مكوك الفضاء
صبحي
سليمان
أمام حديقة الحيوان بالجيزة أوقف الأب
سيارته؛ ونزل منها محمود ووالدته وضيفتهم غادة التي جاءت من القرية لزيارتهم
ومُشاهدة معالم القاهرة؛ وبعد عِدة جولات جلسوا جميعاً علي بساط كبير لتناول
الغداء؛ وما أن أنهت غادة طعامها حتى نظرت لجزء من صحيفة قديم موضوع فوق البساط؛
فقرأته قائلة :
ـ قامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بإرسال
مكوك فضاء لإصلاح عُطل قد حدث بقمر صناعي أمريكي.
هُنا ضحك الأب وهو يقول :
ـ إنه خبر قديم؛ فرواد الفضاء أصلحوا
العُطل؛ ورجعوا للأرض.
هُنا تعجبت الأم وهي تقول :
ـ
رحلة فضائية لإصلاح قمر صناعي؛ أليس هذا خطراً ... ؟!
ابتسم الأب وهو يقول :
ـ القمر الصناعي غالي جداً؛ وبدونه تتعطل
أحوالنا جميعاً؛ لذا يجب أن يُصلحوه مهما كلف من مال.
تعجبت غادة مما سمعت؛ وقالت بصوت مُرتفع :
ـ
وما دخلنا بالقمر الصناعي؛ فإننا لا نحتاجه في شيء؛ فالغرب فقط هُم من يحتاجونه.
ضحك العم وهو يقول :
ـ يا صغيرتي إن حياتنا وحياتهم أصبحت في كفة
واحدة؛ فتلفازك مثلاً مُتصل بالأقمار الصناعية؛ فالقمر الصناعي يستقبل برامج
المحطات الأرضية ويوجهها مرة أخري لتلفازك الذي بقريتك؛ ويوجد بالقمر الصناعي جُزء
مُخصص لاستقبال وإرسال مُكالمات التليفون؛ لذا فالقمر الصناعي مُهم في حياتنا.
تحدثت غادة بهدوء :
ـ إنهم عباقرة؛ أما نحن فمازلنا لا نستطيع
أن نقوم بشيء.
هُنا غضب العم؛ وتكلم بهدوء مُحاولاً إخفاء
غضبه :
ـ إن ما تقولينه خاطئ يا صغيرتي؛ أتعلمين أن
أول من فكر في الطيران وتقليد الطيور هو رجل عربي.
تحدثت غادة بسرعة قائلة :
ـ
إنه عباس بن فرناس الذي وضع ريشاً علي جسده وحاول الطيران ولكنه وقع ومات.
تحدث الأب بسرعة قائلاً :
ـ
هذه مُغالطة تاريخية؛ فلقد كان بن فرناس مُخترعاً وعالماً لم نعرف قيمته إلا من
عُلماء الغرب؛ فأسبانيا أقرت بقيمته؛ وأخبرتنا أنه استطاع أن يطير مُدة من الزمن؛
ولكنه وقع ولم يمت بل أُصيب بجروح وشُفي منها؛ وعاش بعدها فترة من الزمن.
تعجبت غادة وقالت بهدوء :
ـ
يبدوا أنه عبقري؛ فأسبانيا كانت تُحارب العرب؛ وأن تعترف بقيمته فهذا معناه أنه
يستحق التكريم.
تحدث الأب بسرعة قائلاً :
ـ بن فرناس قيمة كبيرة بالتاريخ؛ ولهذا
أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا اسمه علي منطقة من مناطق سطح القمر؛ هذا بجانب
أسماء عربية طورت علوم الفضاء لتُصبح علي وضعها الحالي؛ فلولا اجتهاد أجدادنا ما
توصل الإنسان الحديث لاختراع مكوك الفضاء ... فهل علمتِ يا صغيرتي مكانة أجدادك
العرب ... ؟!
صاحت
غادة بسعادة غامرة قائلة :
ـ إنهم صُناع الحضارة؛ وهُم من جعلونا نتوصل
لهذا التقدم وتلك الحضارة التي يعيش العالم فيها.
هناك تعليق واحد:
السلام عليكم
تحمل هذه القصة قيمة عالية وتهتم بنقل معلومة عميقة وهامة للطفل لكنها تقدمها بطريقة مباشرة ومن خلال حوار قام مقام الحدث.. بشكل عام، هذا الأسلوب ليس قوي المفعول مع الطفل..
من ناحية أخرى، لم تستطع القصة ان تجعل القارئ الطفل يحس بأن شخصياتها من لحم ودم ليتعاطف معهم ويهتم بنتيجة حوارهم.. لا بد من التركيز قليلا على الفتاة الناقمة على حياتها وعلى ما تراه تخلفاً في بلادها، ومن جعل العم المضيف شخصية أكثر فاعلية.. يبقى هذا رأي شخصي للكاتب الحق في قبوله أو رفضه، وتمنياتي بالمزيد من العطاء المميز للطفل العربي، من خلال الكاتب العربي
هيمى المفتي، كاتبة قصة وسيناريو
إرسال تعليق