بيرانا بيرانا
القصة الفائزة بالمركز الثالث فى المسابقة الأدبية لقصور الثقافة
أميمة عز الدين
شعرت أنثى الإخطبوط بالقلق على بيضها الذي تجاوز المائتي ألف بيضة فهي تقضى أيامًا كثيرة في ترتيبه في خيوط مجدولة وتقوم بتعليقها في سقف مخبئها تخشى تجمع أسراب سمك البيرانا الذي لا يتوانى عن افتراسها هي نفسها إن أحسوا ضعفًا منها أو مرضًا، تخشى من أسنانها الكبيرة الحادة كشفرات الموسى .
لا أحد يحب سمك البيرانا ويعتبرونها وحشًا بحريًا صغيرًا متطفلاً على عالم البحار، تخش اندفاعها إلى مخبئها ،لذا تقوم بإغلاق مدخله بواسطة أغصان المرجان المتكسرة، تستعد لحراسة البيض ورعايته ولا تغادر مخبأها أبدًا لمدة ستة أشهر كاملة، وبين الحين والآخر تقوم بتنظيف البيض بضخ الماء عليه وتتوقف عن تناول الطعام في تلك المدة .
سمك البيرانا يتحين خروجها بعد كل تلك المدة الطويلة وقد بدا عليها الإعياء والإجهاد الشديدين والهزال حتى إنها تتخبط بأذرعها وتسقط شبه فاقدة للوعي، الذي ينقذها هو خروج صغارها من البيض وقد هلك كثير منه ولم يبق سوى القادرين على الحياة والصمود. أنثى الإخطبوط رأت اندفاع صغارها من مدخل المخبأ ولمحت أسراب البيرانا وهى تتربص بها وبصفارها ، لم تجد غير أن تسد المدخل بجسمها الهزيل لتحبس صغارها داخله وتقيهم الهجمة الشرسة لسمك البيرانا الذي انتهز الفرصة وهجم على أنثى الإخطبوط وهى تدافع عن صغارها بشراسة تساعدها أذرعها المتعددة التي نهشتها البيرانا لم ينقذها غير مرور صديقها الحبار العملاق الذي أطلق حبره بالماء مما شتت سرب البيرانا وجعل كل سمكة تتخبط مع أختها ووصل الأمر إلى انقضاضهم ،على بعضهم البعض ظنًا منهم أنهم يهاجمون أنثى الإخطبوط أو الحبار، ?
شكرت أنثى الإخطبوط صديقها الحبار الذي نصحها بالاعتناء بنفسها،وتناول الكثير من الطعام المفيد حتى تقوى صحتها وتستطيع تربية صغارها والدفاع عنهم إلى أن يكبروا ويستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق