فقالت سمكة السلمون الكبيرة تطمئنها : ستكونين مطمئنة أكثر ، حين نعثر على
السرب ، وسنعثر عليه عاجلاً أو آجلاً .
وقالت سمكة السلمون الفتية : إذا كنتِ معنا في السرب ، سأكون مطمئنة أكثر .
واستأنفت سمكة السلمون سباحته ، ولكن ببطء ، وقالت : هذا العام ، سيحين
أوان وضع البيض ، ولابد أن أمضي مع رفيقاتي إلى أعلى النهر .
ولحقت بها سمكة السلمون الفتية ، وقالت : يُقال أن الطريق عبر النهر شاق
جداً .
فردت سمكة السلمون الكبيرة قائلة : مهما يكن ، فعليّ ورفيقاتي ، أن نجتازه إلى أعلى النهر ، فنحن لا نضع البيض إلا هناك ، حيث ولدنا .
وهنا مرّ طائر بحري ، كبير الجناحين ، يبدو أنه جاء مهاجراً من بعيد ، متجهاً
إلى البعيد ، فنظرت سمكة السلمون الفتية إليه ، وقالت : ليتنا نحن الأسماك ،
نستطيع الطيران مثل هذا الطائر .
واهتز ماء البحر ، وكأنه ماء يغلي ، فتساءلت سمكة السلمون الفتية قلقة :
ماذا يجري ؟
وضحكت سمكة السلمون الكبيرة ، وقالت : تمنيتِ ، يا عزيزتي ، لو أن الأسماك
تطير مثل الطيور ، وها هي أسماك تطير .
وفغرت سمكة السلمون الفتية فاها مذهولة ، حين رأت عشرات ، بل مئات من
الأسماك ، تشبه زعانفها الأجنحة ، تثب من الماء ، وتطير على ارتفاع مئة قدم ،
فصاحت قائلة : انظري ، هذا السمك يطير .
وابتسمت سمكة السلمون الكبيرة ، وقالت : يبدو أن أحد أعدائها يهاجمها ،
فهربت منه بسرعة ، وطارت كما ترينها ، لكن طيرانها لا يزيد عن المئة متر .
وبعد قليل ، اختفت الأسماك الطائرة ، من الفضاء ، ومن سطح البحر ، فقد عادت
إلى البحر ، وغاصت محتمية بالأعماق .
وقبيل نهايةالنهار ، لاح سرب ضخم من الأسماك ، يشق ماء البحر ، في أفواج
متراصة ، فتطلعت سمكتا السلمون إليه ، وقالت الفتية : انظري ، سرب أسماك .
فقالت سمكة السلمون الكبيرة فرحة : ابشري ، هذا سربنا ، هيا نمضي ، ونلحق
به بسرعة .
وأسرعت سمكة السلمون الكبيرة ، تشق ماء البحر نحو السرب الضخم ، وعل الفور
، وبكل ما تملك من قوة ، انطلقت سمكة السلمون الفتية في أثرها .
هناك تعليق واحد:
جميلة جدا احببتها للمبدع طلال حسن
إرسال تعليق