ليسَ مُهمًّا أن يوافقَنى !!
(حكايات حول السلام الإجتماعي)
يعقوب الشارونى
ذاتَ مرةٍ ، كتبَ قارئٌّ ساخطٌ على أحدِ الكُـتــّـابِ الصحفيين ، خطابًا وجَّهَهُ إلى ذلك الكاتبِ ، يقولُ فيه :
" أنا لا أوافقُ إطلاقــًـا على ما كتبْتَهُ فى مقالِكَ الأخيرِ " .
وفى نهايةِ الخطابِ ، أخذَ يصفُ الكاتبَ بصفاتٍ غيرِ لائقةٍ ويوجِّهُ إليه مُختلفَ الاتهاماتِ .
لكن الكاتبَ ، الذى اعتادَ مثلَ هذا الأسلوبِ فى رسائلِ بعضِ القــُـرّاءِ ، أرسل إلى القارئِ خطابًا قالَ فيه :
" يسعدُنى أن تزورَنى فى مكتبى ، لنبحثَ معًا هذا الموضوعَ ، وأستمعَ إلى آرائكِ بتفصيلٍ أكثرَ " .
وعندما قامَ ذلك القارئُ بزيارتِهِ فعلاً ، استمعَ الكاتبُ إلى آرائهِ وتفهَّمَها ، وكذلك استمعَ القارئُ إلى آراءِ الكاتبِ وفهمَ وجهةَ نظرِهِ .
قال الكاتبُ :
" لم يكنْ من المُهمِّ أن يقتنعَ بوجهةِ نظرى ، ولا أن أوافقَهُ على وجهةِ نظرِهِ .. الشىءُ المُهمُّ أن كلَّ واحدٍ منــَّـا استطاعَ أن يفهمَ الآخرَ ، وأن يُدركَ كلُّ واحدٍ منـّا أن الثانِىَ قد كوَّنَ رأيَهُ نتيجةَ اقتناعِهِ به ، وليس تحت تأثيرِ أيّةِ دوافعَ خارجيةٍ ، أو لمُجرّدِ ترديدِ آراءِ آخرينَ !! "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق