الوقت يمــــــــــر
عزة أنور
كانت
هناك فتاة صغيرة جميلة ..اسمها آية لا تكف عن الابتسام لذلك كانت تبدو دائما جميلة ، وكان الناس يقولون لها.. أنت
جميلة كالقمر ، فترد بأدب قائلة: قد أكون جميلة لكني لست مثل القمر، القمر مجرد قطعة
حجر كبيرة ..ويضحك الناس لإجابتها الذكية تــلك ، وذات ليلة سمع القمر كلامها فغضب
غضبا شديدا .
و يوما ما .. بينما كان القمر يقف وسط السماء ، وجد نافذة آيه مفتوحة فدخل
من النافذة لكي يوقظها ، فرش أشعته الفضية علي وجهها وعلي سريرها الصغير.. وماهي إلا
لحظات حتى استيقظت آيه وفتحت عينيها وضحكت ونظرت إلي مركبها الصغير الذي على
المنضدة ، وقالت للقمر : عدة أيام ويبقى شكلك مثل مركبي الصغير هذا ، ساعتها
يمكنني أن اصعد علي شعاعك الفضي واعتلي ظهرك . لأنك ستبدو ساعتها مثل أرجوحة جميلة ، فازداد غضب
القمر وصاح :
أنا ..أنا تعتلين ظهرى !
هذا لايمكن أن يحدث أبدا!
وفكر وقال لنفسه : لابد أن اختفي قبل أن
تصعد تلك البنت إلي وتجعلني أرجوحة فأكون أضحوكة .
ومر يوم ووراءه يوم .. ونظرت آية إلي السماء ولم تجد القمــر ، وأصبحت
السماء مظلمة تماما!
وتضايقت آية كيف سيمشي الناس في الطرقات
؟ وكيف سيعرفون طريقهم ؟ وكان لدي آية عقد جميل أحضره أبوها من أحد أسفاره ، حباته مثل حبات الألماس كانت تحب اللعب به دائما في الليل ، تخبئه بين أصابعها فيخرج من الحبات شعاع جميل.
وجاءتها فكرة فأمسكت العقد في يدها وقالت له :
ارشد الحيران في هذا الليل النعسان ،
ورددت ذلك عدة مرات ، ثم قذفت بعقدها إلي أعلي ، فاندفعت حبات عقدها الألماس ، لكن
قبل أن تصل إلي السماء ، انفرطت الحبات ، وعلي الرغم من ذلك تكونت في أشكال جميلة.
ومنذ تلك الليلة ، والناس تعرف طريقها من حبات الألماس تلك ، والتي أطلق
الناس عليها فيما بعد النجوم ، ومن ساعتها والناس لايعرفون طريقهم إلا من خلالها ،
فالذين يسافرون عن طريق البحر يهتدون بها ، والذين يمشون في الصحراء ، يسترشدون
بها ، أما القمر فاضطر بعد فترة غيابه أن يعود، فلما اكتشف وجود تلك النجوم ، ثار
وهدد آيه وقال : لولم ترحل تلك النجوم بسرعة سأذهب ولن أعود، وضحكت آية ، حتي ظهرت
أسنانها الجميلة، فكانت تعرف أنه لو ذهب سيعود بعد عدة أيام ، فهو يرحل دائما في
آخر كل شهر، ويعود مع مطلع كل شهر .. وعرفت آيه أنه اذا مر اثنا عشر شهرا ، تكون
سنوات عمرها ازدادت عاما ، ويمر عام وراءه عام .. وآية لا تعرف لماذا كانت
الابتسامة تقفز إلي وجهها كلما رأت القمر؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق