لوحــة الربيـع
عبد الله مرشدي
رسم في أعلي الصفحة من جهة اليمن شمسا ً مشرقة تنساب أشعتها الذهبية ، فتزيد الصفحة إشراقاً وجمالاً ، ثم ملأ أرضية الصفحة بالورود الجميلة ذات الألوان الرائعة الأحمر و الأصفر و الأبيض والبنفسجي و....و.... وبين الشمس والورد راح يرسم كثيرا من الفراشات ذات الأجنحة الملون،ثم رسم شجرة كبيرة ذات فروع متدلية وأوراق خضراء ، ثم راح يرسم فوق أحد أغصانها عصفورا.ً
رسم المنقار، ثم الرأس،ثم العين ثم الجسد الأحمر الوردي ،وقبل أن يرسم الأجنحة جاء صوت أمه منادياً :
هيا يا سمير لقد تأخرنا عن زيارة خالك .
ترك سمير أدوات الرسم بجانب اللوحة ، ثم ارتدي ملابسه وخرج مسرعاً وأغلق باب الحجرة .
أشرقت الشمس المرسومة داخل اللوحة وتمايلت الورود الجميلة مع نسمات الهواء الرقيقة بينما أطلقت الفراشات الجميلات أجنحتها للهواء، وراحت تتسابقن فيما بينها فرحة بحلول فصل الربيع الجميل .
بينما ظل العصفور- الذي نسي سمير أن يرسم له أجنحة- واقفا علي غصن الشجرة يتمنى أن يطير هنا وهناك ويتمتع بجو الربيع، ولكنه لم يستطع، فبكي بصوت عالي ، فسمعت الفراشات الجميلات بكاءه، فأسرعت نحوه وسألته :
ما الذي يبكيك أيها العصفور الرقيقة ؟
فقال العصفور بصوت حزين : لقد نسي سمير أن يرسم لي أجنحة لذلك لن أستطيع الطيران مثلكم .
علي الفور قالت أحدي الفراشات لزميلاتها :هيا كي نحمل صديقنا العصفور ونطير به هنا وهناك كي نستمع سوياً بالربيع .
قالت الفراشة الكبيرة، ولكن العصفور جسمه ثقيل ولن نستطيع حمله، فقالت فراشه صغيره سوف أعطي للعصفور أجنحتي كي يطير بها .
فردت عليها الفراشة الكبيرة قائلة : ولكن أجنحتك صغيره ، والعصفور يحتاج إلي أجنحة كبيرة .
وقفت الفراشات حزينة لعدة دقائق تفكر كل منها في طريقة كي يطير العصفور هنا وهناك، وفجأة تحركت إحدى الفراشات بسرعة، وخرجت خارج اللوحة ،ثم أمسكت بالريشة وبدأت ترسم أجنحة العصفور في وسط سعادة الجميع ،وحين انتهت من رسم جناحي العصفور،قفزت بسرعة داخل اللوحة ، فانطلق العصفور يضرب الهواء بجناحيه وهو سعيد وفرحان يداعب الشمس تارة ،ويحلق فوق الورود تارة أخرى.
فرحت الفراشات كثيرا، وطارت خلف العصفور، وهي تغنى بصوت جميل : (فليفرح الجميع في فصل الربيع )
هناك تعليقان (2):
مشكور ماقصرت
اريد قصة قصيرة حوالي 3او4اسطر بلييييييز
إرسال تعليق