أسماك
مسرحية للأطفال
طلال حسن
بيت
العمة دبة ،
الببغاء فوق المائدة
الببغاء : " ينصت
قلقاً " أسمع وقع أقدام "
يتراجع خائفاً " أخشى أن يكون الثعلب
اللعين ، أم إنه دبدوب ؟ " يتوقف متمالكاً
نفسه " وقد أكون في الأساس واهماً "
يصمت " هذا الثعلب اللعين ، يجعلني في
خوف دائم ، والحق معي ، فأنا ببغاء ،
وهو ثعلب " ينصت " دبدوب ؟ ربما ،
لقد جاء عدة مرات ، منذ الصباح حتى
الآن ، يريد أن يرى العمة دبة ، ترى
ماذا يريد منها ؟ " ينصت " ها هو قادم
، أم إنه الثعلب ؟ " يعود إلى مكانه "
الحذر ضروري مع الثعلب .
يتراجع خائفاً " أخشى أن يكون الثعلب
اللعين ، أم إنه دبدوب ؟ " يتوقف متمالكاً
نفسه " وقد أكون في الأساس واهماً "
يصمت " هذا الثعلب اللعين ، يجعلني في
خوف دائم ، والحق معي ، فأنا ببغاء ،
وهو ثعلب " ينصت " دبدوب ؟ ربما ،
لقد جاء عدة مرات ، منذ الصباح حتى
الآن ، يريد أن يرى العمة دبة ، ترى
ماذا يريد منها ؟ " ينصت " ها هو قادم
، أم إنه الثعلب ؟ " يعود إلى مكانه "
الحذر ضروري مع الثعلب .
يُدفع
الباب بهدوء ،
ويدخل
دبدوب متلفتاً
الببغاء : دبدوب ..
دبدوب : يبدو أن العمة
دبة ، لم تأتِ بعد .
الببغاء : كما ترى .
دبدوب : " يبدو
نافد الصبر " ....
الببغاء : ستأتي ، هذا
وقتها .
دبدوب : " يجلس
إلى المائدة " سأنتظرها .
الببغاء : لابدّ أن
الأمر هام .
دبدوب : " يهز
رأسه " ....
الببغاء : لا عليكَ ،
ستأتي العمة دبة ، وسيكون
كلّ شيء على ما يرام .
كلّ شيء على ما يرام .
دبدوب : هذا ما أرجوه .
الببغاء : آمل أن لا
يكون لدبدوبة علاقة بالأمر .
دبدوب : كلا .
الببغاء : هذا ما
خمنته ، لأن دبدوبة ، وإن كانت
من الدببة ، إلا أنها .. متميزة " ينصت "
ها هي العمة دبة ، لقد جاءت .
من الدببة ، إلا أنها .. متميزة " ينصت "
ها هي العمة دبة ، لقد جاءت .
دبدوب : " يقف " ....
تدخل العمة دبة ،
س وسلتها في يدها
العمة : أهلاً دبدوب
.
دبدوب : أهلاً بكِ .
العمة : " تضع
السلة على المنضدة " ....
الببغاء : لقد جاء عدة
مرات ، يسأل عنكِ ، في
فترة غيابكِ .
فترة غيابكِ .
العمة : " تنظر
إلى دبدوب " خيراً .
الببغاء : يقول إن
الأمر هام .
العمة : أرجو أن لا
تكون دبدوبة .. ، فهي ظلكَ
، وأنت ظلها .
، وأنت ظلها .
دبدوب : ليس مباشرة ، وإن كانت
دبدوبة
تخالفني في الرأي .
تخالفني في الرأي .
العمة : " تبتسم
" الاختلاف في الرأي ، لا
يُفسد للود قضية .
يُفسد للود قضية .
دبدوب : نعم ، نعم .
الببغاء : أنا نفسي ،
أختلف أحياناً في الرأي ،
مع العمة دبة .
مع العمة دبة .
العمة : " تبتسم
" بل قل ، معظم الأحيان .
الببغاء : ومع هذا ،
فإن خيط الود ، بيني وبينك ،
لم ينقطع .
لم ينقطع .
العمة : ولن ينقطع .
دبدوب : أيتها العمة ..
العمة : نعم .
دبدوب : هناك أمر
يحيرني .
العمة : لا تحتر ، قل
لي ما هو ، فقد تجد
الجواب عندي .
الجواب عندي .
دبدوب : الطيور تهاجر
..
الببغاء : ليس كلها .
العمة : هذا صحيح ،
فبعضها تهاجر ، عند
الضرورة .
الضرورة .
دبدوب : كذلك بعض
الحيوانات ..
الببغاء : الدببة لا
تهاجر .
العمة : " ترمق
الببغاء بنظرة خاطفة " نعم ،
تهاجر بحثاً عن الماء والطعام والجو
الملائم .
تهاجر بحثاً عن الماء والطعام والجو
الملائم .
دبدوب : والأسماك ، هل
تهاجر ؟
العمة : إنها مثل
الطيور والحيوانات الأخرى ،
تهاجر بعضها ، من مكان إلى مكان آخر
، عند الضرورة أيضاً .
تهاجر بعضها ، من مكان إلى مكان آخر
، عند الضرورة أيضاً .
دبدوب : هذا ما اختلفت
به مع دبدوبة .
العمة : لم أفهم .
الببغاء : أنا أيضاً
لم أفهم .
دبدوب : أنا ودبدوبة ، كما تعرفين ، نصطاد
الأسماك من النهر ، في معظم أشهر
السنة .
الأسماك من النهر ، في معظم أشهر
السنة .
العمة : أنا أيضاً
أصطاد من النهر ، فسمكه
كثير ، ولذيذ .
كثير ، ولذيذ .
دبدوب : ولكن في الصيف
..
العمة : آه .
الببغاء : لا سمك في
الصيف ، فالنهر يجف في
هذا الفصل الحار .
هذا الفصل الحار .
دبدوب : أين يذهب السمك
في الصيف ؟ هذا
موضوع اختلافي مع دبدوبة .
موضوع اختلافي مع دبدوبة .
الببغاء : السمك لا
يتبخر مع الماء .
العمة : " تضحك
" ....
الببغاء : الضحك ليس
جواباً ، يا عمة .
دبدوب : دبدوبة تقول ،
إن جدتها أخبرتها ، بأن
السمك يرقد تحت طين القاع ..
السمك يرقد تحت طين القاع ..
العمة : " تهمهم
" هم م م م ..
دبدوب : لكن جدتهاُسنة
، خرفة ..
العمة : " محتجة
" دبدوب .
دبدوب : السمك يعيش في
الماء ، وإذا جفّ الماء
، تموت .
، تموت .
الببغاء هناك أسماك ،
على ما تقول العمة ،
تخرج من النهر ، وتسير عى الشاطىء ،
أو بين الحشائش الندية .
تخرج من النهر ، وتسير عى الشاطىء ،
أو بين الحشائش الندية .
دبدوب : هذه الأسماك
تخرج فترة قصيرة ،
وليس لأشهر الصيف بطولها .
وليس لأشهر الصيف بطولها .
العمة : دبدوب ..
دبدوب : ماذا تقولين
أنتِ ، أيتها العمة ؟
العمة : أقول ، إن
جدة دبدوبة ، رغم تقدمها في
السن ، ليست خرفة .
السن ، ليست خرفة .
دبدوب : تقصدين ، إن سم
هذا النهر ، لا يهاجر
، وإنما .. ؟
، وإنما .. ؟
العمة : وإنما .. ،
ما قالته جدة دبدوبة .
دبدوب : لا يمكن .
العمة : بدليل أن
النهر الآن ، ونحن في فصل
الشتاء ، مليء بالماء والأسماك .
الشتاء ، مليء بالماء والأسماك .
دبدوب : أوضحي لي أكثر
.
العمة : عندما يجفّ
ماء هذا النهر ، في فصل
الصيف ، تدخل الأسماك في طيات طين
القاع ، ويصير حولها كالقالب ، وخاصة
حين يجفّ بفعل الحرارة ، ويدخل السمك
عندئذ في سبات عميق .
الصيف ، تدخل الأسماك في طيات طين
القاع ، ويصير حولها كالقالب ، وخاصة
حين يجفّ بفعل الحرارة ، ويدخل السمك
عندئذ في سبات عميق .
دبدوب : سبات في فصل
الصيف !
العمة : الليمور
أيضاً يسبت في فصل الصيف ،
وليس في فصل الشتاء .
وليس في فصل الشتاء .
الببغاء : وأنتم
الدببة ، أعني بعض الدببة ؟
العمة : "تنظر
إليه معاتبة" في المناطق الباردة
، مثل المنطقة القطبية ، تسبت الدببة
طوال أشهر الشتاء .
، مثل المنطقة القطبية ، تسبت الدببة
طوال أشهر الشتاء .
دبدوب : الأسماك إذن ،
كما تقول جدة دبدوبة ،
تسبت طول الصيف ، تحت طين قاع
النهر ؟
تسبت طول الصيف ، تحت طين قاع
النهر ؟
العمة : هذا هو
الواقع ..
دبدوب : " يهمهم
" هم م م م .
العمة : وعندما يحلّ
موسم الأمطار ، ويمتلىء
حوض النهر بالماء ، يذوب الطين الجاف
، وتخرج الأسماك منه ، و .. وآه لو تعلم
، كم تكون جائعة ، تلك الأسماك .
حوض النهر بالماء ، يذوب الطين الجاف
، وتخرج الأسماك منه ، و .. وآه لو تعلم
، كم تكون جائعة ، تلك الأسماك .
دبدوب : وأنا أيضاً
جائع .
العمة : الأمر سهل ،
يا دبدوب .
تدخل
دبدوبة ، وتقترب
من
العمة دبة مبتسمة
الببغاء : جاءت دبدوبة
.
دبدوبة : طاب يومكِ ،
أيتها العمة .
العمة : طاب يومكِ ،
يا عزيزتي .
الببغاء : أهلاً
دبدوبة .
دبدوبة : " تلوح
له " أهلاً بك ، ببغاء .
الببغاء : لم تصبر على
فراق دبدوب .
العمة : " تضحك
" لا عجب ، فهما دبدوب
ودبدوبة .
ودبدوبة .
دبدوبة : " تنظر
إلى دبدوب " تأخر هنا ، وقد
تواعدنا للذهاب إلى النهر .
تواعدنا للذهاب إلى النهر .
دبدوب : لنصطاد السمك .
العمة : لا داعي
لتصطادا السمك اليوم " تقدم
لهما سمكة من السلة " هذه السمكة
تكفيكا معاً .
لهما سمكة من السلة " هذه السمكة
تكفيكا معاً .
دبدوب : " يأخذ
السمكة " شكراً ، سمكة كبيرة .
الببغاء : أرى أن
تجلسا تحت شجرة مزهرة ،
جنباً إلى جنب ، على ضفة النهر ، وتأكلا
هذه السمكة معاً .
جنباً إلى جنب ، على ضفة النهر ، وتأكلا
هذه السمكة معاً .
العمة : " تضحك
مسرورة " ....
دبدوبة : " ترق
رأسها خجلاً " ....
العمة : هيا يا دبدوب
، خذ دبدوبة ، واذهبا ،
هذا وقت جيد لوليمة كهذه .
هذا وقت جيد لوليمة كهذه .
دبدوب : أشكركِ .
دبدوبة : أشكركِ أيتها
العمة " تلوح للببغاء "
ألف شكر ، يا ببغاء .
ألف شكر ، يا ببغاء .
دبدوب
ودبدوبة يخرجان ،
العمة والببغاء وحدهما
إظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق