الأرنب الشقي
بقلم:الطيب أديب
على مقربة من البحيرة الصغيرة كان أرنوب يلعب مع صديقتيه الحمامة والبطة إلا أنه رجع خائفا وحزينا باحثا عن أمه وهو ينادى : أماه ... أماه ...
قالت أم أرنوب : ماذا حدث لك يا أرنوب الشقي ، هل أصابك مكروه ؟
قال أرنوب : معذرة يا أمي فأنا نادم لأنني لم اسمع كلامك من قبل ، وجئت لأسألك سؤالا حيرني كثيرا اليوم .
قالت : وما هو ؟
قال أرنوب : اليوم وأنا ألعب مع الحمامة والبطة أصابني حزن عميق ، فبينما نحن نلعب قرب البحيرة ، وظلت البطة تسبح وتغوص تحت الماء ، وطارت الحمامة في الهواء وحلقت في السماء .. قاطعته أم أرنوب قائلة : وأنت هل كنت تنوى تقليدهما؟
قال : لا ... لا .. أنا لم استطع الطيران في الهواء ولكني اقتربت من البحيرة ، وبينما أضع قدمي في الماء وقعت في البحيرة ، لمحتني الحمامة فهبطت مسرعة وظلت تصرخ منادية للبطة التي أسرعت لانقاذي ، ودفعتني على الشط ، ومدت الحمامة جناحها فتسلقته حتى جذبتني إلى الأرض ..!
قالت أم أرنوب : يا لك من أرنب شقي ألم أقل لك من قبل إياك والاقتراب من البحيرة ؟
قال أرنوب : معذرة يا أمي فأنا قد أخطأت ، ولكن لماذا يا أمي نحن الأرانب لا نستطيع الطيران في السماء أو السباحة في الماء ؟
قالت أم أرنوب : يجب أن تعلم يا أرنوب أن الله تعالى خلق الطيور والحيوانات وجميع الدواب على الأرض ، ووهب كل منها قدرات تختلف عن بعضها ،فنحن الأرانب نتغذى على الحشائش والنباتات الصغيرة ، ونستطيع حفر أنفاق في الأرض تحمينا من الأخطار ، وتقينا من حرارة الشمس في الصيف ، ومن برد الشتاء ، بينما الحمام يتغذى على الحبوب ،ويستطيع الطيران في السماء والسفر لمسافات بعيدة بحثا عن الغذاء ، أما البط فانه يتغذى هو الآخر على الحشائش ، ويستطيع صيد الأسماك الصغيرة وأكلها ،ويساعده جسمه على السباحة في الماء منذ صغره.
قال أرنوب : شكرا لك يا أماه على هذه المعلومات الجديدة والنصائح الغالية .
قالت أم أرنوب : والآن تعالى معي لنشكر صديقتيك الوفيتين الحمامة والبطة على ما قامتا به من عمل نبيل وبطولي .
هناك تعليق واحد:
شكرا جزيلا
إرسال تعليق