إصبع
الطبشور وقطعة الإسفنج.
قصة للأطفال
بقلم : السيد شليل
بمجرد دخولي إلى
الفصل الدراسي ، دار أمامي هذا الحوار العجيب ، بين قطعة الإسفنج وإصبع الطبشور
الملون ، اقتربت منهما ، حتى أستمع إلى حديثهما ، حيث بدأت قطعة الإسفنج المغلفة
وهى تتباهى بنفسها ، قائلة :
ـ أنا أمسح الأخطاء
وبدوني لا عمل لك ، وكل من يتعامل معي يحبني ، ويخاف علي لذلك غلفوني بقماش جميل.
انتفض واقفا إصبع الطبشور وهو يعلن دوره في شموخ
قائلا :
ـ وأنا أكتب الكلمات حتى يتعلم التلاميذ كل أنواع
العلم ، وبدوني أيضا لا عمل لك ، والأهم أن التلاميذ تتهافت على شرائي ، لأن
ألواني جميلة وجذابة ، كما أن ملمسي ناعم ، والكل يحبونني.
ردت في سخرية جعلتني
أضحك بصوت مكتوم ، وهى تقول :
ـ راحت عليك ، وحل محلك القلم السحري ، وهو أيضا
متعدد الألوان ، ولا يترك اثرا على الأصابع مثلك.
محاولا رد اعتباره
بادرها الطبشور القول :
ـ وأنت عندما تمتلئين
بغباري ، يلقون بك في داخل الصندوق .
نظر إلي وغمز بعينه عندما بدأ زملائي في الدخول
إلى الفصل ، وسكتا تمام عن الكلام ، وبجلوسي في مكاني ، امتلأت المقاعد تماما
بالتلاميذ .
لحظات ودخلت معلمة الفصل ، هنا أيقنت قطعة
الإسفنج من أن عملها سوف يبدأ ، امتدت
إليها يد المعلمة " صباح " ، وهى تحركها ذات اليمين وذات الشمال ، حتى
أتمت مهمتها . ألقت بها داخل الصندوق
الخشب المثبت إلى جوار السبورة السوداء التي تمتد من الحائط إلى الحائط .
أمسكت بإصبع الطبشور
، وبدأت في كتابة التاريخ ، فأخطأت فيه ، أسرعت ناحية قطعة الإسفنج ، ومحوت الخطأ .
عاودت الكتابة مجددا للتاريخ ، وعنوان درس اليوم ، ثم عدت إلى مكاني وأنا أتفحص
إصبع الطبشور الحزين. لقد كان يرمقني في عتاب!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق