أنا وجدّى الرجل الذَهَبِى
سعاد محمود الأمين
اللقطة الأول:(رسم)
أحمد يُحب جَدّه محمود، كان يأخذه للنُزهة
عند الأصيل، على رمال الشاطئ، ويحكى له
الحكايات الجميلة ويعلمه صيد الأسماك.
الحوار:
أحمد:ماذا كنت تفعل ياجدى عندما كنت طفلًا
الجد:كنت فى ذلك الزّمان أُساعد والدى فى
محله التجاري. وأذهب للمدرسة لأتعلم
أحمد:هل كانت مدارسكم مثل مدارسنا ياجَدِى؟
الجد:المدارس كانت بعيدة، ونذهبُ اليها سيرًا
على الأقدام، المعلمون حازمين معنا وكان الضَرب عقاب، أما اليوم فالحياة سهلة
والمدارس متوفرة.
الطفل:هل كنت تُحب الذهاب الى المدرسة؟الا
تخاف من الضرب؟
الجد: أحب المدرسة .. ولولم يُعاقبنا المُعلم
على أخطائنا كيف نتعلم؟ كان آبائنا يحترمون المعلم لايسألونه إذا عاقبنا، وكنا لانخبرهم
بذلك..
هامش(حركه)#(يقفزأحمد واقفا رافعا سنارته
وقدعلقت بها سمكة).
أحمد فرحا:جدى لقد إصطدت سمكة .أ نظر اليها
ياجدى!!
الهامش# ( الجديخلص السمكة من السنارة) .
الجد مسرورا:هيّا قد غربت الشمس ما أجملها أنظر الى الشفق لقد لوّن المياه بلون ذهبى.سبحان الله
خالق الكون..
هامش#(يسيران نحو المنزل ويحمل أحمدسلة السمك
فرحا)
اللقطة الثانيه:رسم
فى حَديقةِ المنزلِ، كان أحمد يزرعُ مع جَدّه
يعلمه الفلاحة، غرس النباتات
والأزهار، وريّها بالماء وتربية الأرانب والطيور.
الحوار:
الجد:انظر يابنىّ لقد إخضرت الحديقة وصارت
جميلة بفضل زراعتنا
أحمد: نعم ياجدى الزراعة جميلة ماأروعها!!
الجد :أ وصيك يابنى بالأرض والزراعة ولاتنظر
الى السماءكثيرا
أحمد حائرا: كيف ؟لماذا ؟لم ...؟
هامش#(وضع الجد الشُتول جانبًا ونفض يديه من
التراب ونظر الى حفيده)
الجد: ا الاترى سعد أخيك يجلس طوال اليوم متابعا
التلفزيون والكمبيوترهل رأيته يوما هنا فى الحديقة يَقطُف زهرةً أو يشتل نبتة أويسقى
حيوانًا.
أحمد: تقصد لاأشلهد التلفزيون ولا الكمبيوتر
الجد: لاتترك الأشياء الحديثه هذا زمانكم..
ولكن لاتهمل الأهم. ألم ترى الناس يموتون من الجوع.. بترك الأرض والزراعة
اللقطة الثالثه:رسم
ىسعد يجلس
فى حجرته. ويشاهد التلفزيون، ويلعب فى الكمبيوتر، ويأكل كثيرا طوال الوقت. ولا يستمع الى حكايات جدّه
ونصائحه.
الحوار:
الجد:ستكون دائما ياسعد تجلس هكذا تأكل و تنظر
الى...
هامش#(نظر سعد الى جده وسرعان ماعاود النظر
للتلفزيون.وانصرف عن سماع النصائح)
الجد(همهم):أ فعل ما تشاء ولكنك ستندم..
هامش#(انصرف الجد محمود عندما شعر بأن سعد لايستمع
اليه)
اللقطة الرابعة:رسم
سعد يجلس بعيدا فى الميدان. رفض الأطفال
اللعب معه لانه صار بدينا، وبطئ الحركة ويتعب أثناء اللعب وليس لديه حكايات
الحوار:
ياسر:ياسعد أنت لاتستطيع الجرى لأنك بدين
وتتعب سريعا لانريدك غى فريقنا.
هامش#(سعد ينظر لأصحابه يلعبون وهو حزين يبكى
لانه يتعب حين يجرى)
عمر:(مواسيا) أنت تأكل كثيروتجلس كثيرا فى
مشاهدة التلفزيون ولعب الكمبيوتر.
هامش#(سعد يتذكر نصيحة جده محمود ويندم)
اللقطة الخامسة:رسم
مرض الجد وفقد بصره وتألم وأصبح طريح الفراش.
كان أحمد يجلس معه فى حُجرته‘ بعد أن يراجع دروسه، يقدم له الأكل والشرب، ويقوده
الى الحديقة. ويمرح معه .
الحوار:
أحمد:ياجَدّى باذن الله إنك ستشفى وتبصر عيناك، لانك ياجدّى رجل طيب وقد علمتنى الكثير.
