الطَّبَقُ والكوبُ
حكايات
حول السلام الإجتماعي
يعقوب الشارونى
قالَ الكوبُ الزجاجىُّ الفارغُ ، للطبقِ الخزفِىِّ الذى
يحملُهُ :
" لسْتُ أفهمُ ما الذى أتى
بكَ تحتى ؟! أنا الذى أحفظ المشروبات الساخنةَ والباردةَ ،
فما هو عملُكَ ؟ إنكَ تــُـريدُ مُجرَّدَ
الظهورِ أمام الضيوفِ وأهلِ البيتِ .. ما أنتَ إلا قطعةٌ
زائدةٌ يحسنُ الاستغناءُ عنها " .
بعدَ قليلٍ امتلأ الكوبُ بالشاى الساخنِ ، وأطبقــَـتْ عليه أصابعُ صغيرة لصبىٍّ صغيرٍ .
ما إنْ رفعَ الصبىُّ الكوبَ حتى لسعَتــْـهُ الحرارةُ الشديدةُ . وفى الحالِ أفلتــَـتِ الأصابعُ الصغيرةُ الكوبَ ، ليسقطَ على الأرضِ ويتحطَّمَ مائةَ
قطعةٍ !
نظرَ الطبقُ إلى بقايا الكوبِ وتــَـنهَّدَ فى أسفٍ قائلاً : " لو كنــْـتُ أنا الذى
أحملُكَ عندما رفعَكَ الصبىُّ ، لما جرى لكَ ما جرى " .
" ومن الغريبِ أننى لم أتذمَّرْ أبدًا من حملِكَ رغم أننى كنــْـتُ أحميكَ دائمًا من مثل
هذا المصيرِ ، بينما لم تتحمَّلْ أنتَ أن أظلَّ معَكَ فى مكانى المُتواضِعِ .. "
" لقد كنــْـتَ تخشى أن أفوزَ بشىءٍ ، ولو قليلٍ ، من تقديرِ الناسِ ، فكانــَـتِ
النتيجةُ أن فقدْتَ كلَّ حياتِكَ " .
هناك تعليق واحد:
thank you
بارك الله فيك منتظرين كل جديد
إرسال تعليق