أمانة
قصة للأطفال
بقلم : طلال حسن
تبع قيس المعاونة ، أكثر من مرة
، ليقدم لها الدليل على أمانته ، ويثبت لمعلمة الدين ، أن درسها عن الأمانة ، لم
يذهب سدى .
لكن المعاونة ، لم تلتفت إليه ، فهي تعرفه جيداً ، وكلما اقترب منها ،
وأراد أن يكلمها ، تنسل بين التلاميذ والتلميذات مبتعدة عنه ، والعصا الخيزران في
يدها ، وهي تقول : انتظر الآن ، انتظر .
ودقّ الجرس ، ومضى قيس مكرها إلى الصف ، دون أن يحظى ببغيته ، وعند باب
الصف ، أدركه المراقب ، وقال له : قيس ، مهلاً .
وتوقف قيس ، فقال المراقب ، وهو يدخل الصف : المعاونة تريدك في غرفتها .
ودقّ قلبه فرحاً ، فها هي الفرصة تأتيه أخيراً ، ستفرح معلمة الدين ، فهذا
النجاح يُحسب لها ، وأسرع قيس إلى المعاونة في غرفتها ، وقال : صباح الخير ست .
وبدل أن تردّ المعاونة على تحيته ، حدقت فيه عبر نظارتها ، الشبيهة بقعر
الزجاجة ، وقالت بصوت حازم : أعطني القلم .
وفغر قيس فاه مذهولاً : القلم !
فقالت المعاونة : القلم الذي أخذته خلسة من سلوى .
ومدّ قيس يده في جيبه ، ثم وضع القلم أمام المعاونة ، وقال : لم يكن في
نيتي أن .. أسرقه .
أمسكت المعلمة القلم ، وقالت : لكنه معك .
وصمت قيس لحظة ، ثم قال : إنها معلمة الدين .
ونظرت المعاونة إليه مندهشة ، فقال بصوت دامع : حدثتنا عن الأمانة ، فبحثت
عن شيء أثبت به أمانتي ، فأخذت قلم سلوى ، وأردت أن أقدمه لك ، أثناء الفرصة ،
لكنك لم تلتفتي إليّ .
وابتسمت المعاونة ، رغم أنها قلما تبتسم ، وقالت : أنا واثقة من أمانتك ،
يا قيس ، اذهب إلى الصف ، وأرسل لي سلوى ، سأعيد القلم لها ، ولن أقول لها أنه كان
عندك ، اذهب ولا تكن أميناً هكذا مرة ، أخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق