[الشرطي المنضبط ]
عبد الله جدعان
عاد مروان فرحا من المدرسة.. يحمل سرا في داخله ثم وقف
يقلد حركات شرطي المرور أثناء أداء واجبه في تسيير المركبات والمشاة مما دعا زيدان
أن يسأله: ماذا حدث لك؟ جرى لعقلك مكروه لا سامح الله؟ فقال مروان: الأستاذ عجاج
اسند لي دور في مسرحية قصيرة سوف نعرضها في باحة المدرسة أثناء تحية العلم!. ففرح
زيدان كثيرا وقال: وما كان دورك فيها؟.. ما اسمها؟ أجاب مروان, دوري هو شرطي
المرور, أقف وسط الطريق لكي انظم سير المركبات وملاحظة من يخالف قواعد السير
وعلامات المرور, اسمها آداب الطريق, قال زيدان بالطبع لابد من الإشارة في المسرحية
إلى توضيح الرصيف للمشاة, والشارع
للمركبات, لكي لا يتعرض الإنسان ادهس المركبات, أجاب مروان: نعم وكما قال لنا
الأستاذ عجاج: أن أنظمة المرور واحدة من الأمور التي يقاس بها تقدم الدول في
العالم!. والإشارات الضوئية هي جزء من هذه الأنظمة التي يجب تطبيقها والمحافظة
عليها!!. ثم توقف فجأة عن الكلام, وسأله زيدان: ما بك؟ أكمل حديثك؟ فقال مروان
بألم ومرارة: لكن مع الأسف ما حل ببلدنا من دمار وعبث بارز بأجهزة الإشارات
والعلامات المرورية وتكسر الطرقات وفقدان النظام لم تعد مدينتنا أم الربيعين جميلة
كما كانت سابقا!! وقال زيدان وهو متألم: كثيرا ما أشاهد الأوساخ على كابينة جهاز
السيطرة للإشارات الضوئية, ورمي الأوساخ والنفايات في ( منهولات, قابلوات)
التقاطعات وأسلاكها!! الأمر الذي يؤدي إلى تلفها وتوقف الإشارات عن عملها, وأخيرا
كسر مصابيح الإشارات الضوئية.. مما يربك سير المركبات لعدم وجود دلالة اشتغال
الإشارة الحمراء أو الصفراء أو الخضراء, وأضاف مروان قائلا: نعم فهناك مشهد يشير
إلى التجاوزات الكثيرة وعدم الصيانة فمثلا: شوارعنا مليئة بالمركبات الزراعية
والإنشائية من (بلدروز) وحادلة وقاشطة وسيارات حمل مما يشوه منظر المدينة وجمالها
لانعدام النظام فيها فضلا عما يلحقه مثل هذا التجاوز من أضرار في تهشم الرصيف!!
أليس كذلك يا زيدان؟ قال زيدان: نعم ولا تنسى أيضا أن للطريق أدبه وضوابطه وقواعد
مرورية!.. فهي الأساس في تحقيق السلامة للجميع, فابتسم مروان ثم انتصب بهيأة عسكرية وقدم التحية لزيدان وقال: هذا ما
ستشاهده فعلا في المسرحية قال زيدان وهو مازحا: هيا اذهب وأبدل ملابسك لنتناول
وجبة طعام الغداء أيها الشرطي المنضبط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق