يوسف أبورية
رسم: هدى وصفي
ترك قطار الصباح المحطة, وكان الولد يعشق السفر, ولا يستطيعه, لأنه مشدود إلى شوارع بلدته دون إرادة منه.
اليوم عزم على الرحيل إلى خارج حدودها.
سار مع الخط الحديدي للقطار.
ترك مبنى المحكمة, والساحة الشعبية, وجسر النهر, ها هو يوغل في الطريق إلى المدينة البعيدة.
تنقل من شجرة إلى شجرة, وراح يشبّه جسومها بملامح الأقارب, هذه تشتبه أمه, وتلك تماثل خالته, أما هذه القصيرة المائلة فتشبه جدته, وفجأة انتصبت أمامه شجرة ضخمة, جذعها يضرب في الأرض بقوة, وفروعها تنتشر في السماء الرحيبة, وتبدلت أوراقها الخضراء لتصير بيضاء بلون بشرة أبيه, وتشكّلت تقاسيم وجهه الحازم مطبوعة على الأوراق المرفرفة, وصاح الصوت في ثنايا الريح:
عد إلى دارك يا ولدي...
- أريد الذهاب إلى المدينة الكبيرة.
- لم يئن الأوان بعد, فلازلت صغيرًا!
أدار ظهره للمدينة, واستقبل طريق العودة, دون أن يفتح فمه بكلمة أخرى.
اليوم عزم على الرحيل إلى خارج حدودها.
سار مع الخط الحديدي للقطار.
ترك مبنى المحكمة, والساحة الشعبية, وجسر النهر, ها هو يوغل في الطريق إلى المدينة البعيدة.
تنقل من شجرة إلى شجرة, وراح يشبّه جسومها بملامح الأقارب, هذه تشتبه أمه, وتلك تماثل خالته, أما هذه القصيرة المائلة فتشبه جدته, وفجأة انتصبت أمامه شجرة ضخمة, جذعها يضرب في الأرض بقوة, وفروعها تنتشر في السماء الرحيبة, وتبدلت أوراقها الخضراء لتصير بيضاء بلون بشرة أبيه, وتشكّلت تقاسيم وجهه الحازم مطبوعة على الأوراق المرفرفة, وصاح الصوت في ثنايا الريح:
عد إلى دارك يا ولدي...
- أريد الذهاب إلى المدينة الكبيرة.
- لم يئن الأوان بعد, فلازلت صغيرًا!
أدار ظهره للمدينة, واستقبل طريق العودة, دون أن يفتح فمه بكلمة أخرى.
http://3arabimag.com/Little/WriterArticle.asp?ID=1462
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق