محسن يونس
ذات صباح أطلق الرعد العنان
لصوته ، فقعقع قعقعات متتابعة فى قوة وحسم ، ثم نام الرعد معلنا انتهاء نوبة ثورته ..
أثناء ذلك وقعت الحيوانات
الصغيرة فى خوف ، واختبأت فى أحضان أمهاتها ..
أما الدب فقد أغاظه صوت الرعد ،
فصاح : ما هذا الصوت ؟ سوف أنازله وأهزمه .. أنا الدب .. هل يجرؤ أحد على إزعاجى ؟!
ابتسم الثعلب وهو رابض داخل
جحره يخرج رأسه فقط ، قال : عش رجبا ترى عجبا !!
ثم صاح : يا صديقى الدب إنك
تتحدث عن شىء اسمه الرعد !!
من غربل الناس نخلوه ، وهيهات
تضرب فى حديد بارد ..
وهل يعطى الثعلب للدب النصيحة ؟!
هذا آخر الزمان يختلط السفيه
بالعاقل ، فلا تعرف أيهما الأحمق ، وأيهما العالم .
كشر الدب عن أنيابه الحادة ،
وصاح : كائنا من كان .. سوف أنازله ، وأؤدبه.. عليك يا ثعلب ابتلاع لسانك واصمت ..
آثر الثعلب السلامة ، وعدم
الدخول فى مناقشة قد لا تنتهى إلى خير ، وكمن فى جحره يتفرج من خلال بابه ..
قابل الدب الأسد ، وبعد أن قص
القصة وجد الأسد ينظر إليه ويبتسم ، قال الدب: ما رأيك يا صديقى الأسد ؟
قال الأسد : يقولون فى الأمثال
" لا يفزع البازى من صياح الكركى "
قفز الدب إلى أعلى كمن لدغ
بلدغة ثعبان ، وصاح : أنا أفزع ؟! من قال إننى أفزع ؟!
قال الأسد : السنور الصياح لا
يصطاد شيئا .. ومضى تاركا الدب يتلفت حوله ، ويتساءل : ماذا يقصد الأسد ؟ هل يهزأ بى ؟ لا
أصدق أبدا .. الأسد لا يفعل هذا معى .. ثم تذكر فزمجر : سوف أقاتل الرعد ..
أما الذئب فقد قال للدب : قال
لى أبى لا تدخل بين العصا ولحائها .. قاطعه الدب صائحا : تروى على قصة حياتك أيها التعس
؟ لا تضيع على وقتى ، فعندى ما هو أهم .. سوف أنازل الرعد وأؤدبه ..
أما الغزال فلم يكن يميل إلى
الممازحة ، وحينما سمع أقوال الدب هز رأسه ، وهو يقول : يا صديقى الدب .. أنت تتحدث عن
شىء لا يقاتل الحيوانات ..
صاح الدب : هكذا !! .. لقد
أرسلك لتقول لى هذا خوفا منى ..
أما القرد فقد رأى وسمع ما فيه
الكفاية ويزيد ، لذا اعترض طريق الدب وقال : يا صديقى الدب أنت عنيد لا تحكم العقل ..
وعلى هذا سوف أدلك على مكان الرعد ..
أراد الدب أن يذهب ، فهو لا يثق
فى كلام القرد المهزار بطبعه ، إلا أن القرد أوقفه ، وهو يقول : الرعد هناك فى
السماء .. اصعد إليه .. هل تستطيع ؟
كانت الحيوانات تنصت لهذا
الحديث ، وفجأة انفجرت فى الضحك .. أما الدب فمشى فى الغابة صائحا بأعلى صوت : سوف أهزم الرعد
.. سوف أهزم الرعد.
كان الهدوء فى الغابة عقب صياحه
يغيظه ، ويحز فى نفسه عدم اهتمام الحيوانات ، فواصل صياحه : سوف أهزم الرعد ..
وما زال يصيح !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق