نريد اهتماما أكبر بأطفالنا
من خلال التربية والتعليم والثقافة
والإعلام
عبده الزرّاع
مازلنا ننظر إلى أطفالنا فى مصر على أنهم شىء عابر فى حياتنا، رغم ما وصل
إليه العالم من تطور علمى وتكنولوجى، ساهما بشكل كبير فى تثقيف الطفل وتطوير طرق
تفكيره، وإعمال عقله، وإطلاق خياله، كل هذا يدور حولنا ولم يكن لدينا خططا علمية
للنهوض بوعى وثقافة الطفل، وكل المؤسسات التى تعمل فى مجال الطفولة تعمل بمعزل عن
الأخرى، مما يؤدى إلى عشوائية فى التفكير، وقصور فى الرؤيا، دون النظر بعين
الاعتبار إلى جوهر الفكرة، بإعتبار أن الاستثمار الحقيقى فى الأطفال، فلو أخلصنا
النوايا، وعملنا وفق منهج علمى سليم، وخطط استراتيجية طويلة المدى، تنفذ من خلال
المؤسسات الحكومية والأهلية، ممن تعمل فى هذا المجال، لكان للطفل المصرى شأن آخر،
وأصبح فى طليعة أطفال العالم.
ولكن فى العشر سنوات الأخيرة، بدى
هناك إهتمام ملحوظ بثقافة الطفل تبنته
سوزان مبارك حرم الرئيس المخلوع، لكنه إهتمام سطحى غير حقيقى، إعتمد على
البروباجندا الإعلامية، والاهتمام بطفل الطبقة الأرسطقراطية فى المجتمع، ولم يستفد
منه أبناء الفقراء الذين يمثلون السواد الأعظم من أبناء الشعب المصرى.
وفى رأيى أنه لا يمكن النهوض
بالطفولة فى مجتمعنا إلا من خلال خطط واستراتيجيات مشتركة بين عدة وزرات يقع على
عاتقها عبء كبير، مثل: وزارة التربية والتعليم التى يقع عليها العبء الأكبرلأنها
هى المؤسسة العلمية والتربوية التى تحتضن الطفل منذ بواكير عمره، أى بداية من مرحلة
الروضة إلى مرحلة الثانوية العامة التى ينطلق منها إلى الجامعة.
ولا يتم هذا إلا من خلال تغيير المناهج الدراسية بشكل علمى مدروس يضعه
علماء أجلاء متخصصون فى مجالات العلم المختلفة، وأدباء كبار فى كجال الأدب، بدلا
من استيراد طرق تدريس ومناهج غربية لا تتفق بحال مع جوهر وثقافة المجتمع.
وعودة حصص الأنشطة التى تقلصت فى بعض المدارس، وألغيت تماما فى مدارس أخرى،
فهل يعقل أن تلغى حصة المكتبة أو (القراءة الحرة) التى كانت من أهم وأقرب الحصص
إلى قلوبنا، وحصة الموسيقى التى تساهم بشكل فاعل فى إطلاق خيال الأطفال وترقيق
مشاعرهم ووجدانهم، وحصة التربية الرياضية (الألعاب) التى كانت تفرغ طاقات الأطفال
وتنشطهم بدنيا وعقليا ليعودوا إلى الفصول مرة أخرى أكثر استيعابا للدروس، وحصة الزراعة التى كانت تجعلنا أكثر وعيا
بطبيعة زراعتنا ومحاصيلنا، وتربطنا بالأرض التى هى الوطن فى الأساس.
حدث أن وزير التربية والتعليم السابق الدكتور يسرى الجمل أراد إلغاء تدريس
حصة الرسم من المدارس لولا أن هاجت الدنيا وقامت ولم تقعد ما كان تراجع عن قراره،
يومها كتبت مقالا فى جريدة القاهرة بعنوان (وزارة التربية والتعليم تريد قتل
الخيال) منتقدا ما ذهب إليه الجمل، فلولا حصة الرسم وتفوقى فيه ما عرفت طريقى للقراءة والكتابة،
ومن ثم أؤكد على أنها كانت مؤامرة لتدمير أطفالنا وخطة مدروسة بليل لقتل خيالهم،
ووأد أفكارهم فى مهدها حتى لا يكون لدينا مستقبل مرموق، فالأطفال هم بناة المستقبل،
ولا مستقبل لأمة بدون عقل أو خيال، فجميع الأفكار والاختراعات العظمى كانت محض
خيال، وأصبحت واقعا ملموسا.
وإن كانت الثورة أتت لتنقظنا من ربقة الحكم الظالم، كى نمارس حريتنا، لذا
لابد وأن نصلح ما أفسده الديكتاتور، ونقف وقفة جادة مدافعين عن مستقبل بلدنا
وأولادنا، بضرورة تغير مناهج التربية والتعليم.
ثانيا: وزارة الإعلام، فدورها توعوى مهم خاصة من خلال الإذاعة والتليفزيون
بقنواته المخلفتة حكومية ومتخصصة، الذى مازال لا يقدم للطفل المصرى ما يشبع رغباته
وتعطشه للثقافة والإبداع، وأن البرامج الخاصة بالطفل برامج فى مجملها عقيمة ولا
تتناسب بحال مع تفكير طفل اليوم، فأين البرنامج الجاد الذى يحرك خياله ووجدانه؟
وأين دراما الأطفال المصرية التى ليس لها وجود فى التليفزيون المصرى.
والعجيب فى الأمر أن المسلسلات
المصرية التى ينتجها صوت القاهرة أو قطاع الانتاج، لا تعرض فى التليفزيون المصرى –إلا
نادرا- وتباع للقنوات الفضائية العربية لتحتكر عرضها، ويحرم منها الطفل المصرى
التى كتبت له خصيصا ، ناهيك عن هروب نجوم الفن والأدب من ممثلين ومخرجين وكتاب من
العمل فى مجال دراما الأطفالـ، فمازال ينظر إليها على أنها أعمال قليلة القيمة
تقدم إلى حفنة من الصغار، ولتدنى أجورهم فى تلك الأعمال تصل لأقل من ربع أجورهم فى
مجال الدراما التليفزيونية للكبار، فلماذا إذن يرهقون أنفسهم دون طائل معنوى أو
مادى مجز؟، وأين فيلم الطفل المصرى؟ حتى الآن لم يكن لدينا فيلما مصريا للأطفال
يشار إليه على أنه فيلما متميزا، رغم أن لدينا المهرجان الدولى لسينما الأطفال
الذى يعتبر من أهم مهرجانات سينما الأطفال فى العالم، وأين أفلام الكرتون للأطفال؟
فمازلنا حتى الآن لا نستطيع عمل صناعة أفلام كارتون جيدة وبتقنية عالية، لأسباب
عدة أولها: التكلفة المادية العالية التى يتكلفها هذا الفن،والتى تحتاج لمؤسسات
الدولة الثقافية والإعلامية لتبنيها وفق
خطة مدروسة سلفا، علاوة على ندرة المتخصصين فى هذا المجال، عدم دعم هذه الصناعة من
الدولة بشكل كاف، مما أدى إلى انصراف أطفالنا إلى الكارتون المستورد الذى يأتى
إلينا من أوربا وأمريكا بأسعار زهيدة، ورغم جودته ورخص ثمنه، وتقنيته العالية فى الصناعة
والابهار إلا أن له أخطار جانبية كثيرة لما ينطوى عليه من عنف، وتكريس ثقافة الآخر
التى لا تتفق بحال مع ثقافتنا العربية والاسلامية وأخلاقنا المصرية والعربية، إذن
هناك تقصير صارخ من
وزارة الإعلام
والثقافة فى التوجه الصحيح والأصيل لأطفالنا.
ثالثا: المجلس القومى للشباب،
من خلال الاهتمام بالطلائع والأطفال، وإقامة ورش ومسابقات للكتابة والرسم، ومسابقة
البرلمان الصغير وغيرها من البرامج التثقيفية
والتوعوية للأطفال.
رابعا: وزارة الثقافة بكل قطاعاتها التى تعمل فى مجال
الطفولة، مثل: المجلس الأعلى للثقافة ممثلة فى المركز القومى لثقافة الطفل، ولجنة
ثقافة الطفل، وهيئة قصور الثقافة ممثلة فى القصور المتخصصة فى الطفل، والادارة
العامة لثقافة الطفل،وهيئة الكتاب ممثلة فى سلاسل كتب الأطفال، وهيئة المسرح ممثلة
فى المسرح القومى للأطفال، كل هذه القطاعات فى الوزارة كل قطاع يعمل بمعزل عن
الآخر، مما يؤدى إلى تشابه وتكرار فى الخطط
والبرامج، وكان يجب أن يكون هناك خططا وبرامجا مشتركة وبروتوكولات تعاون بين هذه القطاعات وقطاعات
أخرى فى وزارات مختلفة حتى نعيد للطفل المصرى حقوقه المهدرة على مدى سنوات كثيرة
مضت حتى نصل به لبر الأمان، ويعود لمصر وجهها الوضاء.
هناك تعليق واحد:
hello there haybinyakzhan.blogspot.com blogger found your site via Google but it was hard to find and I see you could have more visitors because there are not so many comments yet. I have found site which offer to dramatically increase traffic to your site http://bestwebtrafficservice.com they claim they managed to get close to 1000 visitors/day using their services you could also get lot more targeted traffic from search engines as you have now. I used their services and got significantly more visitors to my blog. Hope this helps :) They offer most cost effective services to increase website traffic Take care. Mike
إرسال تعليق