ديمة سحويل
القصة مهداة لروح الطفلة الشهيدة إيمان الهمص
كانت السماء الزرقاء تزدان بالطائرات الورقية على أشكالها المختلفة
كانت إيمان تنظر إلى السماء وهي في طريق عودتها من المدرسة تحدق بالطائرات الورقية بكل شغف .
إيمان لم تكن تملك طائرة ورقية كبقية الأولاد...
و لم تتمن يوما أن تملكها....
كانت تحلم دائما ان تتعلق بإحدى الطائرات الورقية لتطير بها إلى السماء كالفراشات وتتنقل بين البلدان دون قيود أو حدود أو حواجز بكل حرية .
ظلت إيمان تراقب الطائرات الورقية الجميلة وهي تحوم حول الشمس......
لفت نظرها طائرة ملونة بألوان قوس قزح ظلت تراقبها أينما حطت .
ابتعدت الطائرة قليلا وارتفعت في السماء الواسعة.
ظلت إيمان تلحق بها من مكان لآخر.
فتعثرت بحجر وسقطت على الأرض وغابت الطائرة عن نظرها واختفت
نهضت إيمان عن الأرض بسرعة وبدأت تنفض مريلة المدرسة الزرقاء من الغبار الذي علق بها.
واستعدت للحاق بالطائرة التي غابت عنها لعلها تجدها بين جموع الطائرات المعلقة بالسماء.
إلا أن قدمها علق بشئ أعاق حركتها ، أرادت أن تزيله ولكنها لم تستطع .
كان خيطا شفافا لإحدى الطائرات الورقية التي سقطت على الأرض ولم يفلح الصبية بالتحكم بها .
بدا الخيط فجأة يلتف حول ساقها شيئا فشيئا ..................
وصارت إيمان تحلق بالسماء على متن طائرة الورق الملونة
سألت الطائرة الورقية إيمان : أين هي وجهتك أيتها الصغيرة الجميلة ؟
تعجبت إيمان من مصدر الصوت ولكنها أدركت أن الطائرة الورقية هي التي تحدثها .
ردت على الفور: أريد أن تأخذيني بعيدا عن بلاد اليأس والحرب...
سمعت عن بلاد الفرح والمرح هل بإمكانك أن توصليني إليها ؟ أنها مليئة بالورود والفراشات والدمى والحلويات .
أريد أن ابتعد عن بلاد الحواجز و الدمار ..
استجابت الطائرة الورقية للصغيرة إيمان وحلقت بها إلى بلاد الفرح والمرح
وصلت إيمان لتلك البلاد فشاهدت بلادا مرصوفة بالورود الملونة، تتطاير الفراشات بسمائها والأطفال يلعبون ويمرحون بالحدائق.
شاهدت النسوة في بلاد الفرح والمرح ينسجن من خيوط الشمس الذهبية ثيابا لأولادهم وكان الرجال يجمعون الأصداف الملونة من شاطئ البحر يبنون بها بيوتهم.
وكان أريج البرتقال ينتشر في أجواء البلاد .
صارت إيمان تبكي.....
سألتها الطائرة الورقية : ولماذا تبكين الآن يا صغيرتي ؟ ألم تعجبك بلاد الفرح والمرح ؟
ردت إيمان : لقد تذكرت أهلي وأصدقائي الذين يعانون من القهر والتعب قارنت بين الفراشات التي تتطاير في سماء بلاد الفرح والمرح وبين الطائرات الحربية التي تحلق في سماء بلادنا ، و بين رائحة البارود في بلادنا وأريج البرتقال في بلادهم وبين الأطفال الذين يلهون ليل نهار وبين أطفال بلادي ...
قارنت وقارنت وتذكرت وبكيت ،اعذريني أيتها الطائرة الورقية فكم تمنيت أن يحظى أهلي وإخوتي وجيراني وأصدقائي بما حظيت به من رؤية بلاد الفرح والمرح ...
أخبرتها الطائرة الورقية بأنها على الفور سترجعها لبلادها لتنقل معها من تشاء من أهلها لتلك البلاد الجميلة .
فرحت إيمان كثيرا لان إخوتها سيلعبون بحدائق واسعة و ستغزل أمها من خيوط الشمس ثيابا لهم و سيجمع والدها الأصداف الملونة من شاطئ البحر ليبني لهم منزلا جميلا وسيجتمع الجيران ويتبادلون أحلى الحكايات أمام شاطئ البحر الأزرق .
لحظات ولحظات جميلة عاشتها إيمان وهي على ظهر الطائرة الورقية تتخيل .
وصلت الطائرة الورقية إلى أجواء بلاد اليأس والحرب واقتربت من منزل إيمان .
خافت الطائرة من إنزال إيمان الصغيرة على الأرض لأنها لمحت بالقرب من بوابة منزلها معسكرا للجيش.
ابتسمت إيمان وقالت للطائرة لا تخافي لقد تعودنا على وجودهم...
هبطت الطائرة الورقية وحطت على الأرض بعد أن طمأنتها إيمان
نزلت إيمان على الأرض وطلبت من طيارة الورق أن تنتظرها حتى تحضر مع أهلها وجيرانها.
وغابت إيمان.......................................ولم ترجع
وظلت الطائرة الورقية تنتظر ....................ولم تقلع
هناك 3 تعليقات:
حلوه القصه بس خليها احسن واتا بحي مين كتبها
بنفع تعلي مستوى القصه لان شوي شفتا لجيل صغير
الله يرحمگ اختي ايمان ويجعل مثواكي الجنة
وجزيل الشكر للأخت ديما سحويل على حروفها الجميلة
إرسال تعليق