الجد : تعلم يابنى أن المرض كفارة للجسد
وابتلاء علينا بالصبر فَينُوبنا الأجر من عند الله
.للقطة السادسة:رسم
كان الجد محمود يصطحبه حفيده أحمد الى المسجد،
ليصلى كعادته عندما كان مُبصرا، يلتقى المصلين من المُسِنين يتبادل معهم الحديث ويتسلى، بعد أن فقد بصره صارأحمد لجدّه عَيْنين يبصر
بهما، يصف له كل شئ لا يراه كان إمام المسجد يثنى على أحمد فصار محبوبا من الجميع
لإهتمامه بجدّه محمود
الحوار:
إمام المسجد: يابنىّ أنت ولد صالح ربنا يوفقك
فى حياتك لقد ساعدت جدّك كثير
أحمد: هو أيضا ساعدنى وعلمنى، أشياء كثيرة
منها الصلاة فى المسجد فصرت أُحب المسجد.
اللقطة الساابعة:رسم
عاد أحمد من المدرسة الى المنزل، وذهب لحُجرة
جده، ولم يجده فحزن وإفتقدته كثيرا
هامش#(ذهب أحمدلامه يسأل عن جده).
الحوار:
أحمد: متى يأتى جدى يا أمى فقد اشتقت اليه.
الأم:(ضمته إليها فى حنان) عندما تتفتح أزهار
الحديقة ، وتفوح رائحة الورود التى زرعتها معه، سيعود جَدّك
اللقطة الثامنة:رسم
فى اليوم التالى ذهب أحمد حزينًا الى المدرسة
، لايلهوا ويمرح مع أصحابه كما عَوْدهم التفوا حوله يسالونه.
الحوار:
ياسر: لماذا أنت حزين هكذا ياأحمد؟
أحمد: جدّى مريض وقد سافر للعلاج
هامش#(نظر أصحابه اليه فى دهشة وتبادلوا
الهمسات)
عمر:ماذا تريد من جَدّك. إنه رجل مُسن مثل
جدى يجلس فى حُجرته ليلا نهارا
أحمد (مندهشا)الاتخرجون مع أجدادكم للنزهة؟
هامش#(ضج الأولاد بالضحك)
ياسر: أين نخرج معهم هؤلاء المُسنين هم لا
يعرفون شيئا هاهاها زمانهم فات
هامش#(قاطعهم أحمد بحزم)
أحمد: أنتم الذين لاتعرفونهم.. لأنكم
لاتتحدثون اليهم.إ ن جدى محمود كان معلما حدثنى كثيرا حكايات جميلة وعلمنى الصلاة
فى المسجد و الزراعة فى الحديقة والصيد فى النهر وأوصانى الّا أضيع وقتى هباء وأن أكون
مفيدة فاعطف على الصغير وإحترم الكبير.إ ن جدى محمود رجل ذهبى.
هامش#(صمت الاولاد وحزنوا معه وأعجبوا بجدّه
الرجل الذهبى)
اللقطة التاسعة:رسم
كان أحمد يجلس فى الحديقة وحده، مترقبا تفتح الأزهار. وتنهمر دموعه بغزارة.
الحوار:
أحمد (محدثا نفسه)ماكان ينبغى لك ياجدى أن
تسافر وتتركنى وحدى كنت تأخذنى معك.
اللقطة العاشرة:رسم
هطلت الأمطار غزيرة، وسقت الحديقة، فتفتحت
الأزهار، وهبت النسائم عليلة حملت أريج الورود. وعاد الجد محمود من رحلة العلاج مع
أبو أحمد.وفرحت العائلة.وجاء أصدقاء أحمد وفرحوا معه وقطفوا الأزهار من الحديقة
وقدموها للجد ففرح كثير بأصدقاء أحمد وشكرهم. وفرح أحمد بشفاء جده محمود الذى عاد
مبصرا وسيصطحبه للنزهة والحديقة
اللقطة الحادى عشر:رسم
يوم الجمعة ذهب أحمد مع جده لصلاة الجمعة، التفوا المُصلين حوله فرحين بعودته وسلامته، كان لايتغيب أ بدا عن المسجد فافتقدوه فى
غيابه. وعند الأصيل إصطحب جده الى الشاطئ فشاهد صديقه مصطفى وعامر وياسر وعمربرفقة
جدادهما وفرح أحمد لذلك كثيرا لأن صدقاءه صاروا يخرجون برفقة أجدادهم‘ يؤانسونهم ويستمعون اليهم.
جلسوا جميعا على الشاطئ يصطادون ويضحكون ويمرحون ويستمعوا لحكايات الأجداد
الممتعة ورفقتهم الجميلة.
منذ ذلك اليوم إزداد عدد الأصحاب يأتون برفقة
أجدادهم وكان الأجداد سعيدين برفقة بعضهم
بعد أن تركوا عزلتهم واستعادوا مرحهم مع أحفادهم..
وكان الأحفاد ينشدون: أجدادنا رجال من ذهب.......
زيّنوا الأرض أينما ذهبوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق