أحمد زحام
باب
حديقة الحيوان واسع مرسوم عليه حصان كبير من نحاس.. الحصان يقف رافعاً
قدميه الأماميتين وكل يوم يأتي العم رضوان الى الحديقة يأتي بعربته الصغيرة
ويقف جانب الباب.. يبيع الفول السوداني والبذر والحمص.. يأتي قبل ان يدخل
الرجال والنساء والأولاد والبنات الى حديقة الحيوان. ومن زمان الكبار
والصغار يعرفون العم رضوان.
العم
رضوان رجل كبير السن.. يحب الأولاد والبنات ويحب الحصان المرسوم على باب
الحديقة يعطي الأولاد الفول السوداني والحمص ويقلّد الحصان ويقول: انا حصان
ويضحك الأولاد والبنات.. ويقول ولد صغير للعم رضوان: هات بقرش حمصا يا عم
يا حصان.
ويضحك
العم رضوان.. ويذهب الى الحصان ويخرج من جيب جلبابه القديم منديلا ابيض
نظيفا ويمسح العم رضوان التراب من فوق الحصان المرسوم على باب الحديقة ثم
يضع أذنه على فم الحصان.
ويقول الأولاد: ماذا يقول الحصان يا عم رضوان؟
ويقول العم رضوان: يقول هات حبة فول سوداني
ويسأل الاولاد العم رضوان: هل يتكلم الحصان؟
ويقول العم رضوان وهو يعطي الحصان حبة فول سوداني: نعم.. ولكنه لا يكلم أحدا غيري.
ثم يقول وهو يأكل حبة فول سوداني:
لا يريد ان يأكل يقول لي كل أنت يا عم رضوان ويضحك الأولاد والرجال والنساء ويدخلون الحديقة.
وفي يوم جاءت سيارة نقل كبيرة ووقفت في الشارع أمام باب الحديقة.. وخرج منها شرطي وذهب الى العم رضوان وقال الشرطي:
- أنت يا رجل.. خذ عربتك وانصرف من هنا
وسأله العم رضوان: لماذا؟
قال الشرطي: ممنوع
قال العم رضوان: من زمان وأنا أقف هنا..
قال الشرطي: ممنوع
قال العم رضوان للشرطي: اين الضابط سوف أقول له اني اقف هنا من زمان..
في
يوم من الأيام كان هذا الضابط صغيراً.. وجاء الى الحديقة مع والده واشترى
مني فولا سوادنيا وحمصا لا بد أنه يعرفني.. أنا العم رضوان.
وقبل
ان يذهب العم رضوان الى الضابط في السيارة الكبيرة جاء صوت الضابط من
السيارة عالياً.. سمعه العم رضوان.. وسمعه الشرطي يقول: يا شرطي هات
العربة.
أمسك العم رضوان العربة بيديه.. نزل شرطي من صندوق السيارة الكبيرة وذهب الى العم رضوان.
قال العم رضوان:
-
لا تأخذ العربة.. أنا اقف هنا من زمان اسألوا هذا الحصان وأشار العم رضوان
الى الحصان النحاسي المرسوم على باب الحديقة ضحك الشرطة وقال واحد منهم:
- نسأل حصانا من نحاس.. أنت مجنون!
ترك العم رضوان العربة.. ووقف الى جانب الحصان وقال له:
- قل لهم يا حصاني.. اني اقف هنا من زمان..
لكن الشرطة لم يسألوا الحصان اخذوا عربة العم رضوان ووضعوها في صندوق السيارة الكبيرة.
جرى العم رضوان وراء الشرطة ووراء السيارة الكبيرة وهو يقول:
الحصان يقول اني أقف هنا من زمان.. أنا العم رضوان واختفت السيارة الكبيرة.. والعم رضوان يجري وراءها.
وفي
اليوم التالي: ذهب الأولاد الصغار إلى حديقة الحيوان لكنهم لم يجدوا العم
رضوان ولم يجدوا الحصان النحاسي المرسوم على باب الحديقة.
هرب
الحصان النحاسي من الباب أخذ يبحث عن العم رضوان ووجد الحصان العم رضوان
يبكي في الشوارع.. يبحث عن عربة البذر والحمص والفول السوداني.
ركب
العم رضوان على ظهر الحصان وسافر الحصان والعم رضوان الى بلاد بعيدة يوجد
فيها أولاد صغار يحبون الحصان.. ويحبون العم رضوان.. وفيها فول سوداني وحمص
كثير وليس فيها شرطة.
http://www.al-jazirah.com/2007/20070824/jc8.htm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق