صراعٌ فَوْقَ الرَّفِّ !
حكايات
حول السلام الإجتماعي
يعقوب الشارونى
على رفٍّ فى بيتِ الصغيرَيْنِ
رشا ورشاد ، التفتَ كتابُ المطالعةِ المدرسِىُّ إلى يمينِهِ ، فوجدَ كتابًا
قصصِيًّا كلُّهُ رسومٌ مُلوَّنةٌ مطبوعًا بحروفٍ جميلةٍ كبيرةٍ .
اهتزَّ الكتابُ المدرسِىُّ فى قلقٍ ، ولامَسَ غِلافَ
الكتابِ القصصِىِّ وقالَ له : " هذا الرفُّ كانَ مُخصَّصًا لى وحدى ، فما
الذى جاءَ بكَ إلى هنا ؟! "
قالَ الكتابُ القصصِىُّ : " رشا ورشاد يُحِبَّانِ قصصى ورسومى " .
قالَ الكتابُ المدرسِىُّ : " لكننى أنا الذى
أعلِّمُهم إجادةَ اللغةِ العربيةِ ، والكلماتِ الجديدةَ ، ويتدرَّبونَ معى على
أساليبِ التعبيرِ الرشيقةِ البليغةِ " .
تــَـمايَلَ الكتابُ
القصصِىُّ فى رشاقةٍ ، فظهرَتْ صفحاتــُـهُ المُلوَّنةُ وقالَ :
" لكننى أنا الذى أثيرُ خيالَ الأطفالِ وأُشجِّعُهم
على مزيدٍ من القراءةِ ، بما أحتويه من جاذبيةٍ وتشويقٍ . ولا يحتاجونَ معى إلى مُدرِّسٍ يشرحُ الكلماتِ الصعبةَ أو العباراتِ غيرَ المفهومةِ " .
هنا أحسَّ الكتابُ المدرسِىُّ بالضيقِ وقالَ :
" قد يُحِبُّكَ الأطفالُ لكنهم يحترمونــَـنى أنا ، فمن غيرِ معاونتى لهم لن يُجيـدوا قراءةَ ما تقدِّمُهُ
أنت وأصحابُكَ من قِصَصٍ وشعرٍ ومسرحٍ ومعلوماتٍ " .
وأدرك الكتــابُ القصصِــىُّ سخافــةَ هــذا التفاخــرِ
بينــَـهُ وبيــنَ الكتابِ المدرسِىِّ ، فقالَ فى رحابةِ
صدرٍ : " الصحيحُ أنه لا يُمكِنُ أن يستغنِىَ أحدُنا عن صاحبهِ ، لكى يستخدمَ
الأطفالُ ما تعلَّموهُ معَكَ ، فى فهمِ ما أقدِّمُهُ أنا لهم " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق